
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجمــلَ اللَـهُ فـي فـؤادِكَ صـَبرا
وَجـــزى مِنَّـــةً وَأَعظــمَ أَجــرا
وَســَقى تُــرْبَ مَـن فَقَـدتَ سـَحابا
لا دُموعــاً فَــذاكَ أَنـدى وَأَطـرى
انَّ أَمــراً دَهــاكَ أعظــمُ أَمــرٍ
مَـــن تَلقَّــاهُ لا يُعظِّــمُ أَمــرا
غَيــرَ أَنَّ المَريــضَ يَرجــو دَواءً
فَـإِذا لَـم يَنلْـهُ فَالصـَّبرُ أَحـرى
إِنَّ حَقّــاً عَلـى الطَبيعـةِ إِن تَـحْ
زَنَ وَالعَقـــلُ بِالنَتيجـــةِ أَدرى
لَـو يفيـدُ البُكـاءُ وَالنَّوحُ شَيئاً
لَأَقــامَتْ خَنســاءُ قَبلَــكَ صــَخرا
كُـلُّ مـا فـي الوُجـودِ وَهمٌ فَلا نر
حَـــمُ زَيــداً وَلا نُغبِّــطُ عَمــرا
يَطمَـعُ المَـرءُ فـي الحياةِ طَويلاً
وَهْوَ في المَوتِ أَو عَنِ المَوتِ فِتْرا
وَحيــاةُ الــدُّنيا تُســمَّى حَيـاةً
مِثلَمــا تُحســَبُ المَجَــرَّةُ نَهـرا
هَكَــذا النَّـاسُ عـاثِرٌ إِثـرَ كـابٍ
كــلُّ عَيـنٍ بِدَمعـةِ الـبينِ شـَكرَى
رُبَّ بـــاكٍ لِضـــَربةٍ صـــادَفتَني
وَهْـوَ قَـد شـَكَّ أَن تُفـاجيهِ أُخـرى
كُــلُّ مُستضــحِكٍ ســَيُبكيكَ وَالبـا
كـي سـيُبكَى فَالكُـلُّ قَتلـى وَأَسرى
نحـنُ وَالـدَّاءُ وَالـدَّواءُ مِـن الأَر
ضِ تُرابـــاً وَالكُــلُّ لِلأَرضِ طُــرّا
وَحيـاةُ الـدُّنيا طَريـقٌ إِلـى الأُخْ
رَى فَخُـذْ زادَهـا الَّـذي هُـوَ أَمرى
يـا طَريـقَ البَقـا إِذا كُنتَ خَيراً
فَلَــكَ الفَضــلُ كُلَّمـا زِدتَ قِصـْرا
طالَمــا عالَــجَ الزَّمــانَ رِجـالٌ
فَــاِبتَلاهم بِــأَحرُفٍ لَيــسَ تُقـرا
حيلَــةٌ تَركُهــا ســَبيلٌ إِلَيهــا
وَســقامٌ برَفضــنا الطِــبَّ يَـبرا
لَســتَ أَهلاً لَأَن تُعــزّى بِمــا جِـئْ
نَــا بِـهِ أَنـتَ فَـوقَ ذَلِـكَ قَـدرا
عِنـدَنا مـا لَـديكَ فَـالبَعضُ مِمَّـا
بِــكَ وَالبَعـضُ مِـن دَمٍ راحَ هَـدرا
لَــو أَطَعنــا الـدُّموعَ مُبتَـدِراتٍ
مــا وَقَفنـا عَليـكَ نُنشـِدُ شـِعرا
قَـد عَهِـدناكَ تُوسـِعُ النَّـاس حِلماً
وَعَهِــدناكَ تُوســِعُ النَّـاس زَجـرا
وَعَهِــدناكَ كُلَّمــا اتَّســَعَ الخَـطْ
بُ حَوالَيــكَ كُنــتَ أَوســَعَ صـَدرا
أَنــتَ بَحـرٌ وَالحُـزنُ جَمـرةُ نـارٍ
مِــن رَأى جَمــرَةً تُســخِّنُ بَحــرا
قَـد عَركـتَ الخطـوبَ شـَفعاً وَوَترا
وَعَرَفــتَ الأَيَّــامَ بَطنــاً وظَهـرا
وَلِمثلــي عَلَيــكَ نُصـحٌ وَقَـد كـا
نَ فَهَــذا مِمَّــا تَخيَّــرتُ ذُخــرا
وَإِذا مــا ســَلِمتَ هـانَ فَقـد أَغْ
نَيْــتَ عَمَّـن يَكـونُ عَـبراً وغَـبرا
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).