
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نُفــارِقُكُم وَنَضــرِبُ فـي البِلادِ
وَلا تَتَرحَّلـــونَ عَــنِ الفُــؤادِ
نَغيــبُ وَلا تَغيـبُ الـدَّارُ عَنَّـا
فَتُوهِمُنـا التَقَـرُّبَ فـي البِعادِ
رَحَلنــا بِالغَــداةِ عَلـى وَداعٍ
فَمَـن هَـذا المُسلِّمُ في الهَوادي
وَفارَقنـا الـدِّيارَ وَمـا يَليها
فَمـا هَـذا المشـخَّصُ في السَوادِ
خُــذُوا عَنّـا الَّـذي حَمَّلتُمونـا
مِــنَ الأَشــواقِ فَهـوَ أَمَـرُّ زادِ
وَكُفُّــوا عَــنْ خَواطِرنـا وَعَنَّـا
فَقَـد حُلتُـم بِهـا دُونَ الرُّقـادِ
تَكلَّفْنـا الرَّحيـلَ فَمـا أَقَمنـا
مَخافَـةَ أَن نَـذُوبَ عَلـى الوِسادِ
وَكــان نَصــيبُنا مِنكُـم كَلامـاً
قَطَعنـــاهُ لِتشــتَفِيَ الأَعــادي
تَرَحَّلنــا الجِيــادَ وَكُـلُّ صـَدرٍ
كَــأَنَّ فُــؤادَهُ تَحــتَ الجِيـادِ
وَلَــو كُنّــا نُملَّــكُ كُــلَّ أَرضٍ
نَطاهـا مـا مَشـينا عَـن مُـرادِ
أَجارَتَنــا الَّـتي كُنّـا نَراهـا
وَمـا بَرِحَـت وَلَـو طالَ التَمادي
أراكِ صــَحبِتنا وَظلِلــتِ مَعْنـا
وظَلَّـتْ وحْشـةٌ لـكِ فـي ازديـادِ
كـوجهِ أميـرِ قيـسٍ حيـن يبـدو
نــراهُ وكلُّنــا رَيَّــانُ صــادِ
نــراهُ كمــا نـراهُ ولا جديـدٌ
بــهِ ونَظَــلُّ فــي مُلَـحٍ جِـدادِ
سـَلِ الهَيجـاءَ عنـهُ وسَلْهُ عنها
إذا انقطـعَ الكلامُ لدَى الطِرادِ
وسـَلْ عنـهُ الخـزائِنَ لا تَسـَلْها
عـنِ المـالِ الطريـفِ ولا التِلاد
وسـلْ عنـهُ اليَـراعَ ومـا لدَيهِ
مـن الـبيضِ الصـحائفِ والمِدادِ
وسـلْ عنـهُ القريـضَ ومـا يليهِ
وسـل كُتُـبَ الحواضـِرِ والبوادِي
وسـلْ مـا شـئتَ عمـا شـئتَ حتى
تـرى مـا شـئتَ مـن غُـرَرٍ جيادِ
تــرى بَـرّاً فسـيحاً تحـتَ ثـوبٍ
وبحــراً يســتقلُّ علــى جَـوادِ
وبــدراً لا يُلِــمُّ بــهِ ســِرارٌ
وغيثــاً ظــلَّ يُفْعِــمُ كـلَّ وادِ
رُويـدكَ أَيُّهـا المـولى المُفدَّى
فـأنتَ علـى ذُرَى السّبعِ الشِدَادِ
إذا فَـدَتِ النفـوسُ كـرامَ قـومٍ
فُـــديتَ بِكُــلِ مَفــدِيٍّ وفــادِ
مــتى وَثِقَـتْ بِعهـدٍ منـكَ نفـسٌ
كفاهـا العهـدُ عن صَوبِ العِهادِ
ومثلُــكَ لا يضــيعُ فـتىً لـديهِ
وهـا أنـتَ الأَميـنُ على العبادِ
شـرِيكُ النـاسِ فـي خَلـقٍ جميـلٍ
وفي الخُلُقِ الجليلِ على انفِرادِ
لئِن تــكُ صـُورةٌ جَمَعَـتْ فـأوعَت
فــإنَّ التِـبرَ أشـبَهُ بالرَّمـادِ
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).