
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَتَفَـتْ تُبَشـِّرُ بِالضـُّحى الأَطيـارُ
فَاِســتَيقَظَت لِهُتافِهـا الأَزهـارُ
وَجَرَت تُصافِحُها النَسائم فَاِنثَنَت
بَعـدَ الصـِّفاحِ وَثَوبُهـا مِعطـارُ
وَبَـدا جَـبينُ النَّهـرِ يَحكي فضَّةً
فَعَلاهُ مَـن حَلـيِ الصـَّباحِ نُضـارُ
وَكَسـَتهُ أخيلـةِ الغُصونِ غَدائِراً
أَبـداً يُلاعِبُهـا الهَـوا السَيَّارُ
يـا حَبَّـذا رَوضٌ بِهِ تُشرى المُنى
وَتُبــاع فــي لَـذَّاتِهِ الأَعمـارُ
طـابَ الصـّبوحُ بِهِ فَهاتِ وَعاطِني
كَأسـاً عَلـيَّ بِهـا الصَفاءُ يُدارُ
وَإِذا رَأَيـت عَلـيَّ مَيلـةَ شـارِبٍ
زِدنـي فَـذَلِكَ مَـذهَبي المُختـارُ
وَدَعِ الصـَّبابةَ فـيَّ تَأخُذ وسعَها
مــا بِالصـَبابةِ لِلمُتَيَّـمِ عـارُ
اِسـتَغفرُ اللَّـهَ العَظيمَ عَليَّ مِن
أَخلاقِ نــائبه الكَريــم وَقـارُ
السـَيِّدُ العلَـمُ الَّـذي لِكَمـالِهِ
شــِيَمٌ بِهــا تَتَزيَّــنُ الأَخيـارُ
حَــبرٌ لَـهُ التَّقـوى شـِعار لازِمٌ
وَالبِــرُّ ثَــوبٌ وَالعَفـافُ إِزارُ
يَقـظٌ تَراعـي اللَـهَ مِنـهُ مُقلَةٌ
سـَهِرَت وَأُخـرى فـي الأُمورِ تُدارُ
يَغشـى الرَعيـةَ مِنـهُ ظِـلٌّ وَارفٌ
لِلأَمــنِ فيــهِ وَالهَنـاءِ قَـرارُ
مَـولى لَقَـد قسـمَ الإِلَهُ لَنا بِهِ
كَرَمـاً وَأَنصـَفَنا بِـهِ المِقـدارُ
حَــظٌّ بِـهِ بَيـروتَ راقَ صـَفاؤُها
وَتَزحزَحَـت عَـن أُفقِهـا الأَكـدارُ
هُــوَ خَيـرُ فَكَّـاك لِكُـل عَسـيرَةٍ
عُقـدت فَحـارَت دونَهـا الأَفكـارُ
حَـزمٌ لَقَـد ضـَبطَ الأُمـورَ وَحكمةٌ
كَشـَفَت لِثـاقبِ عِلمَهـا الأَسـرارُ
يَلقَـى الأَمـورَ بِهِمَـةٍ قَـد عَوَّدَت
أَن لا تَفــوت سـِباقَها الأَوطـارُ
يـا خَيرَ مَن وافى إِلَينا زائِراً
وَأَجَـلَّ مَـن تَسـعى لَـهُ الـزُوّارُ
سـُرَّت بَمقـدَمِكَ السـَّعيد كَنيسـة
عرفتـكَ أَفضـلَ مَـن إِلَيـهِ يشارُ
وَاِستَبشـَرَت بِـالفَوز طائِفة لَها
بِـكَ فـي الأَنـام مَسـَرَّةٌ وَفخـارُ
فَليبتَهـج بِـكَ قُطرُ بَيروتَ الَّذي
مــا زالَ يحسـده بِـكَ الأَقطـارُ
وَاهِنأ وَدُمْ بِالفَضلِ بَدراً كامِلاً
تَجــري فَتنقـصَ دونَـكَ الأَقمـارُ
إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه.وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام.وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنةثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه.ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر.وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها.تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً.وله (ديوان شعر -ط) و(الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.