
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أفيقـا خُمـارُ الهـمِّ نغَّصَني الخَمرا
وسـكري مـن الأيـامِ جنّبنـي السُكرا
تَســُرُّ خليلَــيَّ المدامَــةُ والــذي
بقَلــبيَ يَـأبى أن أُسـَرَّ كَمـا سـُرّا
لبســتُ صـروفَ الـدهرَ أخشـَنَ ملبَـسٍ
فعَرَّقنَنــي نابــاً ومزَّقننـي ظُفـرا
وفــي كُـلِّ لحـظٍ لـي ومَسـمَعِ نغمَـةٍ
يُلاحظُنــي شــَزراً ويوســِعني هُجـرا
ســدِكتُ بصـَرفِ الـدهرِ طفلاً ويافِعـاً
فـأفنَيتُهُ عزمـاً ولـم يُفننـي صبرا
أريــدُ مــن الأيــام مـالا يريـدُهُ
ســوايَ ولا يجــري بخــاطرهِ فكـرا
وأســـألُها مــا أســتحقُّ قضــاءَهُ
ومـا أنـا ممّـن رام حـاجَتَهُ قسـرا
ولـي كبـدٌ مـن رأيِ همِّتِهـا النـوى
فتُركِبُنـي من عزمِها المركبَ الوعرا
تـروق بنـي الـدنيا عجائبُهـا ولي
فُـؤادٌ بـبيضِ الهنـد لا بيضها مغرى
أخــو همَــمٍ رحّالَــةٌ لا تـزالُ بـي
نَوىً تقطع البيداءَ أو أقطعَ العُمرا
ومَـن كـان عزمـي بيـن جنَـبيهِ حثَّهُ
وخيَّـلَ طـول الأرضِ فـي عينـه شـِبرا
صــحِبتُ ملــوكَ الأرضِ مغتبِطـاً بهـم
وفــارقتُهم ملآنَ مــن شــنفٍ صـدرا
ولمّـا رأيـتُ العبـدَ للحُـرِّ مالِكـاً
أبيـتُ إبـاء الحُـرِّ مسـترزقاً حُـرّا
ومصــرُ لعمــري أهــل كـلِّ عجيبَـةٍ
ولا مثـل ذا المخصـِيِّ أعجوبَـةً نُكرا
يُعَـــدُّ إذا عُـــدَّ العجــائِبُ أوّلاً
كما يُبتدى في العدِّ بالأصبَعِ الصُغرى
فيـا هِرمَلَ الدنيا ويا عبرَة الورى
ويـا أيُّهـا المخصِيُّ مَن أُمُّكَ البظرا
نُوَيبيَّــةٌ لــم تـدرِ أن بُنَيَّهـا ال
نُوَيـبيَّ بعـدَ اللَـه يُعبَـدُ في مِصرا
ويسـتَخدمُ الـبيضَ الكـواعِبَ كالدُمى
ورومَ العِبِــدَّى والغطارِفَـة الغُـرّا
قضــاءٌ مــن اللَــه العلِـيِّ أرادَهُ
ألا رُبَّمــا كــانت إرادتُــهُ شــَرّا
وللَـــه آيـــاتٌ ولَيســـَتَ كهَــذهِ
أظُنُّــكَ يـا كـافورُ آيتَـهُ الكـبرى
لعَمــريَ مــا دهـرٌ بـهِ أنـت طيِّـبٌ
أيَحسـَبُني ذا الـدهرُ أحسـَبُهُ دَهـرا
وأكفُـرُ يـا كـافورُ حيـن تلـوحُ لي
ففـارَقتُ مُذ فارقتُكَ الشركَ والكُفرا
عثَــرت بسـَيري نحـو مصـرَ فلا لَعـاً
بهـا ولَعـاً بالسـيرِ عنها ولا عَثرا
وفـارَقتُ خيـرَ النـاس قاصـِدَ شـرِّهِم
وأكرَمَهُـــم طُــرّاً لأنــذلِهِم طُــرّا
فعـاقَبني المَخصـِيُّ بالغَـدرِ جازِيـاً
لأنَّ رحيلــي كــان عـن حَلَـبٍ غَـدرا
ومـا كنـتُ إلا فـائِلَ الرأي لم أُعَنْ
بحـزمٍ ولا استصـحَبتُ في وجهتي حِجرا
وقــد أُرِي الخنزيــرُ أنّـى مـدَحتُهُ
ولـو علِموا قد كانَ يُهجى بما يُطرا
جســَرتُ علــى دهيـاء مصـرَ ففُتُّهـا
ولـم يَكُـنِ الـدهياءَ إلا من استجرا
ســأجلُبُها أشـباهَ مـا حمَلَتْـهُ مـن
أســنَّتِها جــرداً مُقَســطلَةً غُبْــرا
وأُطلِــعُ بيضــاً كالشــموسِ مُطِلَّــةً
إذا طلعَـت بيضـاً وإن غرَبَـت حُمـرا
فـإن بلَغَـت نفسـي المُنـى فبِعَزمِها
وإلا فقـد أبلَغـتُ فـي حرصـِها عُذرا
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.