
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَغاني الشَعبِ طيباً في المَغاني
بِمَنزِلَـةِ الرَبيـعِ مِـنَ الزَمـانِ
وَلَكِــنَّ الفَـتى العَرَبِـيَّ فيهـا
غَريـبُ الـوَجهِ وَاليَـدِ وَاللِسانِ
مَلاعِــبُ جِنَّــةٍ لَـو سـارَ فيهـا
ســـُلَيمانٌ لَســـارَ بِتَرجُمــانِ
طَبَــت فُرسـانَنا وَالخَيـلَ حَتّـى
خَشـيتُ وَإِن كَرُمـنَ مِـنَ الحِـرانِ
غَــدَونا تَنفُـضُ الأَغصـانُ فيهـا
عَلــى أَعرافِهـا مِثـلَ الجُمـانِ
فَسـِرتُ وَقَـد حَجَبـنَ الشـَمسَ عَنّي
وَجَبـنَ مِـنَ الضـِياءِ بِما كَفاني
وَأَلقـى الشـَرقُ مِنها في ثِيابي
دَنــانيراً تَفِــرُّ مِـنَ البَنـانِ
لَهــا ثَمَـرٌ تُشـيرُ إِلَيـكَ مِنـهُ
بِأَشـــرِبَةٍ وَقَفــنَ بِلا أَوانــي
وَأَمــواهٌ تَصــِلُّ بِهــا حَصـاها
صـَليلَ الحَليِ في أَيدي الغَواني
وَلَـو كـانَت دِمَشـقَ ثَنـى عِناني
لَــبيقُ الثُـردِ صـينِيُّ الجِفـانِ
يَلَنجــوجِيُّ مــا رُفِعَــت لِضـَيفٍ
بِــهِ النيــرانُ نَـدِّيُّ الـدُخانِ
تَحِــلُّ بِــهِ عَلــى قَلـبٍ شـُجاعٍ
وَتَرحَــلُ مِنـهُ عَـن قَلـبٍ جَبـانِ
مَنـازِلُ لَـم يَـزَل مِنهـا خَيـالٌ
يُشــَيِّعُني إِلــى النِوبَنــذَجانِ
إِذا غَنّـى الحَمـامُ الوُرقُ فيها
أَجـــابَتهُ أَغـــانِيُّ القِيــانِ
وَمَـن بِالشـِعبِ أَحـوَجُ مِـن حَمامٍ
إِذا غَنّـى وَنـاحَ إِلـى البَيـانِ
وَقَــد يَتَقـارَبُ الوَصـفانِ جِـدّاً
وَمَوصــــوفاهُما مُتَباعِــــدانِ
يَقــولُ بِشــِعبِ بَــوّانٍ حِصـاني
أَعَـن هَـذا يُسـارُ إِلـى الطِعانِ
أَبـــوكُم آدَمٌ ســَنَّ المَعاصــي
وَعَلَّمَكُـــم مُفارَقَــةَ الجِنــانِ
فَقُلــتُ إِذا رَأَيـتُ أَبـا شـُجاعٍ
سـَلَوتُ عَـنِ العِبادِ وَذا المَكانِ
فَــإِنَّ النـاسَ وَالـدُنيا طَريـقٌ
إِلـى مَـن ما لَهُ في الناسِ ثانِ
لَقَـد عَلَّمـتُ نَفسـي القَولَ فيهِم
كَتَعليــمِ الطَــرادِ بِلا ســِنانِ
بِعَضـدِ الدَولَـةِ اِمتَنَعَـت وَعَـزَّت
وَلَيــسَ لِغَيــرِ ذي عَضـُدٍ يَـدانِ
وَلا قَبـضٌ عَلـى الـبيضِ المَواضي
وَلا حَــظٌّ مِــنَ السـُمرِ اللِـدانِ
دَعَتــهُ بِمَفـزَعِ الأَعضـاءِ مِنهـا
لِيَــومِ الحَـربِ بِكـرٍ أَو عَـوانِ
فَمــا يُسـمي كَفَنّـا خُسـرَ مُسـمٍ
وَلا يُكَنــي كَفَنّــا خُسـرَ كـاني
وَلا تُحصـــى فَضـــائِلُهُ بِظَـــنِّ
وَلا الإِخبــارُ عَنـهُ وَلا العِيـانِ
أُروضُ النــاسِ مِـن تُـربٍ وَخَـوفٍ
وَأَرضُ أَبــي شــُجاعٍ مِـن أَمـانِ
تُـذِمُّ عَلـى اللُصـوصِ لِكُـلِّ تَجـرٍ
وَتَضــمَنُ لِلصــَوارِمِ كُـلَّ جـاني
إِذا طَلَبَــت وَدائِعُهُــم ثِقــاتٍ
دُفِعـنَ إِلـى المَحـاني وَالرِعانِ
فَبـــاتَت فَـــوقَهُنَّ بِلا صــِحابٍ
تَصـيحُ بِمَـن يَمُـرُّ أَمـا تَرانـي
رُقـــاهُ كُــلُّ أَبيَــضَ مَشــرَفِيٍّ
لِكُـــلِّ أَصـــَمَّ صــِلٍّ أُفعُــوانِ
وَمــا تَرقـى لُهـاهُ مِـن نَـداهُ
وَلا المـالُ الكَريـمُ مِنَ الهَوانِ
حَمــى أَطــرافَ فــارِسَ شــَمَّرِيٌّ
يَحُـضُّ عَلـى التَبـاقي بِالتَفاني
بِضــَربٍ هـاجَ أَطـرابَ المَنايـا
سـِوى ضـَربِ المَثـالِثِ وَالمَثاني
كَـأَنَّ دَمَ الجَمـاجِمِ في العَناصي
كَسـا البُلـدانَ ريـشَ الحَيقُطانِ
فَلَـو طُرِحَـت قُلـوبُ العِشقِ فيها
لَمـا خـافَت مِـنَ الحَدَقِ الحِسانِ
وَلَــم أَرَ قُبلَــهُ شـِبلَي هِزَبـرٍ
كَشـــِبلَيهِ وَلا مُهـــرَي رِهــانِ
أَشــَدَّ تَنازُعــاً لِكَريــمِ أَصـلٍ
وَأَشــبَهُ مَنظَــراً بِــأَبِ هِجـانِ
وَأَكثَـرَ فـي مَجالِسـِهِ اِسـتِماعاً
فُلانٌ دَقَّ رُمحـــــاً فــــي فُلانِ
وَأَوَّلُ رَأيَــةٍ رَأيــا المَعـالي
فَقَــد عَلِقـا بِهـا قَبـلَ الأَوانِ
وَأَوَّلُ لَفظَـــةٍ فَهِمــا وَقــالا
إِغاثَــةُ صــارِخٍ أَو فَــكُّ عـانِ
وَكُنـتَ الشـَمسَ تَبهَـرُ كُـلَّ عَيـنٍ
فَكَيـفَ وَقَـد بَـدَت مَعَها اِثنَتانِ
فَعاشـا عيشـَةَ القَمَرَيـنِ يُحيـا
بِضــــَوئهِما وَلا يَتَحاســــَدانِ
وَلا مَلَكــا سـِوى مُلـكِ الأَعـادي
وَلا وَرِثـــا ســِوى مَــن يَقتُلانِ
وَكــانَ اِبنــا عَــدوٍّ كـاثَراهُ
لَــهُ يــاءَي حُــروفِ أُنَيسـِيانِ
دُعـــاءٌ كَالثَنــاءِ بِلا رِثــاءٍ
يُـؤَدّيهِ الجَنـانُ إِلـى الجَنـانِ
فَقَــد أَصـبَحتُ مِنـهُ فـي فِرِنـدٍ
وَأَصــبَحَ مِنـكَ فـي عَضـبٍ يَمـانِ
وَلَـولا كَـونُكُم في الناسِ كانوا
هُـــراءً كَــالكَلامِ بِلا مَعــاني
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.