
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَنَبَهـوا وَاسـتَفيقوا أَيُّهـا العَرَب
فَقَـد طَمـى الخَطبُ حَتّى غاصَتِ الرُّكَبُ
فيــمَ التَعلُّــلُ بالآمـالِ تَخـدَعَكُم
وَأَنتُـم بَيـنَ راحـاتِ الفَنـا سـلُبُ
اللَّـهُ أَكـبرُ مـا هَذا المَنام فَقَد
شــَكاكُمُ المَهـد وَاِشـتاقَكُمُ الـرَّبُّ
كَـم تُظلمـون وَلَسـتُم تَشـتَكون وَكَم
تُستَغضــَبونَ فَلا يَبــدو لَكُـم غَضـَبُ
ألِفتُـم الهـون حَتّـى صـارَ عِنـدَكُمُ
طَبعـاً وَبَعـضُ طِبـاعِ المَـرءِ مُكتَسَبُ
وَفــارَقَتْكُم لِطـول الـذُلِّ نَخـوَتكُم
فَلَيــسَ يُــؤلِمُكُم خَســفٌ وَلا عَطــبُ
لِلّـــهِ صــَبركُمُ لَــو أَن صــَبرَكُمُ
في مُلتَقى الخَيلِ حينَ الخَيلُ تَضطَرِبُ
كَـم بَيـنَ صـَبرٍ غَـدا لِلذُلِّ مُجتَلِباً
وَبَيــنَ صــَبرٍ غَـدا لِلعـزِّ يَحتَلـبُ
فَشـَمِّروا وَاِنهَضـوا لِلأَمرِ وَاِبتَدِروا
مِـن دَهرِكـم فُرصـَةً ضَنَّت بِها الحِقَبُ
لا تَبتَغـوا بِـالمُنى فَـوزاً لِأَنفُسِكُم
لا يُصـدقُ الفَوزُ ما لَم يَصدُقِ الطَّلَبُ
خلُّـوا التَّعَصُبَ عَنكُم وَاِستَووا عُصباً
عَلـى الـوِئام وَدَفـعِ الظُّلمِ تَعتَصِبُ
لِأَنتــمُ الفِئةَ الكُــثرى وَكُـم فِئةٍ
قَليلـةٍ تـمّ إِذ ضـَمَت لَهـا الغَلـبُ
هَـذا الَّـذي قَد رَمى بِالضَّعفِ قوَّتكم
وَغـادرَ الشـَّمل مِنكُـم وَهُـوَ مَنشَعبُ
وَسـَلّطَ الجـورَ فـي أَقطـارِكُم فَغَدَت
وَارضــها دونَ أَقطــار المَلا خِـربُ
وَحُكَّـم العِلـجَ فيكُـم مَـع مَهـانَتِهِ
يَقتــادكُم لِهَــواهُ حَيــثُ يَنقَلـبُ
مِـن كُـلِّ وَغـدٍ زَنيـمٍ مـا لَـهُ نَسَبٌ
يُــدرى وَلَيــسَ لَــهُ ديـنٌ وَلا أَدبُ
وَكُـلُ ذي خَنـثٍ فـي الفَحـشِ مُنغَمِـسٍ
يَـزدادُ بِالحَـكِّ فـي وَجَعائهِ الجَرَبُ
سـِلاحَهُم فـي وُجـوهِ الخَصـمِ مَكرَهُـمُ
وَخَيــر جُنـدِهُم التَّـدليسُ وَالكَـذبُ
لا يَسـتَقيمُ لَهُـم عَهـدٌ إِذا عَقَـدوا
وَلا يَصــحُّ لَهُــم وَعـدٌ إِذا ضـَرَبُوا
إِذا طَلَبــتَ إِلــى ودٍّ لَهُـم سـَبباً
فَمـا إِلـى ودِّهـم غَيـر الخَنى سَببُ
وَالحَـقُّ وَالبُطـل فـي ميزانِهم شرعٌ
فَلا يَميــلُ سـِوى مـا ميَّـل الـذَّهَبُ
أَعنــاقكُم لَهُــمُ رقٌّ وَمــا لَكُــمُ
بَيـنَ الـدُّمى وَالطُّلا وَالنردُ مُنتَهبُ
بـاتَت سـِمانُ نِعـاجٍ بَيـنَ أَذرُعِكُـم
وَبـــاتَ غَيركُــم لِلــدُّرِّ يَحتَلِــبُ
فَصــاحِبُ الأَرضِ مِنكُـم ضـِمنَ ضـَيعتِهِ
مُســتَخدَمٌ وَرَبيــبُ الـدَّارِ مُغتَـربُ
وَمــا دِمــاؤُكُم أَغلـى إِذا سـُفِكتْ
مِـن ماء وَجهِ لَهُم في الفُحشِ يَنسَكِبُ
وَلَيـسَ أَعراضـُكُم أَغلى إِذا اِنتُهِكَت
مِـن عِـرضِ مَملـوكِهِم بِالفلسِ يَجتَلِبُ
بِـاللَّهِ يـا قَومَنـا هُبُّـوا لِشأنِكُمُ
فَكَــم تُنـاديكُمُ الأَشـعارُ وَالخَطـبُ
أَلَستُم مِن سَطوا في الأَرضِ وَاِفتَتَحوا
شـَرقاً وَغَربـاً وَعَزّوا أَينَما ذَهَبُوا
ومَن أَذَلُّوا المُلوكِ الصِّيدَ فَاِرتَعَدَت
وَزلـزلَ الأَرضَ مِمـا تَحتَهـا الرّهَـبُ
وَمـن بَنَـوا لِصـروحِ العـزِّ أَعمِـدَةً
تَهـوي الصـَّواعقُ عَنهـا وَهيَ تَنقَلِبُ
فَمــا لَكُـم وَيحَكُـم أَصـبَحتُمُ هملاً
وَوجــهُ عزّكــم بِــالهونِ مُنتَقِــبُ
لا دَولـــةٌ لَكُــمُ يَشــتَدُّ أزرَكُــمُ
بِهــا وَلا ناصــِرٌ لِلخَطــبِ ينتَـدِبُ
وَلَيــسَ مِـن حُرمـةٍ أَو رَحمـةٍ لَكُـمُ
تَحنـو عَلَيكُـم إِذا عضـتكمُ النُّـوَبُ
أَقـدارُكُم فـي عُيـونِ التُّركِ نازلَة
وَحَقَكُـم بَيـنَ أَيـدي التُّـرك مُغتَصَبُ
فَلَيــسَ يُـدرى لَكُـم شـَأنٌ وَلا شـَرَفٌ
وَلا وجـــودٌ وَلا اِســـمٌ وَلا لَقَـــبُ
فَيـالِقَومي وَمـا قَـومي سـِوى عَـرَبٌ
وَلَــن يُضــَيَّعَ فيهُـم ذَلِـكَ النَسـَبُ
هـب أَنَّـهُ لَيـسَ فيكُـم أَهـلُ مَنزِلَةٍ
يُقَلَّـدُ الأَمـرَ أَو تُعطـى لَـهُ الرُّتَبُ
وَلَيــسَ فيكُـم أَخـو حَـزمٍ وَمَخـبرةٍ
لِلعَقـدِ وَالحَـلِّ فـي الأَحكامِ يُنتخَبُ
وَلَيـسَ فيكُـم أَخـو علـمٍ يُحكَّـمُ في
فَصـل القَضـاءِ وَمِنكُـم جاءَتِ الكُتُبُ
أَلَيــسَ فيكُــم دَمٌ يَهتــاجُهُ أنـفٌ
يَومـاً فَيَـدفَعُ هَـذا العار إِذ يَثِبُ
فَأَســمِعوني صـَليلَ البَيـضِ بارِقَـةً
فـي النَّقـعِ إِنـي إِلى رَنَّاتِها طَرِبُ
وَأَسـمَعوني صـَدى البـارودِ مُنطَلِقاً
يَـدوي بِـهِ كُـل قـاعٍ حيـنَ يَصـطَخِبُ
لَــم يَبـقَ عِنـدَكُمُ شـَيءٌ يَضـنُّ بِـهِ
غَيـرَ النُّفـوسِ عَلَيهـا الذُّلُّ يَنسَحِبُ
فَبـادِروا المَوتَ وَاِستَغنوا بَراحَتِهِ
عَـن عَيـشِ مَـن ماتَ مَوتاً مُلؤُهُ تَعبُ
صـَبراً هَيـا أُمَّةِ التُّركِ الَّتي ظَلَمت
دَهـراً فَعمَّـا قَليـلٍ تُرفَـعُ الحُجُـبُ
لنطلبــنَّ بِحَــدِّ الســَّيفِ مأَرَبنـا
فَلَــن يَخيـبَ لَنـا فـي جَنبِـهِ أَرَبُ
وَنَـترُكَنَّ عُلـوجَ التُّـركِ تَنـدُبُ مـا
قَــد قَــدَّمَتهُ أَياديهــا وَتَنتَحـبُ
وَمِــن يَعِــشْ يَـرَ وَالأَيـام مُقبِلَـةٌ
يَلـوحُ للمَـرءِ فـي أَحداثِها العَجبُ
إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه.وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام.وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنةثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه.ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر.وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها.تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً.وله (ديوان شعر -ط) و(الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.