
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صــَدرٌ بِــهِ ســَعةٌ وَشـَوقٌ أَوسـَعُ
فَـالحِلمُ يُعطـي والبلِيَّـةُ تمنَـعُ
وَحُشاشـــةٌ مَســـلوبَةٌ وَلَعَلَّهــا
ذَهَبَـت عَلـى أَثَـرِ الفُـؤادِ تُودِّعُ
يـا راحلاً رَحَلَـت إِلَيـهِ قُلوبُنـا
وَأَظُنُّهــا مِــن شـَوقِها لا تَرجِـعُ
مـالي أَرى الدَّارَ الَّتي فارَقَتها
مَأهولــةً وَكَأَنَّمــا هِــيَ بَلقَـعُ
قَـد فَـرَّقَ الـبينُ المُشتِّتُ شَملَنا
وَالشــَّملُ لَفــظٌ مُفـردٌ لا يُجمَـعُ
كـانَ اللِّسانُ رَسولَ قَلبي فَاِنثَنى
قَلـبي الرَسـولَ عَنِ اللِّسانِ يُشيِّعُ
مـا كـانَ أَقصـَرَ مُـدَّةً لَكَ بَينَنا
كَـالحُلمِ تُبصـِرُهُ العُيـون الهُجَّعُ
وَكَـذا الزَّمـانُ يَمُرُّ مُختَلِفاً بِنا
وَألســُّوءُ فيـهِ وَالسـُّرورُ يُضـَيَّعُ
مـا كُنـتُ أَرضـى بِالحَياةِ وَكُلُّها
عِلَــلٌ وَلَكــنْ صــَرفُها لا يُمنَـعُ
إِن لـم يَكُـنْ بَينُ النُّفوسِ مُروِّعاً
فَغُــرابُ بَيــنٍ لِلنُفــوسِ مـروِّعُ
مـا أَغفـلَ الإِنسـانَ عَـن نُصَحائِهِ
وَأَشــَدَّ صـَبوَتهُ إِلـى مَـن يَخـدَعُ
يَرعى الكَواكبَ في السَّماءِ ضَئيلَةً
وَالنَّفـسُ أَقـرَبُ مِنـهُ لَـو يَتَطَلَّعُ
أَخـذ الطَّـبيبُ بِـأَن يُداويَ غَيرَهُ
وَنَســِي الطَّـبيبُ فُـؤادَهُ يَتَوَجَّـعُ
وَالعِلـمُ مَصلَحةُ النُّفوسِ فَإِن يَكُنْ
لا نفــعَ فيـهِ فَالجَهالـةُ أَنفَـعُ
بَأَبي الذي اُنحَنَتِ المَفارِقُ بَعدهُ
وَتَقــوَّمَت وَجــداً عَلَيـهِ الأَضـلُعُ
أَنـتَ المنـزَّهُ عَـن مَظِنَّـةِ جاهِـلٍ
وَصــِفاتِ مَــن بِطِبــاعهِ يَتَطَبَّـعُ
يـا سـاكِناً قَلـبي المُـتيَّمَ إنَّهُ
بَيــتٌ وَلَكــن فـي هَـواكَ مُصـرَّعُ
يـا طالَمـا أَنشـَدتُ فيكَ قَوافِياً
وَحَشاشـــَتي كَعُروضــها تَتَقطَّــعُ
نَفسـي مُجـرَّدَةٌ إِليـكَ عَـن الوَرى
وَلَعَـلَّ ذَلِـكَ فـي المَحَبَـةِ يَرفَـعُ
إِن كـانَ قَـد مُنِعَ التَقَرُّبُ بَينَنا
فَــأَحَبُّ شـَيءٍ عِنـدَنا مـا يُمنَـعُ
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).