
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كـل الأَمـر مـن الَّـذي مَلَـكَ الأَمـرا
وَصـابر عَلَيـهِ مـا اِستَطَعتَ لَهُ صَبرا
عَلـى مِثـلِ مـا تَشكو الحَياة وَإِنَّما
أَرى جَـزَعَ المَكـروبِ كُربتـهُ الأُخـرى
وَأَجمَــلَ بِــالمَرءِ التَّجَمُّــلَ إِنَّــهُ
إِذا عــافه طَوعــاً تَكلَّفــهُ جَـبرا
هُـوَ الـدَّهرُ لا يَبقـى عَلى شَطرِ حالةٍ
فَـبرْءٌ يَلـي سـُقماً وَيُسـرٌ يلِي عُسرا
وَإِنَّ قُصــارى كُــلِّ ضــيقٍ وَإِن يَطُـلْ
إِلـى فـرَج يَدعو الكَئيب لَكَ البُشرى
إِذا مـا عَـدِمنا طَلعـةَ البَدرِ لَيلةً
فَلا بُـدَّ بَعدَ اللَّيلِ أَن نُدركَ الفَجرا
يَمحِّــصُ هَــذا الـدَّهر صـَبرَ رِجـالهِ
فَيُوســعُهم ســَبكاً لِيُخلِصـهُم تِـبرا
وَإِن الظُـبى تَلَقـى عَلـى الصَّقلِ شدَّةً
فَتَخـرجَ بِعـدَ الصـَّقلِ ضـاحِكَةً بُشـرا
فَـدَيتَكَ يـا مَن باتَ يَشكو مِنَ الضَّنى
وَبـي مـا بِـهِ مِمَّا طَوَت كَبِدي الحَرّى
وَمَـن عـادَه قَلـبي الكَليـمَ وَإِنَّمـا
أحــب لِعَينـي أَن تُحيـط بِـهِ خُـبرا
إِذا طـالَ مَكـث الـدَّاءِ عِنـدَك مُـدَّةً
فَصـَبرُك قَـد أَلقـى عَلـى طولِهِ قِصرا
وَإِن عَبَثــتْ يَومــاً بِجســمِكَ علــةٌ
فَمـا عَبَثـت بِالعَرض وَالشِّيمةِ الغَرّا
أُجلُّــكَ أَن أَدعــوكَ بَحــراً لِأَنَّنــي
أَرى أَضـعَفَ الأَنفـاسِ قَد حرَّك البَحرا
عَهـــدتُكَ مِمَّــن لا تَــروع عَظيمــةٌ
حَشــاهُ وَلا يَخشــى لنائبــةٍ شــَرّا
وَمَـن ذاقَ طَعمَـيْ حـالتيْهِ فَلَـم يَكُنْ
لِيَحفـــلَ لِلأَيّـــام خِلّاً وَلا خَمـــرا
وَمَـن صـَحِبَ الأَخطـارَ حَتّـى غَـدا لَها
أَليفـاً فَمـا تَلَقـى عَلى قَلبِهِ ذُعرا
إَلَيــكَ ســَلامٌ راحَ باســمكَ عـاطِراً
يُطارحُ في البَيداءِ مِن عُرفِهِ العِطرا
سـَلام يُـؤدّي مِـن شـَجٍ كُلَّمـا اِنتَهـى
إَلَيــكَ ســَلامٌ مِنــهُ أَتبَعَـهُ عَشـرا
إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه.وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام.وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنةثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه.ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر.وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها.تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً.وله (ديوان شعر -ط) و(الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.