
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الـــرَأيُ قَبــلَ شــَجاعَةِ الشــُجعانِ
هُـــوَ أَوَّلٌ وَهِــيَ المَحَــلُّ الثــاني
فَــإِذا هُمــا اِجتَمَعــا لِنَفـسٍ مِـرَّةٍ
بَلَغَــت مِــنَ العَليــاءِ كُــلَّ مَكـانِ
وَلَرُبَّمـــا طَعَــنَ الفَــتى أَقرانَــهُ
بِـــالرَأيِ قَبــلَ تَطــاعُنِ الأَقــرانِ
لَــولا العُقــولُ لَكـانَ أَدنـى ضـَيغَمٍ
أَدنــى إِلــى شــَرَفٍ مِــنَ الإِنســانِ
وَلَمــا تَفاضــَلَتِ النُفــوسُ وَدَبَّــرَت
أَيــدي الكُمــاةِ عَــوالِيَ المُــرّانِ
لَـــولا ســـَمِيُّ ســـُيوفِهِ وَمَضـــاؤُهُ
لَمّـــا ســـُلِلنَ لَكُـــنَّ كَالأَجفـــانِ
خــاضَ الحِمــامَ بِهِـنَّ حَتّـى مـا دُرى
أَمِـــنِ اِحتِقـــارٍ ذاكَ أَم نِســـيانِ
وَسـَعى فَقَصـَّرَ عَـن مَـداهُ فـي العُلـى
أَهــلُ الزَمــانِ وَأَهــلُ كُــلِّ زَمـانِ
تَخِـذوا المَجـالِسَ فـي البُيوتِ وَعِندَهُ
أَنَّ الســـُروجَ مَجـــالِسُ الفِتيـــانِ
وَتَوَهَّموا اللَعِبَ الوَغى وَالطَعنُ في ال
هَيجــاءِ غَيـرُ الطَعـنِ فـي المَيـدانِ
قـادَ الجِيـادَ إِلـى الطِعانِ وَلَم يَقُد
إِلّا إِلــــى العـــاداتِ وَالأَوطـــانِ
كُــلُّ اِبــنِ ســابِقَةٍ يُغيــرُ بِحُسـنِهِ
فــي قَلــبِ صــاحِبِهِ عَلــى الأَحـزانِ
إِن خُلِّيَــت رُبِطَــت بِــآدابِ الــوَغى
فَـــدُعاؤُها يُغنـــي عَــنِ الأَرســانِ
فــي جَحفَــلٍ ســَتَرَ العُيـونَ غُبـارُهُ
فَكَأَنَّمـــــا يُبصــــِرنَ بِــــالآذانِ
يَرمــي بِهـا البَلَـدَ البَعيـدَ مُظَفَّـرٌ
كُـــلُّ البَعيـــدِ لَـــهُ قَريــبٌ دانِ
فَكَـــأَنَّ أَرجُلَهـــا بِتُربَــةِ مَنبِــجٍ
يَطرَحـــنَ أَيــدِيَها بِحِصــنِ الــرانِ
حَتّـــى عَبَــرنَ بِأَرســَناسَ ســَوابِحاً
يَنشـــُرنَ فيــهِ عَمــائِمَ الفُرســانِ
يَقمُصـنَ فـي مِثـلِ المُـدى مِـن بـارِدٍ
يَـــذَرُ الفُحــولَ وَهُــنَّ كَالخِصــيانِ
وَالمـــاءُ بَيــنَ عَجــاجَتَينِ مُخَلِّــصٌ
تَتَفَرَّقـــــانِ بِــــهِ وَتَلتَقِيــــانِ
رَكَــضَ الأَميــرُ وَكَــاللُجَينِ حَبــابُهُ
وَثَنـــى الأَعِنَّــةَ وَهــوَ كَالعِقيــانِ
فَتَــلَ الحِبـالَ مِـنَ الغَـدائِرِ فَـوقَهُ
وَبَنــى الســَفينَ لَـهُ مِـنَ الصـُلبانِ
وَحَشـــاهُ عادِيَـــةً بِغَيــرِ قَــوائِمٍ
عُقـــمَ البُطــونِ حَوالِــكَ الأَلــوانِ
تَــأتي بِمــا سـَبَتِ الخُيـولُ كَأَنَّهـا
تَحـــتَ الحِســانِ مَرابِــضُ الغِــزلانِ
بَحـــرٌ تَعَـــوَّدَ أَن يُـــذِمَّ لِأَهلِـــهِ
مِـــن دَهـــرِهِ وَطَــوارِقِ الحَــدَثانِ
فَتَرَكتَـــهُ وَإِذا أَذَمَّ مِـــنَ الــوَرى
راعـــاكَ وَاِســتَثنى بَنــي حَمــدانِ
المُخفِريـــنَ بِكُـــلِّ أَبيَــضَ صــارِمٍ
ذِمَــمَ الــدُروعِ عَلـى ذَوي التيجـانِ
مُتَصــَعلِكينَ عَلــى كَثافَــةِ مُلكِهِــم
مُتَواضـــِعينَ عَلــى عَظيــمِ الشــانِ
يَتَقَيَّلـــــونَ ظِلالَ كُــــلِّ مُطَهَّــــمٍ
أَجَــلِ الظَليــمِ وَرِبقَــةِ الســَرحانِ
خَضــَعَت لِمُنصــُلِكَ المَناصــِلُ عَنــوَةً
وَأَذَلَّ دينُــــكَ ســــائِرَ الأَديـــانِ
وَعَلـى الـدُروبِ وَفـي الرُجـوعِ غَضاضَةٌ
وَالســـَيرُ مُمتَنِـــعٌ مِــنَ الإِمكــانِ
وَالطُــرقُ ضــَيِّقَةُ المَسـالِكِ بِالقَنـا
وَالكُفـــرُ مُجتَمِــعٌ عَلــى الإيمــانِ
نَظَــروا إِلـى زُبَـرِ الحَديـدِ كَأَنَّمـا
يَصـــعَدنَ بَيــنَ مَنــاكِبِ العِقبــانِ
وَفَــوارِسٍ يُحَــيِ الحِمــامُ نُفوســَها
فَكَأَنَّهـــا لَيســـَت مِــنَ الحَيَــوانِ
مـا زِلـتَ تَضـرِبُهُم دِراكـاً في الذُرى
ضــَرباً كَــأَنَّ الســَيفَ فيـهِ اِثنـانِ
خَــصَّ الجَمــاجِمَ وَالوُجــوهَ كَأَنَّمــا
جـــاءَت إِلَيـــكَ جُســومُهُم بِأَمــانِ
فَرَمَـوا بِمـا يَرمـونَ عَنـهُ وَأَدبَـروا
يَطَــــؤونَ كُـــلَّ حَنِيَّـــةٍ مِرنـــانِ
يَغشـــاهُمُ مَطَــرُ الســَحابِ مُفَصــَّلاً
بِمُثَقَّـــــفٍ وَمُهَنَّـــــدٍ وَســـــِنانِ
حُرِمــوا الَّـذي أَمِلـوا وَأَدرَكَ مِنهُـمُ
آمـــالَهُ مَـــن عـــادَ بِالحِرمــانِ
وَإِذا الرِمــاحُ شــَغَلنَ مُهجَـةَ ثـائِرٍ
شـــَغَلَتهُ مُهجَتُـــهُ عَـــنِ الإِخــوانِ
هَيهــاتَ عــاقَ عَـنِ العِـوادِ قَواضـِبٌ
كَثُــرَ القَتيــلُ بِهـا وَقَـلَّ العـاني
وَمُهَـــذَّبٌ أَمَـــرَ المَنايــا فيهِــمِ
فَـــأَطَعنَهُ فـــي طاعَـــةِ الرَحمَــنِ
قَــد ســَوَّدَت شـَجَرَ الجِبـالِ شـُعورُهُم
فَكَـــأَنَّ فيـــهِ مُســـِفَّةَ الغِربــانِ
وَجَـرى عَلـى الـوَرَقِ النَجيـعُ القاني
فَكَـــأَنَّهُ النارَنــجُ فــي الأَغصــانِ
إِنَّ الســُيوفَ مَــعَ الَّــذينَ قُلـوبُهُم
كَقُلـــوبِهِنَّ إِذا اِلتَقــى الجَمعــانِ
تَلقــى الحُســامَ عَلـى جَـراءَةِ حَـدِّهِ
مِثــلَ الجَبــانِ بِكَــفِّ كُــلِّ جَبــانِ
رَفَعَــت بِـكَ العَـرَبُ العِمـادَ وَصـَيَّرَت
قِمَــمَ المُلــوكِ مَواقِــدَ النيــرانِ
أَنســـابُ فَخرِهِـــمِ إِلَيــكَ وَإِنَّمــا
أَنســـابُ أَصـــلِهِمِ إِلـــى عَــدنانِ
يــا مَــن يُقَتِّــلُ مَـن أَرادَ بِسـَيفِهِ
أَصــــبَحتُ مِــــن قَتلاكَ بِالإِحســـانِ
فَــإِذا رَأَيتُــكَ حـارَ دونَـكَ نـاظِري
وَإِذا مَــدَحتُكَ حــارَ فيــكَ لِســاني
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.