
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَـنِ الـدَّمعَ بعـدَ هـذا تَصـوُنُ
وعلامَ الصــبرُ الجميــلُ يكـونُ
كــلُّ حُــزنٍ بحَســْبِ كـلِّ فقيـدٍ
وبحَسـْبِ الأحـزان يبكـي الحزِينُ
وبحسـبِ البلاءِ صـبرٌ بـهِ القـلْ
بُ علـى حَمْـل مـا بـهِ يسـتعينُ
يُخلَـقُ النَّـاسُ للشـَّقاءِ فما أسْ
عَـدَ مـن لـم يُخْلـقْ فذاك أمينُ
طالمـا جَـدَّتِ الرّجالُ على الدُّن
يـا فغـارَت ضِحْكاً عليهِ المَنُونُ
قـد أعـدّتْ لـدهرِها وهْـيَ لا تطْ
مـعُ فـي يومهـا فـبئِسَ الجُنونُ
كلُّ حَيٍّ يرجو الحياةَ ولو في ال
مـوتِ وهمـاً فمـاتَ وهْـوَ ضـنينُ
قد أطالت فينا الظُنونُ الأمانيْ
يَ وعنـدَ القضـاءِ صـحَّ اليقيـنُ
عِلّـةُ المـوتِ لا تُـداوى ولا تَـح
مِي الرُّقَى منهُ والقنا والحُصونُ
ولَعــلّ الــدواءَ منــهُ سـَقامٌ
ولَعــلَّ الفِــرارَ منــهُ كميـنُ
مـا تُـرَى مـن حِمـاهُ شَرْبةُ ماءٍ
يَتّقــي مَـن قَضـاهُ كـافٌ ونُـونُ
حيلـةٌ أعيـتِ الأنـامَ فمـات ال
شـيخُ عجـزاً كمـا يموتُ الجنينُ
نشــتكي شـِدّةَ الحيـاةِ ولا نـر
ضـى كما لا يرضى الخَلاصَ السجينُ
كلُّنـا فـي الحيـاةِ يطلبُ أرضاً
شــاكَلَتهُ فنحــنُ مــاءٌ وطيـنُ
أيهـا العمرُ طُلْ أوِ اقصُرْ فإني
للمنايــا مهمـا أطلـتَ رَهيـنُ
كــلُّ أمــرٍ لا بُــدَّ منـهُ أراهُ
كـان قبلاً فلـم أخَـفْ إذ يكـونُ
راحـةُ المـرءِ تركُ دُنياهُ طَوعاً
فَهْــوَ كُرْهــاً لتركهـا سـَيَدينُ
خَبّرينـا يـا أرضُ كيـفَ سـُلَيما
نُ وعــادٌ وأيـنَ تلـكَ القُـرونُ
كنـتِ مِلكـاً لهم فصاروا تُراباً
منـكِ ملْكـاً لنـا بـهِ نسـتهينُ
إِلْـفُ هـذِي الحياةِ جَدّدَ في الأن
فُـسِ أُنسـاً بهـا فطـالَ الحنينُ
وأنِســْنا بعضـاً ببعـضٍ فكـانت
وَحْشـةٌ فـي القلـوبِ حيـن نَبِينُ
أيهـا الرَّاحلُ الذي زادُهُ التق
وَى إلـى اللـهِ والعَفـافُ هَجينُ
أنـتَ فـي التُرْب قد دُفِنتَ ولكن
لــكَ طـيَّ القُلـوبِ شـخصٌ دفيـنُ
إن تكن نمتَ نومةَ الدهرِ فالنو
مُ علينـا قـد حرَّمتـهُ الجُفُـونُ
ولئن كُنــتَ قـد بَليـتَ فلا يَـب
لَــى اشــتياقٌ ولا تَـرِثُّ شـُجونُ
يـا لـكَ اللـهُ هل سمعتَ نُواحاً
فـي الليـالي لهُ الصَفاةُ تَلينُ
إن يكـن لم تُصب ثَراكَ الغوادي
كُـلَّ يـومٍ فقـد سـقَتْهُ العُيـونُ
كنـتَ لا تُخلِـفُ الرَّجـاءَ كريمـاً
وكريمـاً خـابت لَـدَيكَ الظنـونُ
نحـنُ نَبغـي لكَ الحياةَ فهل تَر
ضــى بـدُونٍ وكيـفَ يُرضـِيكَ دُونُ
كنـت فـي الأرض زاهـداً مطمئناً
لـم تَبِـعْ دارَهـا وأنـتَ غـبينُ
لا يُبـــالي بـــأُرجُوانٍ وخَــزٍّ
مــن كَسـَاهُ عقـلٌ وعِـرضٌ ودِيـنُ
قـد جمعـتَ الـدَّارَينِ هذِهْ تولَّت
هـا بنانُ اليُسرَى وتلكَ اليمينُ
ومِــنَ النــاسِ جاهــلٌ وحكيـمٌ
ومِــنَ الــدارِ ناصــحٌ وخَـؤونُ
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).