
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَعَــلَّ رَســُولَ البَـرقِ يَغتَنِـمُ الأَجـرَا
فَيَنثُــرُ عَنِّــي مَــاءَ عَــبرَتِهِ نَـثرا
مُعَامَلــةٌ أَربَــى بِهَــا غَيــرَ مُـذنِبٍ
فَأَقضـِيهِ دَمـعَ العَيـنِ عَـن نُقطَةٍ بَحرَا
لِيَســقِيَ مِــن تُــدمِيرَ قُطـراً مُحَبَّبـاً
يَقِـرُّ بِعَيـنِ القُطـرِ أَن تَشـرَبَ القَطرَا
وَيُقرِضــــُهُ ذَوبَ اللُجيـــنِ وَإِنَّمَـــا
تُــوَفِّيهِ عَينِــي مِـن مَـدَامِعِها تِـبرَا
وَمَــا ذَاكَ تَقصــِيراً بِهَـا غَيـرَ أنَّـهُ
سـَجِيَّةُ مَـاء البَحـرِ أَن يُـذوِيَ الزَّهرَا
خَلِيلَــيَّ قُومَـا فَاحبِسـَا طُـرُقَ الصـَّبَا
مَخَافَــةَ أن يَحمَــى بِزَفرَتِــيَ الحَـرَّا
فــإِنَّ الصــَّبَا رِيــحٌ عَلــيَّ كَرِيمَــةٌ
بآيَـةِ مَـا تَسـرِي مِـنَ الجَنَّـةِ الصُّغرَى
خَلِيلَــيَّ أعنِــي أَرضَ مرســِيَةَ المُنـى
وَلَـولا تَـوَخِّي الصـِّدق سـَمَّيتُها الكُبرَى
مَحَلِّــي بَــل جَــوِّي الَّـذِي عَبقَـت بِـهِ
نَوَاســـِمُ آدَابِـــي مُعَطَّـــرَةً نَشــرَا
وَوَكــرِي الَّــذِي مِنـهُ دَرَجـتُ فَلَيتَنِـي
فُجِعـتُ بِرِيـشِ العَـزمِ كَي أَلزَمَ الوَكرَا
وَمَـا رَوضـَةُ الخَضـرَاءِ قَـد مُثِّلَـت بِهَا
مَجَرَّتُهَـــا نَهــراً وَأَنجُمُهَــا زهــرَا
بِأبهَـــجَ مِنهَـــا وَالخَلِيــجُ مَجَــرَّةٌ
وَقَـد فَضـَحَت أَزهَـارُ سـَاحَتِهَا الزُّهـرَا
وَقَـد أَسـكَرَت أَعطَـافَ أَغصـَانِهَا الصَّبَا
وَمَـا كُنـتُ أَعـدَدتُّ الصَّبَا قَبلَهَا خَمرَا
هُنَالِـكَ بَيـنَ الغُصـنِ وَالقَطـرِ وَالصَّبَا
وَزَهــرِ الرُّبَـى وَلَّـدتُ آدَابِـيَ الغَـرَّا
إِذا نَظَـمَ الغُصـنَ الحَيَـا قَـالَ خَاطِرِي
تَعَلَّـم نِظَـامَ النَّـثرِ مِـن هَهُنَـا شِعرَا
وَإِن نَثَـرَت رِيـحُ الصـَّبَا زَهَـرَ الرُّبَـى
تَعَلَّمــتُ حَــلَّ الشــِّعرِ أَسـبِكُهُ نَـثرَا
فَــوَائِدُ أَســحَارٍ هُنَــاكَ اقتَبَســتُها
وَلَـم أَر رَوضـاً غَيـرَهُ يُقـرئُ السـِّحرَا
كَــأنَّ هزِيــزَ الرِّيــحِ يَمـدَحُ رَوضـَها
فَتَملأُ فَاهَــــا مِـــن أَزَاهِـــرِهِ دُرَّا
أَيَـا زَنَقَـاتِ الحُسـنِ هَـل فِيـكِ نَظـرةٌ
مِـنَ الجُـرُفِ الأَعلَـى إِلى السِّكَّةِ الغَرَّا
فَــأنظُر مِــن هَــذِي لِتِلــكَ كَأَنَّمَــا
أُغَيِّــرُ إِذ غَازَلتُهــا أُختَهَـا الأُخـرَى
هِــيَ الكَـاعِبُ الحَسـنَاءُ تُمِّـمَ حُسـنهَا
وَقَــدَّت لَهَــا أَورَاقُهــا حُلَلاً خُضــرَا
إذا خُطِبَــت أَعطَــت دَرَاهِــمَ زَهرِهَــا
وَمَـا عَـادَةُ الحَسناءِ أَن تَنقُدَ المَهرَا
وَقَــامَت بِعُــرسِ الأُنـسِ قَينَـةُ أَيكِهَـا
أَغَارِيــدُهَا تَسـتَرقِصُ الغُصـُنَ النَضـرَا
فَقُـل فِـي خَلِيـجٍ يُلبِـسُ الحُـوتَ دِرعَـهُ
وَلَكِنَّـــهُ لا يَســـتَطِيعُ بِهَــا نَصــرَا
إِذا مَــا بَــدَا فِيهَـا الهِلالُ رَأيتَـهُ
كَصــَفحَةِ ســَيفٍ رَســمُها قُبعَـةٌ صـَفرَا
وَإِن لاحَ فِيهَــا البَــدرُ شـَبَّهتَ مَتنَـهُ
بِشــَطِّ لُجَيــنٍ ضــَمَّ مِــن ذَهَـبٍ عَشـرَا
وَفِـــي جُرُفَــي رَوضٍ هُنَــاكَ تَجَافَيَــا
بِنَهــرٍ يَــوَدُّ الأُفـقُ لَـو زَارَهُ فَجـرا
كأَنَّهُمَــــا خِلَّا صــــَفَاءٍ تَعَاتَبَــــا
وَقَــد بَكيَـا مِـن رِقَّـةٍ ذَلِـكَ النَّهـرَا
وَكَــم لِــي بِأَبيــاتِ الحَدِيـدِ عَشـِيَّةً
مِـنَ الأُنـسِ مَـا فِيـهِ سـِوَى أَنَّـهُ مَـرَّا
عَشــِيَّاتُ كَــانَ الـدَّهرُ غَضـّا بِحُسـنِهَا
فَـأَجلَت سـِيَاطُ البَـرق أفرَاسـَهَا شقرَا
عَلَيهِــنَّ أُجــرِي خَيـلَ دَمعِـي بِـوَجنَتِي
إِذا رَكِبَـت حُمـراً مَيَادِينَهـا الصـَّفرَا
أَعَهـــدِي بــالغَرسِ المُنَعَّــم دَوحُــهُ
ســَقَتكَ دُمُــوعِي إِنَّهَــا مُزنَـةٌ شـَكرَا
فَكَــم فِيــكَ مِــن يَــومٍ أَغَـرَّ مُحَجَّـلٍ
تَقَضـــَّت أَمــانِيهِ فَخَلَّــدتُها ذِكــرَا
عَلَـى مُـذنِبٍ كَـالبَحرِ مِـن فَـرطِ حُسـنِهِ
تَــوَدُّ الثُّرَيَّـا أَن يَكُـونَ لَهَـا نَحـرَا
سـَقَت أَدمُعِـي والقَطـرُ أَيُّهُمَـا انبَـرَى
نَقَا الرَّملَةِ البَيضَاءِ فَالنَّهرَ فَالجسرَا
وَإِخــوَانِ صــِدقٍ لَــو قَضـَيتُ حُقُـوقَهُم
لَمَـا فَـارَقَت عَينِـي وُجُـوهَهُم الزُّهـرَا
وَلَـو كُنـتُ أقضـِي حَـقَّ نَفسـِي وَلَم أَكُن
لَمَــا بِــتُّ أَسـتَحلِي فِرَاقَهُـمُ المُـرَّا
وَمَـا اختَـرتُ هَـذَا البُعـدَ إِلا ضـَرُورَةً
وَهَـل تَسـتَجِيزُ العَينُ أَن تَفقِدَ الشَّفرَا
قَضـَى اللَّـهُ أن تَنـأى بِيَ الدَّارُ عَنهُمُ
أَرَادَ بِـذَاكَ اللَّـهُ أَن أَعتـبَ الـدَّهرَا
وَوَاللَّـهِ لَـو نِلـتُ المُنَـى مَا حَمِدتُّهَا
وَمَـا عَـادَةُ المَشغُوفِ أَن يَحمَدَ الهَجرَا
أَيَــأنَسُ بِاللــذاتِ قَلــبي وَدُونَهُــم
مَـرَامٍ يُجِـدُّ الرَّكـبُ فِـي طَيِّهَـا شـَهرَا
وَيَصــحَبُ هَــادِي اللَّيــلِ رَاءً وَحَرفَـهُ
وَصــاداً وَنُونــاً قَـد تَقَـوَّسَ وَاصـفَرَّا
فَــدَيتُهُمُ بَــانوا وَضــَنّوا بِكَتبِهِــم
فَلا خَبَــراً مِنهُــمُ لَقِيــتُ وَلا خُــبرَا
وَلَـــولا عَلَـــى هِمَّــاتِهِم لَعَتَبتُهُــم
وَلَكِـن عِـرَابُ الخَيـلِ لا تَحمِـلُ الزَّجرَا
ضـَرَبتُ غُبَـارَ البِيـدِ فِـي مُهرَقِ السُّرَى
بِحَيـثُ جَعَلـتُ اللَّيـلَ فِـي ضـَربِهِ حِبرَا
وَحَقَّقــتُ ذَاكَ الضــَّربَ جَمعــاً وَعِــدَّةً
وَطرحــاً وَتَجمِيلاً فَــأَخرَجَ لِــي صـِفرَا
كــــأَنَّ زَمَـــانِي حَاســـِبٌ مُتَعَســـِّفٌ
يُطَـارِحُنِي كَسـراً وَمَـا يُحسـِنُ الجَـبرَا
فَكَــم عَـارِفٍ بِـي وَهـوَ يَحسـُدُ رُتبتِـي
فَيَمـــدَحُنِي ســِرّاً وَيَشــتمُنِي جَهــرَا
لِــذَلِكَ مَــا أَعطَيــتُ نَفســِيَ حَقَّهَــا
وَقُلـتُ لِسـِربِ الشـِّعرِ لا تَـرُم الـذِّكرَا
فَمَــا بَرِحَــت فِكـرِي عَـذَارَى قَصـَائِدِى
وَمِـن خُلُـقِ العَـذرَاءِ أَن تَألَفَ الخِدرَا
وَلَســـتُ وَإِن طَاشــَت ســِهَامِي بِــآيسٍ
فَـإِنَّ مَـعَ العُسـرِ الَّـذِي يُتَّقَـى يُسـرَا