
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِعَزمـك لُـذْ إِذا عَـزَّ النَصيرُ
وَلا يَعبــثْ بهمَّتِــكَ الفُتـورُ
وَأُسـهَرُ فـي ظَلام الخَطب جفناً
لَــهُ مِـن فكـرِهِ قَمَـرٌ مُنيـرُ
وَلا تَكـلِ الأُمـورَ إِلـى بَنـانٍ
تَكـون لِغَيرِهـا تِلـكَ الأَمـورُ
فَأَصـدقُ مِن سَعى لَكَ أَنتَ فيما
تُحـاولُه وَأَنـتَ بِـهِ الجَـديرُ
وَقَـد تَلقَـى الأُمور إِلى غيورٍ
وَلَكــن رُبمـا سـئمَ الغيـورُ
أَتـمَُّ مُنـاكَ مـا تَسـعى إَلَيهِ
بِنَفســكَ عامِــداً لا تَسـتَعيرُ
تَنـاوَلت البُـدورُ ضـياءَ شَمسٍ
فَلَـم تَسـتَغنِ بِالشَّمسِ البُدورُ
وَلَسـنا الجاحِـدينَ لَفَضلِ قَومٍ
لَهُـم مـا بَينَنـا فَضـلٌ شَهيرُ
رِجـالٌ أَحسـَنوا صـُنعاً وَلَكِـن
بِما في البَيتِ صاحِبهُ الخَبيرُ
بَنـي أُمـي أَفيقـوا مِن سُباتٍ
لِطـولِ زَمـانِهِ سـئمَ السـَّريرُ
إِذا مَضـَتِ الحَيـاةُ عَلى رُقادٍ
تَشـابَهَتِ المَضـاجعُ وَالقُبـورُ
مَعـاذَ اللَـهِ مِـن أَمـرٍ عَظيمٍِ
بَغــى إِدراكُــهُ هــمٌّ صـَغيرُ
فَـإِن الأَمـرَ حَيـثُ غَدا خَطيراً
يُـرامُ ازاءهُ الجُهـدُ الخَطيرُ
فَقـم بِـالأَمرِ عَـن قَلـبٍ سَليمٍٍ
يُعاضـدُ صـِدقَهُ العَزمُ الجَسورُ
وَلا تَـذهَبْ بِـكَ الأَهـواءُ يَوماً
فَراكِــبُ سـبلِها غـاوٍ عَثـورُ
أَرانـا بَاللسانِ قَد اِشتَبَهنا
وَما يُجدي إِذا اِختَلَفَ الضَميرُ
لِكُــل الطَّيـر أَجنِحَـةٌ وَريـشٌ
وَلَكِــن بَينَهـا مـا لا يَطيـرُ
وَإِن الحَـقَّ بَيـنَ النـاسِ شَمسٌ
عَلـى أُفُـقِ العُقولِ لَها ظُهورُ
فَمِنــهُ لأَكبُــدِ الجهلاءِ نـارٌ
وَمِنــهُ لِأَعيُــنِ العُقلاءِ نُـورُ
فَهُبـوا بِالتَّعاضـُدِ يا لِقَومي
ليحسـُنَ مِـن عَواقِبِنا المَصيرُ
وَنَظفَـر بَعـدَ طُـولِ عَناً وَجُهدٍ
بِمـا سـلَبتَهُ أَيدينا الدُّهورُ
وَنَرفَــعُ لِلحَضـارةِ كُـلَّ صـَرحٍ
تَمـرُّ بِـهِ السـَّحائبُ إِذ تَسيرُ
أَلَسـنا مِـن سـُلالةِ مَـن تَحَلَّتْ
بِـذكرِهُمُ الصـَّحائفُ وَالعُصـورُ
وَأَبـدوا في المَعارفِ كُلَّ شَمسٍ
يُـزانُ بِحُسـنِ بَهجَتِهـا الأَثيرُ
لِنَقْـفُ سـَبيلَهم وَنجـدُّ دَهـراً
بِعَـــزمٍ لا يَمــلُّ وَلا يَخــورُ
وَلا نَفخَــرْ بِمَجــدِهِمُ قَـديماً
فَــذَلكَ عِنــدَنا عـارٌ كَـبيرُ
أَيَنشـئُ مِـن تَقدُّمِنا المَعالي
فَـإِن بِلَغَـتْ أَيادينـا تَبـورُ
كَـأَنّي بِـالبِلادِ تَنـوحُ حُزنـاً
وَقَـد أَودى بِبَهجَتِهـا الثُّبورُ
يَحِـنُّ الأَرزُ فـي لُبنـانَ شَجواً
وَتَنـدُبُ بَعـدَ ذاكَ المَجد صُورُ
وَتَــدمُرَ فــي دَمـارٍ مُسـتَمرٍ
وَمــا ســُكَّانها إِلّا النُّسـورُ
وَأَضـحَتْ بَعلَبَـكَّ وَلَيـسَ فيهـا
ســِوى خِــرَبٍ لِعزَّتهـا تُشـيرُ
تُهاجِمُهـا الحَـوادثُ كُـلَ يَومٍ
كَما هَجَمَتْ عَلى الرَّخمِ الصُقورُ
فَلَـو دَرَتِ البِلادُ بِمـا عَراها
لَكــادَتْ مِـن تَلَهُّفِهـا تَمُـورُ
فَيــا لِلّـهِ مِـن حَـدَثٍ مُريـبٍ
بِـهِ تُشـجَى المَـآقي وَالصُدورُ
وَلِــذةُ أَعيُــنٍ نـامَت وَلَكـن
ســَيعقُبُ نَومَهـا دَمـعٌ حَريـرُ
بِكُـم وَبِسَعيِكُم تُبنى المَعالي
وَينمي رَوضها الزَّاهي النَضيرُ
وَظـلُّ الدَولـةِ العُظمى عَلَينا
بِـإِدراكِ النَّجـاحِ لَنـا بَشيرُ
فَـذَلك فَـوق دَوحِ العَـدلِ غَيثٌ
وَذَلِـك حَـولَ رَوضِ العلـمِ سورُ
إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه.وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام.وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنةثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه.ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر.وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها.تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً.وله (ديوان شعر -ط) و(الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.