
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ليلايَ كـــم ليلــةٍ بالشــعر ليلاء
وليلــةٍ قبلهــا كــالثغر غــراء
وصــلٌ وهجـرٌ فمـن ظلمـاء تخرجنـي
لنــور عيــش ومــن نـورٍ لظلمـاء
مـا أنـتِ إلا زمـانُ العمـرِ مذهبـةٌ
بـالثغر والشـعر إصـباحي وإمسائي
أفـديكِ مـن زَهـرةٍ بالحسـن مشـرقةٍ
بليــتُ مــن عـاذلي فيهـا بعـوَّاء
ويـح العـذول يـرى ليلي ويسمعُ من
لا يسـمعُ العـذلَ فيهـا قـولَ فحشاء
يــا ربَّ طـرفٍ ضـريرٍ عـن محاسـنها
وربَّ أذنٍ عـــن الفحشـــاء صــمَّاء
وربَّ طيـــفٍ علــى عــذرٍ يــؤوبني
بشــخص عـذراء يجلـو كـأس عـذراء
فبــتُّ أرشــفُ مــن فيــهِ وقهـوتهِ
حِليــنِ قـد أثملا بـالنومِ أعضـائي
زورٌ عفيـفٌ علـى عيـنِ الشـجيِّ مشـى
فيـا لَـهُ صـالحاً يمشـي على الماء
ثــم انتبهـت وذاتُ الخـالِ سـاكنة
لـم تـدر سـهدي ولم تشعر بإغفائي
رشــيقةٌ مــا كـأني يـومَ فرقتِهـا
إلا علــى آلـةٍ فـي القـوم حـدباء
ميــتٌ مــن الحـبِّ إلا أننـي بسـرى
ذكــرِ الصــبابةِ حـيٌّ بيـن أحيـاء
فــي كــل حـيّ حـديثٌ لـي يسلسـله
تعــديلُ دمعـيَ أو تجريـحُ أحشـائي
قـد لـوَّع الحـبّ قلـبي فـي تلهبـهِ
وصـرَّحَ الـدَّمعُ فـي ليلـي بإشـقائي
وزالَ مـا زالَ مـن وصـل شـفيتُ بـه
مـن عـارض اليـأس لكن بعد إشفائي
أيـامَ لـي حيـث وارتْ صـدغها قبـلٌ
كـــأنَّ ســرعتها ترجيــع فأفــاء
تــدير عينـاً وكأسـاً لـي فلا عجـب
إذا جننـــت بســـوداءٍ وصـــفراء
حـتى إذا ضـاء شـيب الرأس بتّ على
بقيــة مـن نـواهي النفـس بيضـاء
مـديرةَ الكـأس عنـي أن لـي شـغلا
عـن صـفو كأسـك مـن شـيبي بإقذاءِ
مـا الشـيب إلا قـذى عيـن وسـخنها
عنـدي وعنـد بـرود الظلـم لميـاء
عمـري لقـد قـل صفو العيش من بشر
وكيـف لا وهـو مـن طيـن ومـن مـاء
وإنمــا لعلــيّ فــي الـورى نعـم
كـادت تعيد لهم شرخ الصبى النائي
وراحــةٌ حـوَت العليـا بمـا شـملت
أبنـــاء آدم بـــالنعمى وحــوّاء
قاضي القضاة إذا أعيا الورى فطناً
حسـيرة العيـن دون البـاء والتاء
والمعتلـي رتبـاً لـم يفتخـر بسوى
أقـدامه الـراءُ قبل التاء والباء
والثـاقب الفكـر فـي غرّاء ينصبها
لكــل طــالب نعمــى نصـبَ إغـراء
لطــالب الجــود شـغل مـن فتـوّته
وطــالبِ العلــم أشــغال بإفتـاء
لــو مـس تهـذيبهُ أو رِفقـه حجـراً
مســته فــي حــالتيهِ ألـفُ سـرّاء
مـن بيـت فضل صحيح الوزن قد رجحت
بـــه مفـــاخرُ آبـــاءٍ وأبنــاءِ
قـامت لنصـرة خيـر الأنبيـاء ظبـا
أنصــاره واستعاضـوا خيـر أنبـاء
أهـل الصـريجين مـن نطـق ومن كرمٍ
آل الريحيــن مــن نصــرٍ وأنـواء
المعربــون بألفــاظٍ ولحــن ظبـا
ناهيـك مـن عـربٍ فـي الخلق عرباء
مفرغيــن جفونــاً فـي صـباح وغـى
ومــالئين جفانــاً عنــد إمســاء
مضـوا وضـاءَت بنـوهم بعـدهم شهباً
تمحــى بنــور سـناها كـلّ ظلمـاء
فمــن هلالٍ ومــن نجــمٍ ومـن قمـرٍ
فــي أفــق عــزٍّ وتمجيـدٍ وعليـاء
حـتى تجلـى تقـيّ الـدين صـبح هدًى
يملــي وإملاؤه مـن فكـره الـرَّائي
يجلـو الـدّياجيَ مسـتجلى سناه فلا
نعــدم زمــان جلــيّ الفضــل جلاّء
أغـــرّ يســقي بيمنــاه وطلعتــه
صــوب الحيــا عـام سـرَّاء وضـرَّاء
لـو لـم يجـدنا برفـدٍ جادنا بدُعاً
معــدٍ علــى سـنوات المحـل دعـاء
ذو العِلـم كـالعلم المنشور تتبعه
بنـــو قـــرًى تترجــاه وإقــراء
فالشــافعيّ لــو اسـتجلى صـحائفه
فـــدى بــأمَّين فحواهــا وآبــاء
وبــات منقبضــاً ربّ البسـيط بهـا
ومـات فـي جلـده مـن بعـد إحيـاء
يقــرّ بـالرّقّ مـن ملـك ومـن صـحفٍ
لمــن يجــلّ بــه قــدر الأرقــاء
لمــن بكفيــه إمــا طـوق عارضـةٍ
للأوليـــاء وإمـــا غــلّ أعــداء
لا عيــبَ فيـه سـوى تعجيـلِ أنعمـهِ
فمــا يلــذّ برجــوى بعـد إرجـاء
يلقـاك بالبشـر تلـوَ البرّ مبتسماً
كـالبرق تلـوَ هتـونِ المـزن وطفاء
أن أقطـع الليـل في مدحي له فلقد
حمـدت عنـد صـباح البشـر إسـرائي
لبسـت نعمـاهُ مثـلَ الـروض مزهـرةً
بفائضــاتِ يــدٍ كــالغيثِ زهــراء
وكيــف لا ألبــس النعمــى مشـهرةً
والغيــث فــي جانبيهـا أيّ وشـاء
وكيــف لا أورد الأمــداحَ تحســبها
فـي الصـحف غانيـة مـن بيـن غناء
يـا جـائداً رام أن تخفـى لـه مننٌ
هيهـات مـا المسـك مطـويّ بإخفـاء
ولا نســيم ثنــائي بــالخفيّ وقـد
رويتــــه بالعطايــــا أي إرواء
خـذها إليـك جديـدات الثنـا حللاً
صــنع الســريّ ولكــن غيـر رفـاء
وعـش كمـا شـئت مهمـا شئت ممتدحاً
تثنــــى بخيــــر لآلٍ خيـــر آلاء
منـك اسـتفدت بليـغَ اللفـظِ أنظمه
نظمـــاً يهيــم ألبــاب الألبــاء
أعــدت منـهُ شـذوراً لسـت أحبسـها
عـن مسـمعيك وليـس الحبـس من راء
محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين.شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة.وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.سكن الشام سنة 715هوولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود.ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن.وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة .له (ديوان شعر -ط ) و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط).(سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.