
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَفَـتْ دارٌ كقلبـكَ بعـد سـَلْمَى
فــأَيُّ المنزليـنِ أَضـَلُّ رَسـْما
وهـل تُغنِـي الدِيارُ بغيرِ أهلٍ
ولـو سـَلِمَتْ وكيـفَ تَنالُ سِلْما
بَكيْـتُ على المَنازِلِ فاسترابَتْ
فَـتىً يسقي المنازلَ وَهْوَ يَظما
تَخُــطُّ مــدامعي و إذا كـأَنّي
أُداعِبُهـا فـأَمحو الخَـطَّ لَثْما
فَــدَيتُكِ مــن مُوَدِّعــةٍ تَـوَلَّت
وَخيَّـمَ شخصـُها فـي السِّرِ وَهْما
حُرِمنـا مُنـذُ عَهـدِكِ غُمـضَ جَفنٍ
فكيـفَ نَظُـنُّ وَصـلَكِ كـانَ حُلما
إلـى الجَبَلَينِ منَّا اليومَ شوقٌ
وإِنْ لـم نَعـرِفِ الجَبَلينِ قِدْما
إذا أَبصــَرتُ نارَهُمــا تَمَنَّـى
فُـؤَادي أَنَّـهُ قـد كـان فَحْمـا
حَرَصـتُ علـى الحيَاةِ وتلكَ رَهنٌ
لمــن تُـدمِي بأَلحـاظٍ وتُـدمَى
إذا أعطــت لواحظُهـا أَمانـاً
فتــأخيرٌ إلــى أَجَــلٍ مُسـَمَّى
مُنَعَّمــةٌ بنـارِ الوجـدِ تُحمِـي
ممنَّعــةٌ بمـاءِ الـبيضِ تُحمَـى
رأَيـتُ لعينِهـا قَوسـاً ورِيشـاً
فمــا كـذَّبتُ أَنَّ هنـاكَ سـهما
يُسـَاقُ إلـى الـدلائِلِ كـلُّ حكمٍ
إذا قـامَ الـدليلُ أَقامَ حُكما
فمــا قُلنــا طَرابُلُـسٌ سـَماءٌ
إلـى أَنْ أَطلَعَت في الأُفقِ نَجْما
كريــمٌ للثَّنــاءِ بــهِ ثَنـاءٌ
فخيـرُ القولِ ما لم يُخطِ مَرمَى
لَــدَيهِ تَخجَـلُ الأَشـعارُ نَقْـداً
وإِنْ تَـكُ قـد تباهَتْ فيهِ نَظما
أَصـَحُّ القومِ في الغَمَراتِ رِأياً
وأَجلــى رُؤْيــةً وأَجَـلُّ حَزْمـا
وأَطيَـبُ مـن نسيمِ الرَوضِ نَشْراً
وأعـذَبُ مـن سـُلافِ الكأْس طَعْما
يُحِـبُّ البَـذْلَ إلاّ فـي امتِنـانٍ
ويــأْبَى الفضـلَ إلاَّ أَن يَتِمَّـا
و لا يَهـــوَى لمُهجتِـــهِ رَواءً
علــى عَطَــشٍ بصــاحبِهِ أَلَّمـا
نجيـبٌ يَسـبِقُ الـداعي مجيبـاً
لـهُ لـو كـانَ يُؤْتى قبلُ عِلمَا
وَيَعـذِرُ مـن أتـاهُ وليـسَ عُذرٌ
لهُ في الناس إذْ لم يأْتِ جُرْما
تُقيِّـــدُ كُــلَّ آبــدةٍ لــديهِ
ســُطورٌ كالسَلاســلِ جئنَ دُهْمـا
تَخَيَّـلَ مـن بيـاضِ العينِ طِرساً
فجـاءَ بأَسـودِ الإِنسـان رَقمـا
وَحَســْبُكَ شــاعرٌ عربــيُّ لَفـظٍ
تَــدِقُّ لـهُ معـانٍ خِلْـنَ عُجْمـا
تَصــَرَّفَ بـالغرائبِ عـن فُـؤَادٍ
لأَغلاقِ المَشــاكلِ فــضَّ خَتْمــا
رأَيتُـكَ تَنظِـمُ الدُّرَرَ اليتَامَى
فقــد لُقِّبـتَ بالنَحَّـاسِ ظُلمـا
ومــا كُــلٌّ يُلَقَّـبُ عـن حِسـابٍ
ولا كُــلُّ علــى قَــدَرٍ يُســمَّى
أجـاشَ الشـِعرَ شِعرُك في فُؤَادي
فقُمــتُ صـَبَابةً وقَعَـدتُ سـقُما
وتقصـيرُ الضـعيفِ يُعَـدُّ عيبـاً
ولكــنْ لا يُعــدُّ عليـهِ إِثمـا
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).