
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـجونٌ نحوَهـا العشـاقُ فـاؤا
وصـبّ مـا لـهُ فـي الصبرِ راء
وصــحبٌ إن غـروا بملام مثلـي
فــربَّ أصــاحبٍ بـالإثم بـاؤا
وعيـنٌ دمعهـا فـي الحـبِّ طهرٌ
كـأن دمـوع عينـي بيـرُ حـاء
ولاحٍ مــا لــهُ هــاء وميــمٌ
لــه مـن صـبوتي ميـم وهـاء
ومثلــي مــا لعشــقتهِ هـدوّ
يــرامُ ولا لســلوتهِ اهتـداء
كــأن الحــبَّ دائرةٌ بقلــبي
فحيــثُ الانتهــاء الابتــداء
بروحــي جيـرة رحلـوا بقلـبٍ
أحـبَّ وأحسـنوا فيمـا أسـاؤا
بهـم أيـامُ عيشـي والليـالي
هـي الغلمـانُ كـانت والإمـاء
تــولى مــن جمــالهم ربيـعٌ
فجـاء بنـوء أجفـاني الشتاء
وبــثَّ صـبابتي إنسـان عينـي
فيـا عجباً وفي الفم منه ماء
علـى خـدي حميـم مـن دمـوعي
صـديق إن دنـوا ونـأوا سواء
فـأبكي حسـرةً حيـثُ التَّنـائي
وأبكــي فرحـةً حيـثُ اللقـاء
كــأن بكـايَ لـي عبـدٌ مجيـبٌ
فمــا فرجـي إذاً إلاَّ البكـاء
بعيـن اللـه عيـنٌ قـد جفاها
كرَاهَــا والأحبــةُ والهنــاء
لفكرتــه ســرىً فـي كـل وادٍ
كــأنَّ حنينــهُ فيهــا حـداء
ذكــتْ أشـواقه فمـتى تراهـا
قبـاب قبـا كمـا لمعـت ذُكاء
بحيــثُ الأفـقُ يشـرِقُ مطلعـاه
وحيـث سـنا النبـوَّةِ والسناء
وبــابُ محمـدِ المرجـوِّ يـروَى
لقاصـــدِه نجــاحٌ أو نجــاء
تلـوذ بجـاهِه الفقـراء مثلي
مـن العمـلِ الـرديّ والاملياء
فأمــا واجــدٌ فــروَى ربـاحٌ
وإمَّــا مقــتر فــروى عطـاء
لنـا سـند مـن الرجـوى لديه
غــداة غــد يعننـه الوفـاء
وترتقـبُ العصـاةُ نـدَى شـفيعٍ
مجـابٍ قبـل مـا وقـع النداء
ســلام اللـه إصـباحاً وممسـى
علـى مثـواه والسـحب البطاء
كمـا كـان الغمـامُ عليه ظلاًّ
عليــهِ الآنَ يسـفحُ مـا يشـاء
ألا يـا حبَّـذا في الرسل شافي
قلـــوبٍ شــفَّها للعشــقِ داء
فمرسـلة لهـا سـحبُ العـوافي
يعفـى الـداءُ بـادره الدواء
ومـن انتقبـت منـاقبُ أبطحـيٍّ
وعنهـا الأرضُ تفصـحُ والسـماء
فيشـهد نجـمُ تلـك ونجـمُ هذي
ويجـري مـن يـديهِ نـدىً وماء
علـى سـاق سـعتْ شـجرةٌ وقامت
حـروبُ النصـرِ وازدَحمَ الظماء
ففـي الـدنيا لنا بجداه ساق
وفي الأخرى لنا الحوضُ الرواء
وفـي نـارِ المجـوسِ لنا دليل
لأنفسـهم بهـا ولهـا انطفـاء
وفــي الأسـرَى وصـحبته فخـار
ينـادي مـا علـى صـبح غطـاء
فقــلْ للملحــدِين تنقلوهــا
جحيمــاً إننــا منكـم بـراء
وأن أبــي ووالــدَهُ وعرضــي
لعــرضِ محمــدٍ منكــم وقـاء
وأن محمـــداً لحــبيب أنــس
وجنهمـــو لنعليـــه فــداء
نــبيّ تجمــل الأنبــاء عنـه
جمـالَ الشـمسِ يجلوها الضحاء
وأيـن الشـمس منه سناً ولولا
سـناه لمـا ألـمَّ بهـا بهـاء
كــأنَّ البــدرَ صــفرهُ خشـوعٌ
لــه والشــمسَ ضـرَّجها حيـاء
ســريّ فـي حـروف اللفـظ سـرّ
لمنطقــه وللضــادِ اختبــاء
ألـمْ تـرَ أنهـا جلسـت لفخـر
وقــامت خدمــة للضـاد ظـاء
يولــد فضــل مولـدِهِ سـعوداً
بنـو سـعدٍ بهـا أبـداً وضـاء
لمبعثـه علـى العـادين نـار
وللهـــادين نــور يستضــاء
فخيــرٌ ينعـم السـعداء فيـه
وبـــأسٌ تحتــويهِ الأشــقياء
يجـرُّ علـى الـثرى ذيل اتِّضاع
وينصـب فـي مكـارمه الـثراء
ويكتــب بالنصـال غـداة روع
ســطوراً مــا لأحرفهـا هجـاء
ممدحــــة ثلاثتهـــا لضـــرّ
ضــرَابٌ أو طعــانٌ أو رمــاء
فيـا لـك مـن أخـي صول ونسكٍ
تقــرّ لـه العـدى والأوليـاء
ســهام دعـاً لـه وسـهامُ رأيٍ
لهــا فـي كـل معركـةٍ مضـاء
درى ذو الجيـش ما صنعت ظباه
ومـا يـدريه مـا صنع الدعاء
وقـال الجود بعد الحلم حسبي
حيــاءً إن شــيمتك الحيــاء
فنعـمَ الحصـنُ إن طلعـت خطوبٌ
ونعـم القطـبُ إن دارَ الثناء
ونعـمَ الغـوث إن دهياء دارت
ونعـم العـونُ إن دارَ الرجاء
ونعـمَ المصـطفى مـن معشر مّا
نجــومُ النيـراتِ لهـمْ كفـاء
تقــدم ســؤددٍ وقــديم مجـدٍ
علـى سـعد السـعودِ لـهُ حباء
ضـفت حلـل الثنـا وصفت لديه
وآدمُ بعـــدَها طيــنٌ ومــاء
فلــولا معــربُ الأمـداحِ فيـه
هـوى بيـتُ القريـضِ ولا بنـاء
ولــولاه لمــا حجَّــت وعجَّــت
وفـودُ البيتِ ضاقَ بها الفضاء
فـإن يتلـىْ لـه في الحجّ حمدٌ
فقــدماً قـد تلتـه الأنبيـاء
أعـدْ لـي يـا رجاءُ زمانَ قرب
بروضـته أعـد لـي يـا رجـاء
ولثــم حصــىً لــتربتِهِ ذكـيّ
كـأنَّ شـذاه فـي نفسـي كبـاء
وشــكوى كربـة فرِجـتْ وكـانتْ
مـن اللاّتـي يمـدّ بها العناء
ونفــس ذنبهـا كالنيـلِ مـدّا
ومــا لوعـود توبتهـا وفـاء
مشــوَّقة مــتى وُعــدَتْ بخيـر
تقــل ســينٌ وواوٌ ثــم فـاء
ولكـــن حبهــا وشــهادتاها
مـن النيـرانِ نعـمَ الأكفيـاء
صـفيَّ اللـه يا أزكى البرايا
بحبـك مـن عقائدنـا الصـفاء
ويعتقنـا المشـفّع مـن جحيـم
فلا عجــبٌ لــه منــا الـولاء
عليــك مـن الملائك كـلَّ وقـتٍ
صـلاة فـي الجنـان لهـا أداء
وأمـداح بألسـنة الـورى فـي
مطالعهــا ارتقـاءٌ وانتقـاء
إذا ختمــت تعـاد فكـل تـال
لــه وقــفٌ عليهـا وابتـداء
محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين.شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة.وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.سكن الشام سنة 715هوولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود.ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن.وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة .له (ديوان شعر -ط ) و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط).(سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.