
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تبـــكِ مَيْتــاً ولا تَفــرحْ بمولــودِ
فــالميْتُ للــدُّودِ والمولــودُ للـدُّودِ
وكُــلُّ مــا فــوقَ وجْــهِ الأرْضِ تنظـرُهُ
يُطــوَى علــى عَــدَمٍ فـي ثـوبِ موجـودِ
بئسَ الحيــاةُ حيــاةٌ لا رَجــاء لهــا
مــا بيــنَ تصــويبِ أنفــاسٍ وتصـعيدِ
لا تســـتقرُّ بهــا عيــنٌ علــى ســنَةٍ
الأعلـــى خــوف نــومٍ غيــرِ محــدُود
مـا أجهَـلَ المـرْءَ فـي الدُّنيا وأغفَلَهُ
ولا نُحاشــــي ســــُليمانَ بـــنَ دَاودِ
يــرى ويعلــمُ مــا فيهـا علـى ثقـةٍ
منـــهُ ويغـــترُّ منهــا بالمواعيــدِ
كـــلٌّ يفارِقهــا صــَفْرَ اليــدَينِ بلا
زادٍ فمـا الفـرقُ بيـنَ البخـلِ والجُودِ
يَضــَنُّ بالمــالِ محمــوداً يُثــابُ بـهِ
طَوعــاً ويُعطيــهِ كرْهــاً غيـرَ محمـودِ
هــانَ المَعــادُ فمـا نفـسٌ بـه شـُغِلَتْ
عـن رَبَّـة العُـودِ أو عـن رَنَّـةِ العُـودِ
يــا أعيُـنَ الغِيـدِ تَسـْبينا لواحِظُهـا
قِفِـي انظُـري كيـفَ تُمسـي أعيُـنُ الغيِدِ
يبـدوُ الهِلاَلُ ويـأتي العِيـدُ فـي أنَـقٍ
مــاذا الهِلاَلُ ومــاذا بَهجــةُ العيـدِ
يـــومٌ لغيــركَ ترجــوهُ وليــسَ لــهُ
كُــلٌّ ليــومٍ غَــدَاةَ الــبينِ مشــهودِ
قــد صـغَّرَ الـدَّهرُ عنـدي كـلَّ ذي خَطـرٍ
حــتى اســتوى كــلُّ مرحــومٍ ومحسـودِ
إذا فُجِعـــتُ بمفقـــودٍ صـــَبَرتُ لــهُ
إنـــي ســـأتركُ مفجوعـــاً بمفقــودِ
يـا مـن لـهُ منـهُ أهـلٌ لا جَزِعْـتَ علـى
أهــلٍ وهــل لــكَ رُكــنٌ غيـرُ مهـدُودِ
لســــْنا نُعزّيــــكَ إجلالاً وتَكْرِمــــةً
فــــأنتَ أدرى ببُرهــــانٍ وتقليـــدِ
لكـــــل داءٍ دواءٌ يُســــتطبُ بــــهِ
وليـــس للحُـــزنِ إلا صـــَبرُ مجهــودِ
والصــَّبرُ كالصـَّدرِ رُحبـاً عنـدَ صـاحبهِ
فــإنَّ صـبركَ مثـلُ البِيـد فـي البيِـدِ
للـــه أيَّـــةُ عيـــنٍ غيــرُ باكيــةٍ
تُـــرى وأيُّ فُـــؤادٍ غيـــرُ مفـــؤودِ
إن كــانَ لا بــدَّ ممَّـا قـد بُليـتَ بـهِ
هــانَ البِلــى بيــنَ موعـودٍ ومنقـودِ
حاشــاكَ مــن خُطَّــةٍ للقــوم باطلــةٍ
منهــا الأســى لِفَــواتٍ غيــرِ مـردودِ
فـالحِلمُ فـي القلبِ مثلُ السُورِ في بَلَدٍ
والعِلمُ في العقلِ مثلُ الطوقِ في الجِيدِ
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).