
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَعمْـركَ ليـسَ فـوقَ الأرضِ باقِ
ولا مِمَّــا قَضــاهُ اللـهُ واقِ
ومـا للمَـرْءِ حـظٌ غيـرُ قُـوتٍ
وثَــوْبٍ فَـوقَهُ عَقْـدُ النِّطـاقِ
ومــا للمَيْـتِ إلاّ قيـدُ بـاعٍ
ولـو كـانَتْ لـهُ أرضُ العراقِ
وكـم يمضـي الفِراقُ بلا لِقاءٍ
ولكــنْ لا لِقــاءَ بِلا فِــراقِ
أضَلُّ النَّاسِ في الدُّنيا سَبيلاً
مُحِـبٌّ بـاتَ منهـا فـي وِثـاقِ
وأخسـَرُ مـا يَضيعُ العُمرُ فيهِ
فَضـولُ المـالِ تُجمَـعُ للرِّفاقِ
وأفضـلُ مـا اشتغَلْتَ بهِ كِتابٌ
جليــلٌ نفعُـهُ حُلـوُ المَـذاقِ
وعِشــرةُ حــاذقٍ فطِـنٍ حكيـمٍ
يُفيـدُكَ مـن مَعـانيهِ الدِّقاقِ
هُنـاكَ المجـدُ يَنهَضُ من خُمُولٍ
بصـاحبِهِ إلـى أعلـى الطِّباقِ
ويُنشي الذِّكرَ بينَ النَّاسِ حَتَّى
يقـومَ بـهِ علـى قَـدَمٍ وسـاقِ
مضـَى ذِكـرُ الملـوكِ بكُلِّ عَصرٍ
وذكـر السـُّوقةِ العلماءِ باقِ
وكـم علـمٍ جنـى مـالاً وجاهاً
وكـم مـالٍ جَنَـى حربَ السِّباقِ
ومـا نَفـعُ الدَّراهمِ مع جَهُولٍ
يُبـاعُ بـدِرهمٍ وقـتَ النَّفَـاقِ
إذا حُمِـلَ النُّضـارُ على نياقٍ
فـأيُّ الفخـرِ يُحسـَبُ للنِّيـاقِ
وأقبَـحُ مـا يكـونُ غِنَى بخيلٍ
يَغَــصُّ ومـاؤُهُ مِلـءُ الزِّقـاقِ
إذا مَلَكَـتْ يداهُ الفَلسَ أمسَى
رقيقـاً ليسَ يطمَعُ في العَتاقِ
ألا يــا جـامعَ الأمـوالِ هَلاّ
جَمَعْـتَ لهـا زَمانـاً لاِفتِـراقِ
رأيتُـكَ تَطلُـبُ الأَبحـارَ جَهلاً
وأنتَ تكادُ تغرَقُ في السَّواقي
إذا أحـرزتَ مـالَ الأرضِ طُـرّاً
فمـا لَـكَ فوقَ عَيْشكَ من تَراقِ
أتأكـلُ كُـلَّ يـومٍ ألْـفَ كَبْـشٍ
وتَلبَـسُ ألـفَ طـاقٍ فـوقَ طاقِ
فَضـولُ المـال ذاهبـةٌ جُزافاً
كمــاءٍ صـُبَّ فـي كـأسٍ دِهـاقِ
يَفيـضُ سـُدىً وقد يسطو عليها
فينُقِـصُ مِلأهـا عنـدَ انِـدفاقِ
مَضَت دُوَلُ العُلومِ الزُّهرِ قِدْماً
وقـامتْ دَولـةُ الصُّفرِ الرِّقاقِ
وأبــرَزَتِ الخَلاعَـةُ مِعصـَميْها
وبـاتَ الجَهْـلُ ممدُودَ الرِّواقِ
فأصـبَحَ يَـدَّعي بالسـَّبقِ جَهلاً
زَعـانِفُ يَعجـزونَ عَـنِ اللحاقِ
إذا هَلَكَـتْ رِجـالُ الحَيِّ أضحَى
صـَبيُّ القـومِ يحلِـفُ بـالطَّلاقِ
أسـَرُّ النَّاسِ في الدُّنيا جَهولٌ
يُفَكِّـرُ فـي اصـطباحٍ واغتِباقِ
وأتعَبُهــم رئيــسٌ كـلَّ يـومٍ
يكــونُ لكــلِّ ملسـوعٍ كـراقِ
وأيسـرُ كـلِّ مـوتٍ مـوتُ عبـدٍ
فقيــرٍ زاهـدٍ حَسـَن السـِّياقِ
فليـسَ لـهُ علـى ما فاتَ حُزنٌ
وليــسَ بخــائفٍ ممَّـا يُلاقـي
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).