
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا سـَمَح الزمـانُ بِـهِ كِتابا
دَرَى بِــوُرودِه أُنســِي فآبـا
فَلا أَدري أَكانــا تَحـتَ وَعـدٍ
دَعَـا بِهمـا لبُرئي فاستَجَابا
وَقَـد ظَفِـرَت يَدي بِالغُنمِ مِنهُ
فَلَيـتَ الـدَّهرَ سَنَّى لِي إِيَابا
فَلـو لَـم أَسـتَفِد شَيئاً سِوَاهُ
قَنِعـتُ بِمِثلِـهِ عِلقـاً لُبَابـا
إِذَا أَحـرَزتُ هَذَا فِي اغتِرَابِي
فَـدَعنِي أَقطَعُ العُمرَ اغتِرَابا
رَجَمــتُ بِأُنسـِهِ شـَيطَانَ هَمِّـي
فَهَـل وَجَّهـتَ طِرسـاً أَم شِهَابا
رَشـَفتُ بِـهِ رُضـَابَ الودِّ عَذباً
يُــذَكِّرُنِي شـَمَائِلَكَ العِـذَابا
وَكِـدت أَجُـرُّ أَذيَـالِي نَشـَاطاً
وَلَكِــن خِلـتُ قَـولَهُمُ نِصـَابا
فَضَضــتُ خِتَـامَهُ عِنـدِي كَـأَنِّي
فَتَحــتُ بِفَضـِّهِ لِلـرَّوضِ بَابـا
فَكِـدتُ أَبُثُّـهُ فِـي جَفـنِ عَينِي
لِكَـي أَستَودِعَ الزَّهرَ السَّحابا
وَكُنـتُ أَصـُونُهُ فِي القَلبِ لَكِن
خَشِيتُ عَلَيهِ أَن يَفنَى التِهَابا
وَلَـو أَنَّ الليـالي سـَامَحَتنِي
لَكُنـتُ عَلَـى كِتَابِكُمُ الجَوَابا
فَأُبدِي عِندَكُم فِي الشُّكرِ عُذراً
وَأُجـزِلُ مِـن ثَنَائِكُمُ الثَّوَابا
ولَكِــنَّ اللَّيــالي قَيَّــدتني
وَهَــدَّت عَزمَتِـي إِلا الخِطَابـا
فَمَــا تَلقَـانِيَ الأَحبَـابُ إِلا
سـَلاماً أو مَنَامـاً أَو كِتَابـا
لأَمـر مـا يَقُـصُّ الـدَّهرُ رِيشِي
لأَنَّ السـَّهمَ مَهمَـى رِيـشَ صَابا
وَعَاذِلَـةٍ تَقُـولُ ولَسـتُ أُصـغِي
وَلَـو أَصـغَيتُ لَم أُرجِع جَوَابا
تُخَـوِّفُنِي الـدَّوَاهِي وَهيَ عِندِي
أَقَـلُّ مِنَ ان أَضِيقَ بهَا جَنَابا
إِذَا طَرَقَـت أَعُـدُّ لَهَـا قِرَاهَا
وَقَـاراً وَاصـطِبَاراً وَاحتِسَابا
وَمَـا مِثلِـي يُخَـوَّفُ بِالدَّوَاهِي
عَرِينُ اللَيثِ لا يَخشَى الذُّبَابا
تُعَــاتِبُنِي فَلا يَرتَــدُّ طَرفِـي
وَهَـل تَستَرقِصُ الرِّيحُ الهِضَابا
وَلَـو أَنَّ العِتَـابَ يُفِيدُ شَيئاً
مَلأتُ مَسـَامِعَ الـدُّنيَا عِتَابـا
وقَـد وَصـيَّتُهَا بِالصـّمتِ عَنِّـي
فَمـا صـَمَتَت وَمَا قَالَت صَوَابا
تُعَنِّفُنِــي عَلَــى تَركِـي بِلاداً
عَهِدتُ بِها الغَرَارَةَ والشَّبَابا
تَقُـولُ وَهَـل يُفَـلُّ السَّيفُ إِلا
إِذا مَا فَارَقَ السَّيفُ القِرَابا
وَقُلـتُ وَهَـل يَضـُرُّ السـَّيفَ فَلٌّ
إِذا قَـطَّ الجَمَـاجِمَ والرِّقَابا
بِخَـوضِ الهولِ تُكتَسَبُ المَعَالِي
يَحُـلُّ السَّهلَ مَن رَكِبَ الصِعَابا
فَلَيـثُ الغَـابِ يَفتَرِسُ الأنَاسِي
وَلَيـثُ البَيتِ يَفتَرِسُ الذِئَابا
وَلَو كَانَ انقِضَاضُ الطير سَهلاً
لَكَــانَت كُـلُّ طَـائِرَةٍ عُقَابـا
دَعِينـي والنَّهَـارَ أَسـِيرُ فِيهِ
أَسـِيرَ عَـزَائِمٍ تُفـرِي الصِلابا
أُغَــازِلُ مِـن غَرَابَتِـهِ فَتَـاةً
تَبَيَّـضَ فَودُهَـا هَرَمـاً وَشـَابا
إِذا شــَاءَت مُواصـَلَتِي تَجَلَّـت
وَإِن مَلَّـت تَوَارَت لِي احتِجَابا
وَأسـرِي اللَّيلَ لا أَلوِي عِنَانا
وَلـو نَيلُ الأمَانِي بِمَن أَصَابا
أُطـالِعُ مِـن كَـوَاكِبهِ حَمامـا
وَأَزجُــرُ مِـن دُجُنَّتِـهِ غُرَابـا
وَأَركَـبُ مَتنَهَـا غُـبراً كَبَاعِي
وَخُضـراً مِثـلَ خَاطِرِيَ انسِيَابا
وَآخُـذُ مِـن بَنَـاتِ الدَّهرِ حَقِّي
جِهَـاراً لَسـتُ أَسـتَلِبُ استِلابا
وَلَسـتُ أُذِيلُ بِالمِدَحِ القَوافِى
وَلا أَرضـَى بِخُطَّتِهَـا اكتِسـَابا
أَأَمـدَحُ مَـن بـهِ أَهجُو مَدِيحِي
إِذَا طَيَّبـتُ بِالمِسـكِ الكِلابـا
سـَأَخزنُها عَـنِ الأسـمَاعِ حَتَّـى
أَرُدَّ الصـّمتَ بَينَهُمـا حِجَابـا
فَلَسـتُ بِمَـادِحٍ مَـا عِشـتُ إِلا
سـُيُوفاً أَو جِيَـاداً أَو صِحَابا
أبـا مُوسـَى وَأَي أَخِـي وِدَادي
أُنَـاجِي لَـو سَمِعتُ إِذَا أَجَابا
وَلَكِــن دُونَ ذَلِـكَ مَهمَـهٌ لَـو
جَرَتـهُ الرِّيحُ لَم تَرجُ الإِيَابا
أَخٌ بَــرَّ المَــوَدَّةَ كُــلَّ بَـرٍّ
إِذَا بَــرَّ الأَشـِقَّةُ الانتِسـَابا
بَعَثـتُ إِلَيـكَ مِـن نَظمِـي بِدُرٍّ
شـَقَقتُ عَلَيـهِ مِن فِكرِي عُبَابا
عَدَانِي الدَّهرُ أَن يلقاكَ شَخصي
فأغنَى الشِّعرُ عَن شَخصي وَنَابا