
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنسـانُ عَينـي هامَ ما إِن يُفيق
لَمّـا رَأى بِـالعَينِ سَفحَ العَقيق
يَســبَحُ فــي بَحــرٍ طَمـا لُجُّـهُ
أَضـحى يُنـادي مِنـهُ يا لِلغَريق
مـــاءٌ وَنـــارٌ زُجَّ بَينَهُمـــا
يــا لَـكَ إِنسـانٌ غَريـقٌ حَريـق
يَهيــمُ فـي وادٍ لَـدَيهِ اِلتَـوى
صـُدغُ الرَيـاحينِ بِخَـدِّ الشـَقيق
رَقيــقُ أَغــزالِ النَبـاتِ لِـذا
أَضـحَت غَوالِيـاً بِسـوقِ الرَقيـق
يَصـلى بِنـارِ الشـَوقِ مـن أَضلُعٍ
قَـد حُمِّلَـت أَعبـاءَ مـا لا تُطيق
بِـالمُنحَنى مِنهـا عَرَفـتُ الهوى
يَفتِـكُ بِالأَلبـابِ فَتـكَ الرَحيـق
يَهفـو إِلـى بانـاتِ أَرضِ الحِمى
قَلــبٌ بِجَنبَيهــا وَجيـبٌ خَفـوق
أَغــارُ إِن مَــرَّ النَسـيمُ بِهـا
مُعانِقـــاً لِكُــلِّ قَــدٍّ رَشــيق
أَرضٌ إِذا هَبَّـــت بِهــا نَســمَةٌ
شـَمَمتَ مِنهـا المِسـكَ وَهوَ فَتيق
حَصـــباؤُها دُرٌّ وَمِــن تُربِهــا
يَستَبضـِعُ الغِـزلانُ طيـبَ الخَلوق
بِــالخَيفِ مِنهـا لِلهَـوى مَعـرَكٌ
تَلقـى بِـهِ الصَبرَ هَزيمَ الفَريق
يــا أَهــلَ نَجـدٍ حُبُّكُـم مُتلِـفٌ
قَلـبي فَهَـل مِنكُـم رَحيـمٌ شَفيق
وَهَـــل إِلــى أَوطــانِكُم زَورَةٌ
تَـدنو وَهَـل لي نَحوَكُم مِن طَريق
مُــروا لِعَينـي أَن تَنـامَ فَقَـد
قَنَعـتُ مِنكُـم بِالخَيـالِ الطَروق
هَلّا رَثَيتُـــم لِقَيتــلِ الهَــوى
وَأَصـلُكُم فـي المَجـدِ أَصلٌ عَريق
كونـوا كَمـا قَـد شـِئتُمُ إِنَّنـي
عَبـدٌ لَكُـم يـا أَهـلَ بَيتٍ عَيتق
أَحســابُكُم دَلَّــت عَلــى أَنَّكُـم
رَهـطُ رَسـولِ اللَـهِ أَنتُـم حَقيق
صــَفوَةُ كُــلِّ الرُســلِ مِـن آدَمٍ
جـامِعُ شـَملِ الـدينِ وَهـوَ فَريق
وَكاشــِفُ البَلــوى إِذا أَعضـَلَت
وَمُنجِـدُ المُهتَـمِّ عِنـدَ المَضـيق
ذو المُعجِـزاتِ الواضـِحاتِ الَّتي
مِنها بُكا الجِذعِ وَشَكوى الفَنيق
وَرِفعَـــةٍ يَجثــو هِلالُ الــدُجى
لَهـا وَيَـألو عَن مَداها العَيوق
ذو عَزمَــةٍ لَهـا بِهـامِ العِـدى
وَقـعٌ يَـرُدُّ الصـَخرَ وَهـوَ فَليـق
قَـد كَسـَّرَت كِسـرى العِـراقِ فَلَم
يَخفُـق لَـهُ مِنهـا جَنـاحٌ خَفـوق
وَقَـــذَّفَت قَيصـــَرَ مِــن قُنَّــةٍ
تَهــوي بِـهِ إِلـى مَكـانٍ سـَحيق
مَـن جـاوَزَ السـَبعَ الطِباقَ إِلى
ما حامَ عَنهُ الروحُ وَهوَ الرَفيق
وَسـَبَّحَت فـي الكَـفِّ مِنـهُ الحَصى
وَأَشــبَعَ الجَيــشَ بِصـاعٍ دَقيـق
وَســــَرحَةٍ جـــاءَتهُ ســـاجِدَةً
تَسـعى عَلـى أَعراقِهـا فَوقَ سوق
وَالضـَبُّ ثُـمَّ الظَـبيُ قَـد سـَلَّما
عَلَيــهِ نُطقــاً بِلَســانٍ طَليـق
يـا خَيـرَ مَن أَسرى وَمن قَد دَنا
كَقــابِ قَوســَينِ دَنــوّاً حَقيـق
صــَلّى عَلَيـكَ اللَـهُ مـا فَضَّضـَت
ثَوبَ النَهارِ الشَمسُ عِندَ الشُروق
صــَلّى عَلَيـكَ اللَـهُ مـا شـَهَّرَت
صَمصـامَها المُذهَبَ أَيدي البُروق
صـَلّى عَلَيـكَ اللَـهُ مـا أَثلَعَـت
أَجيادَهـا الأَغصـانُ بَينَ الوُروق
قَيَّـــدَني ذَنــبي عَنــكَ لِــذا
أَضـحى عَلـى الخَدَّينِ دَمعي طَليق
جَفنــي خَليــقٌ بِجَديـدِ البُكـا
عَلَيـكَ فَـاِعجَب مِـن جَديـدٍ خَليق
وَمَـدمَعي يَـروي اِشـتياقاً لَكُـم
عَـن جَعفَـرَ الصادِقِ صَوبَ العَقيق
قَـد أَثقلَـت ظَهـري ذُنـوبٌ طَمَـت
مَــولايَ أَنقِــذني فَـإِنّي غَريـق
فَهَــل ســِواكَ مِـن عَظيـمٍ وَهَـل
سـِواكَ مِـن مَـولىً رَحيـمٍ شـَفيق
عَـزَّ الفِـدا مَـولايَ كُـن مُخلِصـي
أُفـدى بِحُـرِّ المَـدحِ وَهـوَ رَفيق
أُهـدي إِلى المَنصورِ كَهفِ الوَرى
سـِبطكَ مِنـهُ المِسـكَ وَهـوَ فَتيق
هَبَّـت عَلـى الدُنيا فُنونُ الرِضى
مِنـهُ فَأَهـدَتها العَبيرَ العَبيق
مِـن عَرفِـهِ اِسـتُعيرَ عَرفُ الشَذا
مِـن خُلقِـهِ قَد ضاعَ طيبُ الخَلوق
هُـوَ الإِمـامُ اِبـنُ الإِمـامِ الَّذي
أَسـَّسَ رُكـنَ المَجـدِ وَهـوَ وَثيـق
أَصــبَحَتِ الأَيــامُ مِــن عَــدلِهِ
تَختـالُ فـي بُـردٍ قَشـيبٍ أَنيـق
أَضــحَت مُلـوكُ الأَرضِ تَعنـو لَـهُ
مِـن أَرضِ إِسـحاقَ إِلى الجاثَليق
صــُفَّت عَلــى بابِــكَ تيجانُهـا
وَهــيَ ســِماطانِ بِكُــلِّ طَريــق
حَضــرَتُكَ العُليــا لَهُـم قِبلَـةٌ
قُمــتَ بِهــا أَمـامَ كُـلِّ فَريـق
وَقــامَ ســَيفُكُم خَطيبــاً لَهُـم
فَــأَهطَعوا مِـن كُـلِّ فَـجٍّ عَميـق
لِــواؤُكَ المَنصـورُ مَهمـا سـَما
يَلقـاكَ وَجـهُ الفَتـحِ وَهوَ طَليق
حَنَّــت لَكُـم أَرضُ الحِجـازِ كَمـا
أَنَّ العِـراقَ فـي هَـواكُم غَريـق
دُمــتَ عَزيـزَ الأَمـرِ فـي غِلظَـةٍ
عَلـى العِـدى بِكُـلِّ عَضـبٍ رَقيـق
تَجلـو عَلـى الكُفرِ كُؤوسَ الرَدى
مِـن سـُكرِها المُثقَـلُ لا يَستَفيق
عبد العزيز بن عمر بن إبراهيم الفشتالي، أبو فارس.وزير المنصور أحمد (سلطان المغرب)، وأحد شعراء الريحانة والسلافة، نسبته إلى (فشتاله) قبيلة بالشمال الغربي لفاس، من صنهاجة، قرأ بفاس ومراكش.وكان كثير الإحسان، كسا الروضة النبوية بالحرير الأحمر بخيط الذهب، وكان يتقشف في ملبسه.كان على يده غزوة عظيمة ظفر بها المسلمون وله أفاعيل في الغزو كثيرة.ووردت عليه هديه من ملك الصين، فيها أمردان يلعبان بالشطرنج.له مؤلفات منها (مناهل الصفاء في أخبار الشرفاء -ط) قسم منه، وهو في الأصل كبير كانت منه مخطوطة كاملة في المغرب، وفقدت حوالي سنة 1317ه.ثم وجد منه مختصر الجزء الثاني، في خزانة السيد عبد الله كنون بطنجة، ومنه الجزء الأخير في الخزانة السلطانية بفاس، ومن كتبه (مدد الجيش) جعله ذيلاً لجيش التوشيح من تأليف لسان الدين بن الخطيب، و(مقدمة) في ترتيب ديوان المتنبي على حروف المعجم.