
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَـادَ الرُّبَـى مِـن بَانَةِ الجَرعَاءِ
نَــوآنِ مِـن دَمعِـي وَغَيـمِ سـَماءِ
فَالـدَّمعُ يَقضـِي عِندَهَا حقَّ الهَوَى
وَالغَيــمُ حَـقّ البَانَـةِ الغَنَّـاءِ
خَلتِ الصُّدُورُ مِن القُلُوبِ كَمَا خَلَت
تِلـكَ المَقَاصـِرُ مِـن مَهـاً وَظِباءِ
وَلَقَــد أَقُــولُ لِصـَاحِبَيَّ وَإِنَّمَـا
ذُخــرُ الصــَّدِيقِ لآكــدِ الأَشـياءِ
يَــا صـَاحِبَيَّ وَلا أَقـلُّ إذَا أَنَـا
نَـادَيتُ مِـن أَن تُصـغِيَا لِنـدَائِي
عُوجَا نُجارِ الغَيثَ فِي سَقي الحِمَى
حَتَّـى يَـرَى كَيـفَ انسـِكَابُ المَاءِ
وَنَسـُنَّ فِـي سـَقيِ المَنَـازِلِ سـُنَّةً
نُمضـِي بِهَـا حُكمـاً عَلَى الظُّرَفَاءِ
يـا مَنـزِلاً نَشـطَت إِلَيـهِ عَـبرَتِي
حَتَّــى تَبَســَّمَ زَهــرُهُ لِبُكــائِي
مَـا كُنـتُ قَبل مَزارِ رَبعِكَ عَالِماً
أَنَّ المَــدَامِعَ أَصــدَقُ الأَنــوَاءِ
يـا ليـتَ شـِعري والزَّمـانُ تَنَقُّلٌ
والــدَّهر نَاســِخُ شــِدَّةٍ بِرَخَـاءِ
هــل نَلتَقِـي فـي رَوضـَةٍ مَوشـِيَّةٍ
خَفَّاقَـــةِ الأَغصـــَانِ وَالأَفيَــاءِ
وَنَنَـالُ فِيهَـا مِـن تَأَلُّفِنَـا وَلَو
مَـا فيـه سـُخنَةُ أَعيُـنِ الرُّقَبَاءِ
فِـي حَيـثُ أَتلَعتِ الغُصُونُ سَوالِفاً
قَـــد قُلِّــدَت بِلآلِــئِ الأَنــداءِ
وَبَـدَت ثُغُـورُ اليَاسـَمِينِ فَقَبَّلَـت
عَنِّــي عِــذَارَ الآســَةِ المَيسـَاءِ
وَالـوَردُ فِـي شـَطِّ الخَلِيـجِ كَأَنَّهُ
رَمَـــدٌ أَلَــمَّ بِمُقلَــةٍ زَرقَــاءِ
وَكَـأَنَّ غـضَّ الزهرِ فِي خُضرِ الرُّبَى
زهـرُ النجُـومِ تَلُـوحُ بِالخَضـراءِ
وكأَنَّمَــا جَـاءَ النَّسـِيمُ مُبَشـِّراً
لِلــرَوضِ يُخبِــرُهُ بِطُــولِ بَقَـاءِ
فَكَسـَاهُ خِلعـةَ طِيبَـةٍ ورَمَـى لَـهُ
بِــدَرَاهِمِ الأَزهَــارِ رَمـيَ سـَخَاءِ
وكَأَنَّمَـا احتَقَـر الصَّنِيعَ فَبَادَرَت
بِالعُــذرِ عَنـهُ نَغمَـةُ الوَرقَـاءِ
وَالغُصـنُ يَرقُـصُ فِـي حُلَى أَورَاقِهِ
كَــالخَودِ فِــي مَوشــِيَّةٍ خَضـرَاءِ
وَافتَـرَّ ثَغـرُ الأُقحُـوَانِ بِمَا رَأَى
طَرَبـاً وَقَهقَـهَ مِنـهُ جَـريُ المَاءِ
أَفـدِيهِ مِـن أُنـسٍ تَصـَرَّمَ فانقَضَى
فَكَــأَنَّهُ قَـد كَـانَ فِـي الإغفَـاءِ
لَـم يَبـقَ مِنهُ غَيرُ ذِكرَى أَو مُنىً
وَكِلاهُمَــا ســَببٌ لِطُــولِ عَنَــاءِ
أو رُقعَـةٌ مِـن صـَاحِبٍ هِـيَ تُحفَـةٌ
إِنَّ الرِّقَــاعَ لَتُحفَــةُ النُّبَهـاءِ
كَبِطَاقَـةِ الوَشـقِيِّ إِذ حَيَّـا بهَـا
إِنَّ الكِتَــابَ تَحِيَّــةُ الخُلَطــاءِ
مـا كُنـتُ أَدرِي قَبـلَ فَضِّ خِتَامِهَا
أَنَّ البَطــائِقَ أَكــؤسُ الصـَّهبَاءِ
حَتَّـى ثَنيـتُ مَعَـاطِفِي طَرَبـاً بِهَا
وَجَــرَرتُ أَذيَــالِي مِــنَ الخُيَلاءِ
فَجَعلـتُ ذاك الطِـرسَ كَـأسَ مُدامَةٍ
وجَعَلــتُ مُهــدِيَهُ مِـنَ النُـدَمَاءِ
وعَجِبــتُ مِــن خِـلٍّ يُعَـاطِي خِلَّـهُ
كَأســاً وَرَاءَ البَحـرِ وَالبيـدَاءِ
وَرَأَيـتُ رَونَـقَ خَطِّهَـا فِـي حُسنِهَا
كَالوَشــيِ نَمَّـقَ مِعصـَمَ الحَسـنَاءِ
فَوَحَقِّهَــا مِـن تِسـعِ آيَـاتٍ لَقَـد
جَــاءَت بتَأيِيـدي عَلَـى أَعـدَائِي
فَكَــأَنَّنِي مُوســَى بِهـا وكَأّنَّهـا
تَفسـيرُ مَـا فِـي سـُورَةِ الإِسـرَاءِ
لو جادَ فِكرُ ابنِ الحُسَينِ بِمِثِلهَا
صــَحَّت نُبُــوَّتُهُ لــدَى الشـُّعَرَاءِ
ســَودَاءٌ إِذ أَبصــَرتَهَا لَكِنَّهــا
كَـم تَحتهـا لـكَ مِـن يَـدٍ بَيضَاءِ
ولَقـد رَأيـتُ وَقَد تَأَوَّبَنِي الكَرَى
فِـي حَيـثُ شـَابَت لِمّـةُ الظَلمَـاءِ
أنَّ السـماءَ أَتَـى إِلَـيَّ رَسـُولُهَا
بِهَدِيَّــةٍ ضــَاءَت بِهَــا أَرجَـائِي
بِالفَرقَــدَينِ وَبِالثُّرَيَّـا أُدرِجَـا
فِـي الطَّـيِّ مِـن كَـافُورَةٍ بَيضـَاءِ
فَكَفَـى بِـذاَكَ الطِّـرسِ مِن كَافُورِهِ
وَبِنَظـمِ شـِعركَ مِـن نُجُـومِ سـَمَاءِ
قَسـَماً بِهَـا وَبِنَظمِهَـا وبِنَثرِهَـا
لَقَـدِ انتَحَـت لِي مِلءَ عينِ رَجَائِي
وَعَلِمـتُ أنَّـكَ أَنـتَ فِـي إِبدَاءِهَا
لَفظـــاً وَخَطّــاً مُعجِــزُ النًّبَلاءِ
لا مَـا تَعَـاطَت بَابِـلٌ مِـن سِحرِهَا
لا مَـا ادَّعَـاءُ الوَشـيُ مِن صَنعَاءِ
ولَقَـد رَمَيـتُ لَهَا القِيَادَ وإنَّهَا
لَقَضــِيَّةٌ أَعيَــت عَلَـى البُلَغَـاءِ
وَطلَبـتُ مِـن فِكرِي الجَوَابَ فَعَقَّنِي
وَكَبَـا بِكَـفِّ الـذِّهنِ زَنـدُ ذَكَائِي
فَلِــذَا تَركـتُ عَروضـَهَا وَرَوِيَّهَـا
وَهَجَــرتُ فِيهَــا ســُنَّةَ الأُدَبَـاءِ
وَبعثتهـــا ألفِيَّـــةً هَمزِيَّـــةً
خِــدعاً لِفِكــرٍ جَــامِعٍ إِيبَـائِي
عَلِمت بِقَدرِكَ في المَعارِف فانبَرَت
مـن خَجلَـةٍ تَمشـِي عَلَـى استِحيَاءِ