
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حلفـت بليـلِ الشـعر منـه إذا سجى
وضــوء الضـحى مـن وجهـه متبلِّجـا
ومـن أدمعِـي بالمرسـلاتِ مـن الأسـى
ومـن أضـلعي بالموريـات من الشجى
لقــد ألجـم العـذَّالَ وجـه معـذِّبي
وقــد لاحَ فـي جنـحِ الظلامِ فأسـرجا
وفـــرج غمِّــي ذات يــوم بِــزَوْرةٍ
فقلــت لعينــيَّ انظــرا وتفرَّجــا
ظلامـاً وبـدراً فـوق غصـنٍ علـى نقا
دجــى وتجلَّــى وانْثنــى وترَجْرَجـا
وخــدًّا كفــاني صــبوَةً شــمُّ وردهُ
فكيــف وقـد زاد العـذار بنفسـجا
صـــحيفة حســنٍ قابلتهــا ملاحــة
ألــم تــرهُ سـطراً عليهـا مخرَّجـا
بروحــيَ فـي أفـق المحاسـنِ كـوكبٌ
علـى مثلـهِ قـد طابَ لي سهرُ الدُّجى
نهــانيَ عنـه الهـمُّ قبـلَ عـواذِلي
وأخرجنــي عنـه ومـا كنـتُ مُخرَجـا
وأزعجنـــي شــيبٌ بفــودَيّ طــالعٌ
ومـا كان وقعُ الشيب لي عنهُ مزعجا
فيالــك مقطــوف العــذار هجرتـه
فمـا عرَّجـت عينـي لـه حيـنَ عرَّجـا
دنـــت دارُه منِّــي وشــطَّ مــزَارُهُ
فهـل أبصـرتْ عينـاكَ ثغـراً مفلَّجـا
كــأنِّيَ لــم أنعــمْ بـدينارِ خـدِّه
مشـوقاً علـى نقدِ العدى أو مبهرجا
ولـم أصـبُ مـن لهـوٍ بنقطـة خـاله
إلـى كـرةٍ مـن حولها الصدغ صولجا
ولــم أحجـب العـذَّال منـه بحـاجبٍ
رَأَوا عنــده حــقّ الملاحـة أبلجـا
ولــم أترشــف بعــد فيـه مدامـةً
علــى يــده دفَّاعــةً حجّـةَ الحجـى
ولــم أعـط كأسـاً بالنضـار وخـدّه
لمعطيــه بالــدرِّ النظيـم متوّجـا
ولـم أتلـقَّ النهدَ في الصدر جالساً
وأسـرى بـه حـالي الشـكيم مهملجا
إلـى الرَّوض فيَّاحاً من الزَّهرِ باسماً
علـى الزُّهر رفاقاً لدى الطلّ سجسجا
أحــبر فــي مــدح الإمــام محمـدٍ
مـن اللفـظ أبهى الروضتين وأبهجا
ومــا هــو ممــن لا أنقــح مـدحه
فــآتي إليــه بالمديــح مرَوَّجــا
أخـاف لـه نقـداً فـأبطئ في الثنا
كجمـع أبـي جـاد الحروف من الهجا
ألــم تــرَ أنـي قـد لجـأت لظلـهِ
ودافعـت حـرا من أذى الدهر موهجا
أخلّــدُ تاريــخ العلــى بصــفاته
وأروي حــديث الفضـل عنـه مُخرَّجـا
وأصــرف آمـالي الـتي قـد تقسـَّمت
إلـى مرتجـى مـا باب نعماه مرتجا
كريــمٌ إذا مـا قـدَّم الظـنّ نحـوه
مقدمــةً مـن منطـق المـدح أنتجـا
ولا عيــبَ فيـه غيـر إسـراع جـوده
فليــس يُمنــي بالمواعــد محوجـا
وأفــراط كتـم للنـدى وهـو ظـاهرٌ
وهــل مــانعٌ للــرَّوض أن يتأرّجـا
وقَّـى الـدِّين والـدُّنيا ليهلك ملحدٌ
لـديهِ وينجـو راشـدٌ مـع مـن نجـا
فتــاوى علـى سـمتِ الهـدى وفتـوَّة
تَجــانسَ معنًــى لفظهــا وتــدَبجا
وبــرّ رعـى قصـدَ العفـاةِ فغاثهـا
وبــأسٌ كـوى قلـبَ العـدوِّ فأنضـجا
وعلــمٌ أقــامته المبـاحث ناصـِراً
فقـــل عَلــمٌ ردَّ الأســودَ وهجَّجــا
هـو البحـر يـروى حـولَ شطَّيه واردٌ
ويغــرق مـن قـدْ لـجَّ فيـه ولججـا
لــه قلــمٌ يحمِـي الحمـى برقـاعه
ويكتـب بـالنعمى وبـالعلمِ مزوِجـا
إذا قالَ لم يترك لذي القول موضعاً
وإن صالَ لم يترك لذي الصوْل موْلجا
فكـم مـن بليـغٍ فـي الـورى متفصحٍ
وعَــى لفظــةً مـن كتبـه فتلجلجـا
وكـم مـن كمـيّ صـار كالـدّجّ حيـرة
فلا غـرْوَ إن قـالوا لكمـيّ المدَججا
وكـم منهـجٍ فـي القـولِ أرشدنِي له
وكـم أمـلٍ أنشـاه لـي حيـن أنهجا
وكـم كسـوةٍ لـي فـي دمشـقَ أفادها
وقد كانَ ظهري من أذى البردِ أعوجا
وكـم أنطقـتْ نعمـاه منِّـي مـدائِحاً
سـرى ذكرهـا غربـاً وشـرقاً فأدلجا
وروّى نباتيــاً مـن القـولِ طالمـا
ســقاهُ أبـوهُ الغيـث نـوا مثججـا
أبـا الخير خذها من ثنائِي كرائِماً
أبـت عـن سـوى أكفائهـا أن تزَوّجا
أوانـــس أبكــارٍ يحــقُّ لحســنِها
علــى ســاكنِ الأمصـارِ أن يتبرَّجـا
تهـبُّ للقياهـا الكـرامُ مـن الحيا
ويجـرِي بـذكراها المطيّ على الوجا
لهـا إن تقـمْ فـي دارَةِ الأفقِ منزلٌ
وإن تسـرِ حلـت مـن ثريـاه هوْدَجـا
محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين.شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة.وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.سكن الشام سنة 715هوولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود.ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن.وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة .له (ديوان شعر -ط ) و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط).(سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.