
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَمَوتُ فَخـرَّ البَـدرُ دونِـيَ وَاِنحَطّـا
وَأَصـبَحَ قُـرصُ الشـَمسِ في أُذُني قُرطا
وَصـُغتُ مِـنَ الإِكليـلِ تاجـاً لِمَفرِقـي
وَنيطَـت بِـيَ الجَوزاءُ في عُنُقي سِمطا
وَلاحَــت بِــأَطواقي الثُرَيّـا كَأَنَّهـا
نَــثيرُ جُمــانٍ قَـد تَتَبَّعتُـهُ لَقطـا
وَعَــدَّيتُ عَــن زُهـرِ النُجـومِ لِأَنَّنـي
جَعَلــتُ عَلـى كيـوان رَحلِـيَ مُنحَطّـا
وَأَجرَيـتُ مِـن فَيـضِ السَماحَةِ وَالنَدى
خَليجـاً عَلـى نَهـرِ المَجَـرَّةِ قَد غَطّى
عَقَـدتُ عَلَيـهِ الجِسـرَ لِلفَخرِ فَاِرتَمَت
إِلَيـهِ وُفـودُ البَحـرِ تَغرِفُ ما أَنطى
تَنَضــنَضَ مــا بَيـنَ الغُـروسِ كَـأَنَّهُ
وَقَــد رَقرَقَـت حَصـباؤُهُ حَيَّـةٌ رَقطـا
حَــوالَيهِ مِـن دَوحِ الرِيـاضِ خَـرائِدٌ
وَغيــدٌ تَجُــرُّ مِـن خَمائِلِهـا مِرطـا
إِذا أَرســَلَت لُـدنَ الفُـروعِ وَفَتَّحَـت
جَنـى الزَهـرِ لاحَ فـي ذَوائِبِها وَخطا
يُرَنِّحُهــا مَــرُّ النَســيمِ إِذا سـَرى
كَمــا مـالَ نَشـوانٌ تَشـَرَّبَ إِسـفَنطا
يَشـُقُّ رِياضـاً جادَهـا الجودُ وَالنَدى
سـَواءٌ لَـدَيها الغَيثُ أَسكَبَ أَم أَبطا
وَســالَت بِسَلســالِ اللُجَيـنِ حِياضـُهُ
بِحـاراً غَـدا عَـرضُ البَسيطِ لَها شَطّا
تَطَلَّــعُ مِنهــا وَسـطَ وُسـطاهُ دُميَـةٌ
هِـيَ الشـَمسُ لا تَخشى كُسوفاً وَلا غَمطا
حَكَـت وَحَبـابُ المـاءِ فـي جَنَباتِهـا
سَنا البَدرِ حَلَّ مِن نُجومِ السَما وَسطا
إِذا غازَلَتهـا الشـَمسُ أَلقى شُعاعُها
عَلـى جِسـمِها الفِضـِّيِّ نَهراً بِها لُطّا
تَوَســَّمتُ فيهـا مِـن صـَفاءِ أَديمِهـا
نُقوشـاً كَـأَنَّ المِسـكَ يَنقُطُهـا نَقطا
إِذا اِتَّســَقَت بيــضُ القِبــابِ قِلادَةً
فَـإِنّي لَها في الحُسنِ دُرَّتها الوُسطى
تَكَنَّفُنــي بيــضُ الــدُمى فَكَأَنَّهــا
عَـذارى نَضـَت عَنها القَلائِدَ وَالرَيطا
قُـدودٌ وَلَكِـن زادَهـا الحُسـنَ عُريُها
وَأَجمَـلَ في تَنعيمِها النَحتَ وَالخَرطا
نَمَــت صــُعُداً تيجانُهــا فَتَكَســَّرَت
قَـواريرُ أَفلاكِ السـَماءِ بِهـا ضـَغطا
فَيــا لَــكَ شـَأواً بِالسـَعادَةِ آهِلاً
بِأَكنـافِهِ رَحـلُ العُلـى وَالهُدى حُطّا
وَكَعبَـةِ مَجـدٍ شـادَها العِـزُّ فَاِنبَرَت
تَطـوفُ بِمَغناهـا أَماني الوَرى شَوطا
وَمَســرَحِ غِــزلانِ الصــَريمِ كِناسـُها
حَنايا القِبابِ لا الكَثيبَ وَلا السِقطا
فَلُكْـنَ بِـهِ ما طابَ لا الأَثلَ وَالخَمطا
وَوُسـِّدنَ فيهِ الوَشيَ لا السِدرَ وَالأَرطى
ثَــراهُ مِـنَ المِسـكِ الفَـتيتِ مُـدَبَّرٌ
إِذا مـازَجَتهُ السـُحبُ عادَ بِها خِلطا
وَإِن بــاكَرَتهُ نَســمَةٌ ســَحَراً سـَرى
إِلـى كُـلِّ أَنـفٍ عَـرفُ عَنبَـرِهِ قُسـطا
أَقَـرَّت لَـهُ الزَهراءُ وَالخُلدُ وَاِنثَنَت
أَواويـنُ كِسـرى الفُـرسِ تَغبِطُهُ غَبطا
جَنــابٌ رِواقُ المَجــدِ فيــهِ مُطَنَّـبٌ
عَلى خَيرِ مَن يُعزى لِخَيرِ الوَرى سِبطا
إِمــامٌ يَسـيرُ الـدَهرُ تَحـتَ لِـوائِهِ
وَتُرسـي سـِفانٌ لِلعُلـى حَيثُمـا حَطّـا
وَفَتّـــاحُ أَقطـــار البِلادِ بِفَيلَــقٍ
يُفَلِّـقُ هامـاتِ العِـدى بِالظُبى خَبطا
تَطَلَّـعُ مِـن خِرصـانِهِ الشـُهبُ فَاِنثَنَت
ذَوائِبُ أَرضِ الزِنـجِ مِـن ضَوئِها شُمطا
كَتـــائِبُ نَصــرٍ إِن جَــرَت لِمُلِمَّــةٍ
جَـرَت قَبلَهـا الأَقـدارُ تَسبِقُها فَرطا
إِذا مـــا عَقَــدنَ رايَــةً عَلَوِيَّــةً
جَعَلـنَ ضـَمانَ الفَتحِ في عَقدِها شَرطا
فَمــا لِلســَما تِلـكَ الأَهِلَّـةُ إِنَّمـا
ســَنابِكُها أَبقَـت مِثـالاً بِهـا خُطّـا
يُطــاوِعُ أَيـدي المَعلُـواتِ عِنانُهـا
فَيَعتـاضُ مِـن قَبضِ الزَمانِ بِها بَسطا
يَـــدٌ لِأَميــرِ المُــؤمِنينَ بِكَفِّهــا
زِمـامٌ يَقودُ الفُرسَ وَالرومَ وَالقِبطا
أَدارَ جِـــداراً لِلعُلــى وَســُرادِقاً
يَحـوطُ جِهـات الأَرضِ مِـن رَعيِـهِ حَوطا
عبد العزيز بن عمر بن إبراهيم الفشتالي، أبو فارس.وزير المنصور أحمد (سلطان المغرب)، وأحد شعراء الريحانة والسلافة، نسبته إلى (فشتاله) قبيلة بالشمال الغربي لفاس، من صنهاجة، قرأ بفاس ومراكش.وكان كثير الإحسان، كسا الروضة النبوية بالحرير الأحمر بخيط الذهب، وكان يتقشف في ملبسه.كان على يده غزوة عظيمة ظفر بها المسلمون وله أفاعيل في الغزو كثيرة.ووردت عليه هديه من ملك الصين، فيها أمردان يلعبان بالشطرنج.له مؤلفات منها (مناهل الصفاء في أخبار الشرفاء -ط) قسم منه، وهو في الأصل كبير كانت منه مخطوطة كاملة في المغرب، وفقدت حوالي سنة 1317ه.ثم وجد منه مختصر الجزء الثاني، في خزانة السيد عبد الله كنون بطنجة، ومنه الجزء الأخير في الخزانة السلطانية بفاس، ومن كتبه (مدد الجيش) جعله ذيلاً لجيش التوشيح من تأليف لسان الدين بن الخطيب، و(مقدمة) في ترتيب ديوان المتنبي على حروف المعجم.