
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِـف بِالمَطِيِّ عَلى الحِمى المامونِ
وَاِعكِـف عَلـى حَـرَمٍ هُنـاكَ أَميـنِ
وَاِنشــُر لَـدَيهِ تَحِيَّـةً أَودَعتُهـا
جَيـبَ النَسـيمِ بِسـِرِّها المَكنـونِ
حَمَّلتُــهُ مِنهــا لَطـائِمَ مِسـكِها
يُـزري بِطيـبِ المِسـكِ مِـن دارينِ
يَسـري إِلـى بَلَـدٍ عَهِـدتُ بِأَرضِها
آرامَهــا تَســطو بِأســدِ عَريـنِ
وَبِظَهــرِ زاوِيَــةٍ جَـآذِرُ أَثلَعَـت
فَـوقَ الرُبـى أَجيـادَ حورِ العينِ
هيفُ القُدودِ جُلِبنَ مِن بانِ الحِمى
عَلِقَـت بِهـا الكُثبـانُ مِن يَبرينِ
تَـروي الصـَبا عَنّـي وَهِـيَّ بَليلَةٌ
شــَوقي لِظَـبيِ كِناسـِها وَحَنينـي
وَلَعَلَّهـا إِن بـاكَرَت رَبـعَ العُلى
تُنبِئكَ عِــن أَيــكٍ بِــهِ وَغُصـونِ
وَإِذا تَهُـبُّ عَلـى الرِيـاضِ عَشـِيَّةً
أُخِــذَت بِمَســراها لِـذاتِ يَميـنِ
فَتَخـوضُ عَنّـى البَحـرَ يَزخَرُ مَوجُهُ
بِــالعُرفِ عِنـدَ مُحَمَّـدِ المـامونِ
مَـولىً إِذا ذُكِـرَ المُلـوكُ فَحُبُّـهُ
شـَرعي وَمُعتَقَـدي الصـَحيح وَديني
مَـولىً إِذا نَصـَبَ العَوامِلَ لِلعِدى
جــاءَت لَـهُ بِالفَتـحِ وِالتَمكيـنِ
مَولىً إِذا ما اِبتَعتُهُ بَذلَ الرِضى
بِنَفيــسِ نَفسـي لَسـتُ بِـالمَغبونِ
يَحكـي عَـنِ المَنصـورِ في عَزَماتِهِ
وَعَــنِ الوَصـِيِّ أَبيـهِ فـي صـِفّينِ
إِن زارَ أَرضَ عِــداهُ جَيـشٌ واحِـدٌ
وافــاهُمُ الرُعــبُ بِـأَلفِ كَميـنِ
كَالســَيفِ إِن لاقَيتَــهُ أَلفَيتَــهُ
لِلُّطــفِ يُدمِـجُ شـِدَّةً فـي اللّيـنِ
فَبِبــابِهِ عَكَـفَ العُفـاةُ كَـأَنَّهُم
وَفــدُ الحَجيــجِ بأَبطَـحٍ وَحَجـونِ
تَجلـو بِـهِ الأَعـراض وَهـيَ مَصونَةٌ
عَـن بَـذلِها وَالمـالُ غَيـرُ مَصونِ
بــابٌ بِــهِ لاذَ المُلـوكُ فَكُلُّهُـم
يَخشــى عَـواقِبَ سـَيفِهِ المَسـنونِ
تَـترى إِلـى أَعتـابِ مَجدِكَ رُسلُهُم
مِــن وافِـدٍ يَسـعى لَهـا وَقَطيـنِ
مُتَزاحِميــنَ عَلـى بِسـاطِكَ رَغبَـةً
فــي لَمـحِ غُرَّتِكُـم وَلَثـمِ يَميـنِ
فَمَـتى تَشـِم بَـرقَ الرَجاءِ بِبابِهِ
يَلقـاكَ نـورُ البِشـرِ فَـوقَ جَبينِ
عَـرِّض بِـذِكرِ وَسـائِلي تَلقـى بِـهِ
نِعــمَ الكَفيـلُ بِرَعيِهـا وَضـَمينِ
يَحـدو الحُـداةُ بِطيبِ ذِكرِكُمُ فَمِن
فـاسٍ إِلـى الفُسـطاطِ بَـل لِلصّينِ
عبد العزيز بن عمر بن إبراهيم الفشتالي، أبو فارس.وزير المنصور أحمد (سلطان المغرب)، وأحد شعراء الريحانة والسلافة، نسبته إلى (فشتاله) قبيلة بالشمال الغربي لفاس، من صنهاجة، قرأ بفاس ومراكش.وكان كثير الإحسان، كسا الروضة النبوية بالحرير الأحمر بخيط الذهب، وكان يتقشف في ملبسه.كان على يده غزوة عظيمة ظفر بها المسلمون وله أفاعيل في الغزو كثيرة.ووردت عليه هديه من ملك الصين، فيها أمردان يلعبان بالشطرنج.له مؤلفات منها (مناهل الصفاء في أخبار الشرفاء -ط) قسم منه، وهو في الأصل كبير كانت منه مخطوطة كاملة في المغرب، وفقدت حوالي سنة 1317ه.ثم وجد منه مختصر الجزء الثاني، في خزانة السيد عبد الله كنون بطنجة، ومنه الجزء الأخير في الخزانة السلطانية بفاس، ومن كتبه (مدد الجيش) جعله ذيلاً لجيش التوشيح من تأليف لسان الدين بن الخطيب، و(مقدمة) في ترتيب ديوان المتنبي على حروف المعجم.