
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِلَيـكَ الفَخـرُ أَجمَعُـهُ تَناهى
وَقَـدرُكَ هُـوَّ قَـدرٌ مـا يُضاهى
فَكُـلُّ الخَلـقِ نيـطَ بِكُم مُناهُ
وَكُــلّ الأَرضِ عِنـدَكَ مُشـتَهاها
وَكُــلُّ ذَخيـرَةٍ لِلمُلـكِ أَضـحَت
إِلـى حُجُـراتِ دارِكَ مُنتَهاهـا
كُنــوزُ الأَرضِ وَهـيَ لَكُـم مِلاكٌ
شــُموسٌ فـي قُصـورِكَ مُجتَلاهـا
مُنَوَّعَـةُ الفُنـونِ يَـروقُ مِنها
بَـديعٌ فـي بَـديعِكَ قَد تَناهى
فَمِـن طُـرَفِ العِـراقِ وَكُلِّ أَرضٍ
عَجـائِبُ راقَ أَعيُنَنـا رُؤاهـا
وَمِـن كَسـبِ المُلوكِ وَمُقتَناها
غَـرائِبُ جَلَّـلَ الـدُنيا سَناها
بِيَـومٍ أَصـبَحَ الإيـوانُ مِنهـا
يَجُـرُّ ذُيـولَ بَـأوٍ مِـن بَهاها
مُلـوكُ مِلاكِـكَ اِزدَحَمَـت عَلَيها
لِتُبصـِرَ مـا سَباها مِن سِباها
يُكَبِّــرُ مُعجَبـاً فَكَأَنَّمـا قَـد
أَطَـلَّ عَلـى الفَرادِسِ مَن رَآها
فَمِـن بيـضِ القِبـابِ مُـدَبَّجاتٌ
تَلـوحُ بِها المَجَرَّةُ في سَماها
مِـنَ الـديباجِ راقَ بِصـَفحَتَيهِ
خَمـائِلُ لُحـنَ باكَرَهـا نَداها
حُشـينَ مِـنَ التَماثـلِ كُلَّ حُسنٍ
وَمِـن صـورٍ سـَواحِرَ مَن يَراها
فَمِـن طَيـرٍ شـَدَونَ بِكُـلِّ غُصـنٍ
وَمِـن غِـزلانِ رامَـةَ أَو مَهاها
نَـوافِرَ مِـن فَـوارِسَ تَـدَّريها
وَآســادٍ لَهُــنَّ فَغَـرنَ فاهـا
وَبُســطٍ كَالرِيــاضِ مُفَوَّفــاتٍ
وَأَنمــاطٍ لِعَبقَــرَ مُنتَماهـا
وَأَصــنافِ التُخــوتِ مُلَوَّنـاتٍ
كَمـا وَشـَّت يَـدُ الأَنوارِ باها
وَبيــضٍ كَالأَفــاعي مُطرِقــاتٍ
لَهـا سُلِخَ اليَواقِتُ مِن غِشاها
تَمَـتُّ لِـذي الفَقـارِ بِكُلِّ حَرب
إِلـى صـِفّينَ تَنسـبُها ظُباهـا
لَهـا نَجـرٌ عَلـى الأَجدادِ سامٍ
لِأَقيــالٍ شــَوامِخَ فـي عُلاهـا
وَمِـن طيـبِ العَبيرِ حِقاقُ تِبرٍ
وَأَرخَــصَ كُـلَّ غالِيَـةٍ شـَذاها
وَأَحجـــارٍ نِفــاسٍ فــاخِراتٍ
لَوامِـعَ كَـالبُروقِ يَشـِفُّ ماها
وَأَجــرامِ الصـَنادِقِ مـوقِراتٍ
بِـأَموالٍ صـَوامِتَ مِلـءَ فاهـا
ذَخـائِرُ ما القَياصِرُ أَحرَزوها
وَلا مَلـكُ الأَكاسـِرَةِ اِقتَناهـا
تَأَثَّـلَ جَمعُهـا لَـكَ مِـن فُتوحٍ
قَـد اِطعَمَها سُيوفَكَ في قِراها
دَنـا لَـكَ قَطفُهـا مِن بُستَيانٍ
وَطـابَ لَـدَيكَ مِـن جَني جَناها
وَهادَتـكَ المُلـوكُ بِها اِتِّقاءً
لِتَمنَحَهـا الأَمـانَ عَلى حِماها
فَكَم ذو التاجِ ضَنَّ بِها سَفاهاً
فَأَنفَــذتُم لِمُهجَتِــهِ رَداهـا
فَجُـدتَ عَلـى وَلِيِّ العَهدِ مِنها
بِـوِقرِ العَيـرِ يُجهِدُها سُراها
بِطيـبٍ مِـن ضـَميرِكَ عَنـهُ راضٍ
وَنَفـسٍ مِـن عَـدُوِّكَ قَـد شَفاها
عَظيـمٌ أَنـتَ جـادَ عَلـى عَظيمٍ
كَمـا اِقتَبَسَ الأَهِلَّة مِن ذُكاها
وَدُنيـا قَـد وُكِلتَ بِها كَفيلا
وَأَســنَدتُم لِمَولاهــا وَلاهــا
خَليفَتُـكَ الَّـذي أَرضـاكَ بِـرّاً
وَأَرضى في البَرايا مَن بَراها
هُمــامٌ كُـلُّ أَصـنافِ البَريـا
عَلَيـهِ قُلوبُهـا جَمَعَـت هَواها
لَقَـد بَلَغَ العِبادُ بِكُم مُناها
مِنَ الدُنيا وَفي الأُخرى رِضاها
وَزانَ اللَـهُ بِاِسـمِكُمُ زَمانـاً
بِفَخرِكُـمُ عَلـى الأَعصـارِ تاها
عبد العزيز بن عمر بن إبراهيم الفشتالي، أبو فارس.وزير المنصور أحمد (سلطان المغرب)، وأحد شعراء الريحانة والسلافة، نسبته إلى (فشتاله) قبيلة بالشمال الغربي لفاس، من صنهاجة، قرأ بفاس ومراكش.وكان كثير الإحسان، كسا الروضة النبوية بالحرير الأحمر بخيط الذهب، وكان يتقشف في ملبسه.كان على يده غزوة عظيمة ظفر بها المسلمون وله أفاعيل في الغزو كثيرة.ووردت عليه هديه من ملك الصين، فيها أمردان يلعبان بالشطرنج.له مؤلفات منها (مناهل الصفاء في أخبار الشرفاء -ط) قسم منه، وهو في الأصل كبير كانت منه مخطوطة كاملة في المغرب، وفقدت حوالي سنة 1317ه.ثم وجد منه مختصر الجزء الثاني، في خزانة السيد عبد الله كنون بطنجة، ومنه الجزء الأخير في الخزانة السلطانية بفاس، ومن كتبه (مدد الجيش) جعله ذيلاً لجيش التوشيح من تأليف لسان الدين بن الخطيب، و(مقدمة) في ترتيب ديوان المتنبي على حروف المعجم.