
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـاكِر صَبوحاً بِالحِمى وَالعَقيق
بَيــنَ هَـوىً داعٍ وَشـَوق غَريـق
وَاِسرِع إِلى تِلكَ المَغاني الَّتي
غـادَرنَني رَهـنَ أَسـىً لا أُفيـق
وَخُــطَّ فــي بَيـدائِها أَحرُفـاً
تَنـدى بِأَنفاسِ العَبيرِ العَبيق
لا تَتَّخِــذ غَيـرَ الـدُموعِ لَهـا
نَقطـاً وَثِـق مِنهُـم بِعَهدٍ وَثيق
وَاِشـرَح لَهُم خالِصَتي في الهَوى
لَكِــن بِتَســهيلٍ وَلُطـفٍ يَليـق
وَمَيِّــزَن حــالاً بَلَغــتُ بِهــا
لِمُنتَهـى الجَمـعِ بِوَجـدٍ حَقيـق
أَورى ضـِرامُ الشـَوقِ في أَضلُعي
سـَقطاً وَمـا كُنـتُ لَهُ بِالمُطيق
وَزَفرَتــي تَنطِــقُ عَــن غُلَّــةٍ
وَعَســكَرُ الصــَبرِ لَـدَيَّ فَريـق
كَم أَشتَكي في الحُبِّ وَقعَ النَوى
فَهَـل إِلـى تَخَلُّصـي مِـن طَريـق
حَسبي عَزيزُ الجارِ أَوفى الحِمى
وَمَرجِـعُ الآمـالِ عِنـدَ المَضـيق
وَمَـودِعُ الأَسـرارِ خَيـرُ الـوَرى
وَنُكتَـةُ الكَـونِ وَنِعـمَ الشَقيق
وَمُصــطَفى الرَحمـنِ مِـن رُسـلِهِ
مِـن هاشِمِ البَطحاءِ أَزكى فَريق
وَمَــن رَأى مــا لا رَأى مُرسـَلٌ
وَقيـلَ سـَل تُعـطَ فَأَنتَ الصَديق
ذو المُعجِـزاتِ المُعجِزاتِ الَّتي
مِنها ذَهابُ السُقمِ مِن نَفثِ ريق
وَالجِـذعُ قَـد حَـنَّ اِشتِياقاً لَهُ
فَنـالَ مِـن قَصدِهِ أَوفى الحُقوق
وَالـدَوحُ قَـد شـَقَّت ثَراها وَما
تَقاعَســت وَهــيَ سـِراعٌ سـَبوق
بَـدا بِـوَجهِ الدينِ مِن بَعدِ ما
قَــد عَـمَّ آفـاقَ البِلادِ غُسـوق
مَـن رامَ بِالحَصـرِ جَديدَ العُلى
ثَنَتـهُ أَيـدي العَجزِ وَهوَ حَليق
صـَلّى عَلَيـكَ اللَـهُ مـا قُوِّضـَت
ظَعــائِنُ الشـَوقِ لِبَيـتٍ عَـتيق
صـَلّى عَلَيـكَ اللَـهُ مـا كَلَّلَـت
لَآلِــئُ الطَــلِّ كُـؤوسَ الشـَقيق
صـَلّى عَلَيـكَ اللَـهُ مـا ضـُمِّخَت
ســَرائِرُ الـرَوضِ بِزَهـرٍ عَـبيق
وَمـا شـَدا طَيـرُ الهَنـاءِ عَلى
أَغصـانِ هَـذا المُلكِ وَهوَ وَثيق
أَسَّسـَهُ المَنصـورُ كَهـفُ الـوَرى
وَمُحمِــدُ الهَـولِ بِعَضـبٍ رَقيـق
حَمـاهُ بِالسـُمرِ الطِـوالِ الَّتي
لِكُـــلِّ أَفّــاكٍ بِهِــنَّ صــَعيق
أَسـيافُهُ الحُمـرُ تَرَكـنَ الهُدى
ذا سـاحَةٍ خَضـرا وَبُـردٍ أَنيـق
ذو عَزمَــةٍ قَـد قَصـَّرَت قَيصـَراً
وَغـادَرَت كِسـرى كَسـيرَ الفَريق
وَالـرومُ وَالأَتـراكُ قَـد حُمِّلَـت
مِـن مَضـَضِ الأَهـوالِ ما لا تُطيق
مَنــاطُ أَمصــارِ البِلادِ وَمَــن
يَعنـو لَـهُ الحُرُّ بِها وَالرَقيق
تَلقــاكَ بِالإِقبـالِ إِن جِئتَهـا
عِمــادَ نَصــرٍ زَفَّهُـنَّ البُـروق
لا زِلـتَ طَودَ المُلكِ رُكنَ العُلى
يَخــدُمُكَ الفَتـحُ بِـوَجهٍ طَليـق
عبد العزيز بن عمر بن إبراهيم الفشتالي، أبو فارس.وزير المنصور أحمد (سلطان المغرب)، وأحد شعراء الريحانة والسلافة، نسبته إلى (فشتاله) قبيلة بالشمال الغربي لفاس، من صنهاجة، قرأ بفاس ومراكش.وكان كثير الإحسان، كسا الروضة النبوية بالحرير الأحمر بخيط الذهب، وكان يتقشف في ملبسه.كان على يده غزوة عظيمة ظفر بها المسلمون وله أفاعيل في الغزو كثيرة.ووردت عليه هديه من ملك الصين، فيها أمردان يلعبان بالشطرنج.له مؤلفات منها (مناهل الصفاء في أخبار الشرفاء -ط) قسم منه، وهو في الأصل كبير كانت منه مخطوطة كاملة في المغرب، وفقدت حوالي سنة 1317ه.ثم وجد منه مختصر الجزء الثاني، في خزانة السيد عبد الله كنون بطنجة، ومنه الجزء الأخير في الخزانة السلطانية بفاس، ومن كتبه (مدد الجيش) جعله ذيلاً لجيش التوشيح من تأليف لسان الدين بن الخطيب، و(مقدمة) في ترتيب ديوان المتنبي على حروف المعجم.