
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا بائعَ الصَّبرِ لا تُشفِقْ على الشَّاري
فـدِرهَمُ الصـَّبرِ يَسـوَى ألـفَ دينـارِ
لا شـيءَ كالصـَّبرِ يَشـفي جُـرحَ صاحِبهِ
ولا حَـــوَى مثلَــهُ حــانوتُ عَطَّــارِ
هـذا الـذي تُخمِـدُ الأحـزانَ جُرعتُـهُ
كبـارِدِ المـاءِ يُطفـي حِـدَّةَ النَّـارِ
ويَحفــظُ القلــبَ بـاقٍ فـي سـلامتهِ
حـــتى يُبَـــدَّلَ إعســارٌ بإيســارِ
إن الســـَّلامةَ كَنــزٌ كــلُّ خردلــةٍ
منــهُ تقُــوَّمُ مِــن مــالٍ بقنطـارِ
والمـالُ يُـدعى صـديقاً عنـد حاجتهِ
وقــد يكــونُ عـدُواً داخِـلَ الـدَّارِ
يـا مَـن حَزِنـتَ لفَقْدِ المالِ إنَّكَ قد
خُلِقـتَ عـارٍ ومـا فـي ذاكَ مـن عارِ
كمـا أتـى أمـسِ ذاكَ المالُ مُكتَسَباً
يـأتي غـداً مـن بـديعِ اللُّطفِ جَبَّارِ
حـوادثُ الـدَّهرِ تجري في البلادِ على
مَراتــبِ النَّــاسِ مقـداراً بمقـدارِ
إن الرِّيــاحَ تُصـيبُ النَّخـلَ تَقصـِفُهُ
وليـسَ تقصـِفُ غُصـنَ الشـِّيحِ والغـارِ
إذا بقـي منـكَ أدنَـى فضـلةٍ صـَغُرَت
فإنَّهــا قِطعــةٌ مــن طُـورِ أطـوارِ
هَـبْ أنـكَ الشـَّمسُ فـي الأفلاكِ طالعةً
هـل تسـلمُ الشـَّمسُ مـن كَسفٍ وأكدارِ
والشـَّمسُ فـي برجِهـا شمسٌ ولو كَسَفَت
فلا يَحُـــطُّ عُلاهـــا كســفُ أنــوارِ
للـدَّهرِ يـومٌ علينـا لا يـدومُ كمـا
يـومٌ لنـا لم يَدُمْ في حكمهِ الجاري
لا يلبَــثُ الغصـنُ عُريانـاً بلا ثَمـرٍ
حتَّـــى تــراهُ بــأوراقٍ وأثمــارِ
ســَيفتَحُ اللـهُ بابـاً ليـسَ تعرِفُـهُ
ومنهَجــاً غيــرَ ملحــوظٍ بأبصــارِ
إذا قطعنـا رجـاءَ النَّفـسِ مِـن فَرَجٍ
فإننـا قـد قطعنـا رحمـةَ البـاري
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).