
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَعـى اللَـه مَغنـىً بِالعَذيبِ وَمَعهَداً
غَنِمْنـا بِـهِ الأَوطـار مَثنـىً وَموحدا
مَراتــعُ آرامٍ وَرَدنـا بِهـا المُنـى
عَلى حين لَم يَطرقْ لَنا الدَّهرُ مَورِدا
نُغــازلُ مِــن غُزلانِهــا كُــل آنـسٍ
وَنهصــر مِـن أَغصـانِها كُـلّ أَملَـدَا
وَنَرشــُفُ لِلأَفــواهِ جامــاً مُمســَّكاً
وَنَلثــمُ لِلجامــاتِ ثَغــراً منضـَّدا
أُويْقــاتُ أَعطــافِ الشــَبيبةِ غَضـةٌ
عَلـى نَسـَمات اللَّهـوِ مـالَت تَـأَوّدا
وَقَـد غَفَلَـتْ عَنـا الخطـوبَ بِلَيلِهـا
وَقَـدماً عَهِـدنا حـادثَ الدَّهرِ أَرودا
أَأَحبابنـا هَـل أَورق الرَّنـدُ بِعدَنا
وَهَـل أَفرَشـَتْكُم رَوضـة البان مقعَدا
وَهَــل مَــرَّ لِلمُشـتاقِ ذكـرٌ بحيِّكُـم
فَمـا زالَ ذكـرُ الحَـيِّ عِنـدي مردّدا
لِيهنئكـمُ إِن طـاعَكُم بَعـدَنا الكَرى
فَمُـذ بَينكُـم لَم نوطئ الجَنبَ مَرقَدا
وَلا زارَنـا الصـَّبرُ الجَميـلُ فَلَيتَكُم
أَمـامَ النَّـوى شـاطرتمونا التَّجلُّدا
أَطَعـتُ بِكـم داعـي التَّهتُّـكِ ذاهِبـاً
بِنَفسـي وَخـالَفتُ العَـذولَ المفنِّـدا
وَإِنِّـي لَأَهـوى مِنكُـم الظَّـرفَ وَالوَفا
وَلَــم أَهـوَ أَعطافـاً وَخَـدّاً مـورّدا
وَبـي جيـرةٌ ما بي مِنَ الوَجدِ عِندَهُم
وَإِن بـتُّ أُحيـي بِالسـُّرى لَيلَ أَنقَدا
وَربــعٌ هُــوَ الـدُّنيا لَـديَّ وَقَلَّمـا
تَـرى الشـَّملَ فـي دُنيـاك إِلّا مبدَّدا
تقطَّــعَ حَبــلُ الوَصـلِ مِنَّـا وَمِنهُـمُ
سـِوى شـَجنِ الـذِّكرى أَقـام وَأَقعَـدا
وَمـا يُعـدم الإِنسـانُ في الأَرضِ صحبةً
وَلَكِـنَّ بَعـضَ الصَّحبِ أَدنى إِلى العِدَى
فَمــا أَكــثرَ الأُلّافَ فـي كُـلِ بَلـدةٍ
وَأَكثَــرُ قَـول الـزُورِ مِمَّـن تَـودَّدا
وَفـي الحُبِّ ما قَد كانَ رائِده المُنى
فَمــا الحُـبُّ إِلا مـا أَتـاكَ مُجَـرّدا
وَفـي النَّاسِ مَن تَدعو سَجاياهُ لِلهَوى
فَيَغــدو عَلَيهــا كُـلّ قَلـبٍ مُقَيَّـدا
تَبـارَك مَـن بَـثَّ الشَمائلَ في الوَرى
فَمَيَّزَهُــم بَعــدَ التَّسـاوي وَأَفـرَدا
وَخَـصَّ بِأَسـناها النَّسـيبَ فَلَـم يَـزَلْ
إِذا ذكَــرَتْ أَهـلَ المَنـاقِبِ أَوحَـدا
كَريــم تَبَــدَّى مِــن كِـرامِ مَناصـِبٍ
لِـذاكَ تَسـمَّى بِالنَسـيبِ فَمـا اِعتَدى
جَميـلُ الثَّنـا يَسـتَغرقُ المَدحَ وَصفهُ
كَمـا اِسـتَغرَقَ الأَلفـاظَ أَحرفَ أَبجَدا
تَنــاولَ إِرثَ المَجــدِ قَبـلَ رَضـاعِهِ
وَصــاحب تُـربِ المَجـدِ طفلاً وَأَمـرَدا
وَجَــدَّ عَلــى إِثـر الَّـذينَ تَقَّـدموا
بِهمـــةِ طلاّعِ الثَّنيَّـــاتِ أَصـــيدا
فَــداسَ طَريــقَ المُكرَمــاتِ ممهَّـداً
وَداسَ إِلـى العَليـا عِقابـاً وَأَنجَدا
كَــذَلِكَ مَــن رامَ المَعــالي فَـإِنَّهُ
يَشـقُّ إَلَيهـا فـي ذُرى الخَطْبِ مصعدا
أَحــدُّ رِجـالِ العِقـد ذِهنـاً وَنَظـرةً
وَأَصـَدَقُهُم فـي الأَمـرِ رَأَيـاً وَمَشهَدا
وَأَبعَــدُهُم جَريــاً إِلـى كُـلِ غايَـةٍ
وَأَطــوَلُهُم فــي كُــلِّ مَكرُمـةٍ يَـدا
كَفـاهُ سـُيوفَ الهنـدِ فـي كُـلِّ غَمرةٍ
لَــهُ ســَيفُ آراءٍ يَفــلُّ المُهَنَّــدا
وَهمــةُ نَــدبٍ خشــَّنَ الـدَّهرُ حَـدَّها
وَقَـد غـادَرَتْ نـابَ الحَـوادثِ أَدرَدا
نَقِــيُّ ثِيــابِ العَـرضِ طـابَ ثَنـاؤُهُ
كَمـا طـابَ أَخلاقـاً وَنَفسـاً وَمحتِـدا
رَصــانة خُلــقٍ كَالجِبــالِ تَــوَقَرَتْ
فَلـو خـالَطَتْ بَحـراً لَما جاشَ مُزبِدا
وَعِفــةُ نَفـسٍ لَـو ثَـوتْ قَلـبَ عاشـقٍ
لَمـا بـاتَ مَجهـوداً يُعاني التَّسَهُّدا
إِذا اِجتَمَعَـتْ أَهـلُ المَعـاني فَإِنَّما
لَـهُ الرُّتبـةُ الأُولـى لَدى كُلِّ مُنتَدى
فَلا بِـدعَ إِن وافتْـهُ مِـن فَيـضِ نَعمةٍ
أَقَرَّتْــهُ فـي أَهـلِ المَراتـبِ سـَيِّدا
حَبــاهُ بِهـا عَبـدُ الحَميـدِ تَفَضـُّلاً
فَكـانَ كَـرَوضِ الحُـزنِ بـاكَره النَّدى
حَيـــاءً أَتــاهُ ناطِقــاً بِمَكــانِهِ
فَلـو كـانَ مِمَّـن يُنشدُ المَدحَ أَنشَدا
وَمثــلُ نَســيبٍ أَهــلُ كــلِّ مَزِيَّــةٍ
يَزيــد بِهـا فَخَـراً وَيَعتَـزُّ سـُؤدُدا
هُـوَ العَلَـمُ العـالي بِلُبنانَ وَالَّذي
يُشــار إِلَيــهِ بِالبَنـان إِذا بَـدا
مِــن الجُنبلاطييــن مِـن شـُمِّ مَعشـرٍ
بَنـوا شرفاتِ المَجدِ بِالبَأسِ وَالنَّدى
لَهُـم حَسـَبُ المَجـدِ القَـديمِ وَفَـوقَهُ
لَهُــم حَســبٌ فـي كُـلِّ يَـومٍ تَجَـدَّدا
فَمـــا مِنهُـــمُ إِلّا أَغَـــرُّ مُســَوَّدٌ
أَتــى وارِثــاً مِنهُـم أَغَـرَّ مُسـَوَّدا
دَعــائمُ بَيــتٍ شــَيَّدَ العـزُّ رُكنَـهُ
فحَجَّتْــهُ أَخيــافُ المَطــالبِ سـُجَّدا
تَــؤمِّمُه وَفــدُ القَــوافي قَـوافِلاً
فَتَهــدى لِمَغنــاهُ وَإِن كُــنَّ شـُرَّدا
وَدُونكَهــا مِــن آلِ عيســى خَريـدةً
تُطــاوِلُ بِالابــداعِ معجــزَ أَحمَـدا
لَقَـد سـفرت وَاللَيـل أَرخـى سـدولَه
فَلَــم تُبـدِ إِلّاهـا الدُّجنَّـةِ فَرقـدا
إِذا اِنطَلَقَـت لَـم تَأو بَعد اِنطِلاقِها
جِــداراً مَعلَّــى أَو طِرافـاً مُمَـدَّدا
وَحَســبيَ مِنـكَ الـودَّ فَضـلاً وَمَفخَـراً
مَـدى الدَّهرِ وَأَسلَمْ فَهْوَ أَكرَمَ مُجتدى
إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه.وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام.وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنةثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه.ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر.وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها.تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً.وله (ديوان شعر -ط) و(الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.