
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَلِ البَـدرَ عَنِّي إِن قَدِمتَ عَلَى البَدرِ
يُخَبِّــركَ أَنِّــي مِثلُــه أبَـداً أَسـرِي
وأَنِّـي أَهفُـو بِالمَطَايَـا عَلَـى الوَجَا
وَأحمِلُهَــا مِــن حَيـثُ أَدرِي وَلا أَدرِي
بِعَــزمٍ يَخَــالُ البَحـر شـَربَةَ مُرتَـوٍ
وَيَحسـَب طُـولَ الأَرضِ فِـي سـَعَةِ الشـِّبرِ
نَــذَرتُ عَلَيــهِ أَن يُبَلِّغَنِــي المُنَـى
فَهَـل إِن بَلَغـتُ النَّجمَ يَكمُلُ فِي نَذرِي
إِذَا الأُفـقُ يَتلُو سُورَة اللَّيلِ بِالفَلا
تَلَـوتُ لَـهُ مِـن صـَارِمِي سـُورَةَ الفَجرِ
وَإِن خَـــانَنِي خِـــلٌّ أَعُــدُّ وَفــاءَهُ
فَســَيفِي وَزِيــرٌ لِـي أَشـُدُّ بِـهِ أَزرِي
ســـَيَدرِي زَمَــانِي أَيَّ عِلــق مَضــِنَّةٍ
أَضـَاعَ وَيُفنِـي السـِّنَّ قَرعاً إِذَا يَدرِي
خَلِيلَــيَّ مَــا لِلـدَّهرِ يَطـوِي مَـآرِبي
أَلا حَكَــمٌ فَصــلٌ يُقيــدُ مِـن الـدَّهرِ
وَمَــا لِعُقَــابِ النَّائِبَــاتِ تَصـِيدُنِي
أَمَـا عَلِمَـت فِي الأَرضِ وَكراً سِوَى وَكرِي
نَعَــم عَلِمَــت وَكــراً سـِوَاهُ وَإِنَّمَـا
صـُرُوفُ اللَّيَـالِي تَسـتَطِيلُ عَلَـى الحُرِّ
خَلِيلَــيَّ قَــد أَفنَيـتُ دَمعِـي صـَبَابَةً
فَمَــن عِنـدَهُ دَمـعٌ أُقيـمُ بِـهِ عُـذرِي
وَهَـا سـِمطُ دَمعِـي مُـذ نَـأَيتُم كَأَنَّمَا
أُعَلِّمُــهُ مِــن بَعـدِكُم صـَنعَةَ النَّـثرِ
فَلَمّــا رَأَوا دَمعِــي تَلاطَــم مَــوجُهُ
دَعَـونِي عَلَـى حُكـمِ البُكَـا بِأَبِي بَحرِ
أَخِلايَ بِالخَضـــرَاءِ دُومُــوا بِنعمَــةٍ
فَوَالعَصـرِ أَنِّـي مُـذ نَـأَيتُم لَفِي خُسرِ
إِذا نَســَمَت رِيــحُ الجَزِيــرَةِ هَيَّجَـت
ذمَــاءَ نُفَيــسٍ لا تَرِيــشُ وَلا تَــبرِي
تَـقِ اللَّـهَ فِيهَـا يَـا نَسـِيمُ فَإِنَّهَـا
إِذَا فُقِدَت ضَاعَ الصِّبَا وَالهَوَى العُذرِي
يقِــرُّ لِعَينَــي بَانَـة السـِّدرِ أَنَّنِـي
أَحِـنُّ عَلَـى عُفـرٍ إِلَـى بَانَـةِ السـِّدرِ
أُغــازِلُ بَـرقَ الغَـربِ حُبّـاً لِعَهـدِكُم
فَمَهمَـا بَـدَا بَـرقٌ أَقُـل كُـن أَبَا ذَرِّ
كَـأَن لَـم نـرد زَهرَ الرِّيَاضِ وَلَم نرِد
مَشـَارِعَ ذَاكَ النَّهـرِ بُـورِكَ مِـن نَهـرِ
وَلَــم نَلتَحِــف ظِــلَّ الأَرَاكَـةِ بُـردَةً
مُنَمَّقَــةَ الأَعطَــافِ بِــالزَّهَرِ النَّضـرِ
وَلــم نَلتَقِــط دُرَّ الحَــديثِ عَشــِيَّةً
بِسـَاحَةِ ذَاكَ القَصـرِ أَفـدِيهِ مِـن قَصرِ
شـــَبَابٌ وَإخـــوَانٌ تَــوَلَّى كِلاهُمَــا
فَلا خَـانَنِي دَمعِـي وَلا جَـدَّ لِـي صـَبرِي
وَكَـم رُمـتُ أَلا يَشـعَبَ الـدَّهرُ شـَملَنَا
وَلَكِـنَّ سـِحرَ الـدَّهرِ أَنفَـذُ مِـن سِحري
ثَلاثَـــةُ إخـــوَانٍ تَـــأَلَّفَ شــَملُهُم
تَـأَلَّفَ شـَملِ الظِّـلِّ وَالمَـاءِ وَالزَّهـرِ
فَأمَّــا أبُــو مُوســَى فَنَـأيُهُ عَـبرَةٌ
وَيَـا لَيتَنِـي أَلفَـاهُ أَعلَى مِنَ العَصرِ
لَــهُ أَدَبٌ ســَمحٌ كَمَــا رَقَّـتِ الصـَّبَا
إِلَــى أَدَبٍ كَســبٍ كَعَهــدِكَ بِالشــِّحرِ
أَقُــولُ خَلِيلِــي وَهــوُ أَعظَـمُ رُتبَـةً
وَلَكِنَّـهُ تَـأتِي الضـَّرُورَاتُ فِـي الشِّعرِ
وَمَـا شـَبَّ عَمرٌو فِي الزَّمَانِ الَّذِي مَضَى
عَـنِ الطَّـوقِ لَكِـن شـَبَّ عَنـهُ أَبُو عَمرِ
وَإِنَّ بَنِـــي حَســُّونَ ســَادَةُ دَهرِهِــم
وَلَكــنَّ هَــذَا فِيهِــمُ بيضـةُ العُقـرِ
وَلا عَجَــبٌ أَن ســَادَهُم وَهــو مِنهُــمُ
فَمِـن جُملَـةِ الأَسـيَافِ صَمصـَامَتا عَمرو
وَبِي مِن نَوَى ابنِ القَاسِمِ النَّدبِ لَوعَةٌ
تعَلّـم قَلبِـي كَيـفَ يَنـزَحُ عَـن صـَدرِي
تَنَــاءى فَمَــا مَـرَّ السـُّلُوُّ بِخَـاطِرِي
وَلا أَشـرَقَت فِـي مُقلَتِـي غُـرَّةُ البَـدرِ
وَتُطرِبُنِــي ذِكــرَاهُ حَتَّـى يَقُـولَ مَـن
يُعَـاينُنِي حُـدُّوا فَلانـاً عَلَـى السـُّكرِ
أَحِبَّتَنَــا قَصــَّرتُ فِــي شـُكرِ مَجـدِكُم
وَلَكِنَّنِــي أَغيَيَــتُ فِيـهِ عَلَـى قَـدرِي
فَـأَنتُم ظُبَـا بَاسـِي وَأَطـوَادُ عِصـمَتِي
وَمُســتَوطِنُو صـَدري وَمُسـتَوجِبُو شـُكرِي
وَدُونَكُمُوهَـــا تُحفَــةً مِــن أَخِيكُــمُ
تَصـُوغُ سـِوَارَ الشـُّكرِ فِـي مِعصَمِ البرِّ
عَسـَى اللَّـهُ يُـدنِينَا عَلَى بُعدِ دَارِنَا
فَقَـد يَلتَقِـي مَـاءُ الغَمَامِ مَعَ الخَمرِ