
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هوَ السَعدُ قَد وافى إِلىَ تونِسَ الخَضرا
وَحَــلَّ ذُراهــا بِالمَســَرَّةِ وَالبُشـرى
فَهَـــزَّت لَـــهُ أَعطافَهــا وَتَزَيَنَّــت
وَعَـمَّ الهَنـا فـي قُطرِها عِندَما أَثرى
جَهِلنــا المُهَنــيّ وَالمُهَنَّـى وَإِنَّمـا
نَـرى الكُـلَّ مِنهُم باسِمَ الثَغرِ مُفتَرا
كَـــأَنَّهُم نَشـــوى وِصـــالِ مُماطِــلٍ
سـَقاهُم عُقَيـب الصـَدِّ مَشـمولَةً بِكـرا
وَلِـم لا وَقَـد نـاطَ المُعَظَّـمُ بابنِهـا
وَبــابنِ أَيــاديهِ وِزارَتَـهُ الكُـبرى
هوَ المُصطَفى بنُ الصادِقِ الوَعدِ وَالَّذي
زَكــا مَحتِـداً ذا عِـزَّةٍ وَسـَما نَجـرا
وَقَلَّـــدَهُ نيشـــانَ بَيتِهِــمُ الَّــذي
بِـهِ صـارَ سـِلماً نالَها وَحَوى الفَخرا
تَخَيَّــــرَهُ المَـــولى هِلالاً فَصـــاغَهُ
وَأَبـدَعَ فيـهِ الصـَنعَ حَتّـى غَدا بَدرا
يُضــيءُ لِمَــن يَســعى لِشــامِخِ عِـزِّهِ
وَيَسـري لِعيـدَيهِ فَسـُبحانَ مَـن أَسـرى
وَلا بِـــــدعَ أَن أَولاهُ خــــالِصَ وِدِّهِ
وَشــَدَّ بِــهِ أَزاراً وَأَشــرَكَهُ أَمــراً
وَأَبــداهُ سـَهماً مِـن كِنـانَتِهِ الَّـتي
بِبـاطِنِ مـا تَحـويهِ دونَ الوَرى أَدرى
وَجَـــرَّدَهُ ســـَيفا صـــَقيلاً وَصــَعدَة
فَغـالَبَ لَمّـا هَـزَّهُ الـبيضَ وَالسـَمرا
وَأَجــراهُ فـي يَـومِ الرِهـانِ مُجَلِّيـاً
فَكــانَ بِـهِ دونَ المُصـَلّي بِـهِ أَحـرى
هـوَ الصـادِقُ الباشـا المُشـيرُ مُحَمَّدٌ
أَعَــزَّ الـوَرى صـيتاً وَأَعلاهُـمُ قَـدرا
وَأَكمَلُهُــم خَلقــاً وَخُلقــاً وَهَيبَــةً
يُقصــر عَنهــا قَيصــَرٌ وَكَـذا كِسـرى
إِذا ظَفِــرَت مِنــهُ العُيــونُ بِنَظـرَةٍ
يُشــيرُ بِهــا لِلـترب يَقلِبُـهُ تِـبرا
وَإِن قــارَعَ الأَضــدادَ طــالِعُ سـَعدِهِ
فَمـا أَكثَـرَ القَتلى وَما أَرخَصَ الأَسرى
أَقــامَ الأَنــامَ فــي أَمـانٍ وَغِبطَـةٍ
فَــذا رافِـعٌ كَفّـاً وَذا سـاجِدٌ شـكرا
وَأَلحَفَهُــم ثَــوبَ الحَنـانِ وَمَـن بِـهِ
تَــرَدّى فَلا يَخشـى المَعَـرَّةَ أَو يَعـرى
أَلا يــا مُجيـر المُلتَجيـنَ وَمَـن لَـهُ
فَخامَــةُ مُلـكٍ يَملأ القَلـبَ وَالصـَدرا
وَمالِــكَ رِقــيِ ســَيِّدي وَابـنَ سـَيدي
وَلَســتُ بِبــاغٍ أَن أُرى بَعــدَهُ حُـرّا
تَهَــنّ أَيــا فَخــرَ المُلـوكِ بِدَولَـةٍ
وَعِــزٍّ وَإِســعادٍ وَأَنــتَ بِــهِ أَحـرى
وَلا بَرِحَـــت أَيّـــامُ دَهــرِكَ كُلهــا
بِآثـــارِكَ الحَســنا مُحَجَّلَــةً غَــرّا
إِلـىَ أَن تَـرى هَـذا الوَزيرَ كَما تَشا
وَلا وَزَرٌ يَخشــــاهُ بَعــــدُ وَلا وِزرا
بِجــاهِ رســولِ اللَــهِ جَــلَّ جَلالُــهُ
وَآلٍ وَصــَحبٍ وَالَّــذين غَــزوا بَـدرا
عَلَيـــهِ صــَلاةٌ مَــع ســَلام يَعُمهــم
وَيُرضـيهِم عَنّـا بِـذي الـدارِ وَالأُخرى
محمد الباجي بن أبي بكر عبد الله بن محمد المسعود البكري التبرسقي التونسي أبو عبد الله.مؤرخ، من كتاب تونس وشيوخها، مولده ووفاته فيها، تقدم لخطة الكتابة على عهد الباي حسين باشا.ثم ارتقى إلى رياسة القسم الثاني من الوزارة الكبرى (حسب اصطلاح أهل تونس). وكان له اشتغال بالأدب والشعر.وله كتاب (الخلاصة النقية في أمراء إفريقية - ط)، و(عقد الفرائد في تذييل الخلافة وفوائد الرائد - ط)، و(ديوان شعر)، و(المنجي من المرض الفرنجي).