
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَلـى ثَـراك غَـوادي الصـُبحِ تَنهَمرُ
يـا راحِلاً تَحـتَ ظـلِّ اللَّـهِ يَسـتَتِرُ
جَرحـتَ بَعـدَك أَكبـاداً بِسـَهمِ أَسـىً
فـي كُـلِّ جَفـن لِماضـي نَصـلهِ أَثَـرُ
مَناحَـةٌ تَحـتَ جنـحِ اللَّيـلِ قائمـة
بِهـا الأَصـيلُ خَضـيب الذَّيلِ وَالسَّحرُ
وَمَــأَتمٌ بِطبــاقِ الســُّحبِ مُتَّصــِلٌ
حَــقّ عَلـى عَبَـراتِ السـُّحبِ تَنفَجـرُ
اِسـتَودِعُ اللَّـهُ غُصـناً مالَ مُنكَسِراً
فَمــالَ كُــل فُــؤادٍ وَهـوَ مُنكَسـرُ
هَبَّــت عَلَيـهِ مِـنَ الأَقـدارِ عاصـِفة
راحَـت بِهـا جَمـرات الحُـزنِ تَستَعرُ
كَـأَنَّ مـا جَـفَّ مِـن أَمـواهِ نُضـرَتِهِ
أَمسـى عَلَيـهِ مِـنَ الأَجفـانِ يَنحَـدرُ
قَــد سـاروا أَسـفَاً عَنـا بِلا ثَمَـرٍ
فَلَيـسَ إِلـى الأَسـى مِـن بَعـدِهِ ثَمَرُ
طـالَ النُّـواحُ لَـهُ مِـن كُلِّ ذي كَبِدٍ
حَـرَّى تَـذوب اُلتياعـاً حيـنَ يـدَّكِرُ
وَكُـلّ بـاكٍ هَشـيم الـوَجهِ بَعدَ فَتىً
بِالـدُّودِ بـاتَ هَشـيماً وَجهَهُ النَضِرُ
يـا رَحمـةَ اللَـهِ حلّي في ثَرى قَمَرٍ
قَـد اِرتَدى بِالدُّجى مِن أَجلِهِ القَمرُ
وَيـــا غَمــائمُ زوريــهِ محيِّيَــةً
وَجهـاً لَـهُ كـانَ يُستَسقَى بِهِ المَطرُ
رَيــان ضـمَّنَ مِنـهُ اللَّحـد جَـوهرةً
لاقَـت بِأَمثالهـا مَـن دَمعِنا الدُّرَرُ
يـا قَـبرَ جرجـسَ مِـن تُربٍ وَمِن حَجَرٍ
ما أَنصَفَ البَدرُ ذاكَ التُّربَ وَالحَجَرُ
وَلا قَضــيب النَقـا تَـذوي مَعـاطفه
فـي قَفـرة بِميـاه الـدَمع تَزدَهـر
وَيلاهُ مِــن سـَطَواتِ الـبينِ فاتِكـةً
بِكُــلِّ نَفــسٍ فَلا تُبقِــي وَلا تَــذرُ
بـاتَ الشـَّبابُ رَخيصـاً فـي نَواظرِهِ
وَلـم يُـوقَّرْ لَـدَيهِ الشـَّيبُ وَالكِبَرُ
يـا مَـن صَبَرتَ لِطولِ السُّقمِ عَن جَلَدٍ
مِـن أَيـنَ صـَبرُ قُلـوبٍ فيـكَ تَنفَطِرُ
مـا كـانَ أَعظَـم ما قاسَيتَ مِن أَلَمٍ
وَأَنـتَ فـي الشُّكرِ تُمسي حَيث تَبتَكرُ
طـابَت بِـهِ مِنـكَ نَفـسٌ بَـرَّةٌ عَلِمَـت
بِـأَن عُقبـاهُ في دار البَقا الظَفَرُ
كفيـتُ فيهـا بَلا الـدُنيا وَشـِدَّتها
ممتَّعــاً بِنَعيــمٍ مــا بِــهِ كَـدَرُ
تَصـَبَّروا يـا بَنـي فَيـاضَ بَعد فَتىً
أَمضـى بِـهِ وَبِنـا أَحكـامهُ القَـدَرُ
يَعِــزُّ وَاللَــه عِنـدي أَن أُعَزيكُـم
عَنــهُ وَدَمـعُ جُفـوني فيـهِ مُنتَثِـرُ
أَولى الخُطوب بِأَن تُدمى القُلوب بِهِ
لَـو كـانَ يَقضي بِأَن تدمى لَنا وَطَرُ
وَإِنَّمـا نَحـنُ فـي أَرضٍ إِذا اِعتبرَت
لَيسـَت سـِوى مَـأتمٍ ناحَت بِهِ البَشَرُ
فـي كُـلِ يَـومٍ أُنـاسٌ فَوقَها فُجِعوا
عَلـى أُنـاسٍ طـوَتهم تَحتَهـا الحُفَرُ
بئسَ الحَيـاةُ التي ما زالَ وارِدُها
يُمـازجُ الـوَردَ فـي كاساتِهِ الصَدَرُ
حــالان إِحــداهُما مَملـوءةٌ خَطَـراً
مِمَّـا يَليهـا وَأُخـرى فاتَها الحَذَرُ
إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه.وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام.وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنةثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه.ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر.وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها.تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً.وله (ديوان شعر -ط) و(الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.