
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَـد شـَغَلتَني دونَ شـُكرِكُم البُشـرى
فَلا تُنكِروا إِن كُنتُ لَم أُجملِ الشُّكرا
فَمــا أَحسـَنَتْ حَـقَّ الوَفـاءِ مسـرّتي
وَلَكـن عَسـاها أَحسـنتْ عِنديَ العُذرا
عَلــيَّ لَكُــم حمـدٌ عَلـى عُظـم منّـةٍ
تَعــذّر عِنــدي أَن أُقابلهـا قَـدرا
وَفَضـلٍ هُـوَ البَحـر الَّـذي بِتُّ غارِقاً
بِـهِ غَيرَ أَني اِصَطدتُ مِن جَوفِهِ الدُّرّا
فَيـا لَيـتَ لـي فـي كُـلِ عُضوٍ صحِبتهُ
لِسـاناً وَلـي فـي كُـل جارِحَـةٍ فِكرا
لِأَنشـُرَ طيـبَ الحَمـدِ مِـن كُـلِّ مَنطِـقٍ
وَمِـن كُـلِ فكرٍ أَنشئ النَّظم وَالنَثرا
وَبـي إِخـوة لا والـدي كـانَ وَالِـداً
لَهُـم لا وَلا أُمـي بِهِـم شـغلت حِجـرا
إِخـــاءٌ حَلا حَتّــى ظَنَنــتُ كُؤوســَهُ
هِـيَ الشَّهدُ ما بَينَ القُلوب لَهُ مَجرى
أَبــرَّ الــوَرى بَعضـاً بِبَعـضٍ طويـةً
وَأَوثَقَهُـــم وُدّاً وَأَبعَــدَهُم غَــدرا
دَعَتنــيَ بِالالحــاح نَفســيَ نَحـوَهُم
فَقُلـت لَهـا صـَبراً فَلَم تَستَطِع صَبرا
فَمــا بَرِحَــت مُشــتاقةً لِلقــائِهم
عَلـى خَبَـرٍ حَتّـى أَحـاطَت بِهُـم خُبرا
فَــأَلفَت رِجــالاً بِالكَمـالِ تَزَيَّنـوا
وَبِــاللُّطفِ وَالآداب وَالشـِّيَمِ الغـرّا
أَجَـلّ الـوَرى فَضـلاً وَأَجمَلَهُـم ذِكـرا
وَأَطــولَهُم باعــاً وَأَوسـَعَهُم صـَدرا
عِصـابة أَهـل النُّـور فـي كُـلِ مَعشَرٍ
بِكُـلِ بِلادٍ أَشـبَهوا الأَنجُـم الزُّهـرا
فَيـا عَيـنُ قـرِّي بِـالمُنى بَينَ إِخوة
أَصـَبت بِهِـم فـي كُـلِّ نائِبـة ذُخـرا
وَيـا نَفـسِ مـا لِلـدَّهرِ فَوقَكِ مِن يَد
إِزاءَ أَيـادٍ لَـم تَكُـن تُرهِبُ الدَّهرا
وَدُونَـكِ حُسـنُ الجهـدِ فـي كُـلِ غايةٍ
يَنالُـكِ فيها البُؤسَ أَو تَبلُغي أَمرا
وَلا تَجنَحـي نَحـوَ التَّراخـي إِذا بَدَت
شـَدائدُ هَـذا الـدَّهرِ قاذفـةً ذُعـرا
وَيـا مَـن أَرى نَفسـي سـَعيداً لَدَيهِمُ
وَمَـن أَنَـاْ لَا أَسطيعُ مِن دونَهُم نَصرا
أَتَيــتُ إَلَيكُـم رَغبَـةً فـي إِخـائِكُم
وَأَخلَصـتُكم مِـن ودِّيَ السـِّرَّ وَالجَهرا
وَإِنــي كَمــا تَهــوُون لا مُتهاوِنـاً
وَلا ســائِلاً فيمــا أكلِّفــهُ أَجــرا
وَلَكِنَّنــي أَبغــي الوَفــاءَ بِـأَنَّني
نُسـبتُ إَلَيكُـم وَاِشـتَددت بِكُـم أَزرا
تَرَكـتُ لَغَيري الذُّلَّ وَالرقَّ في الوَرى
وَأَصــبَحتُ مُعتَــزّاً أَمــامَكُم حُــرّا
إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه.وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام.وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنةثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه.ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر.وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها.تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً.وله (ديوان شعر -ط) و(الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.