
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا أَخـا الأَزدِ مـا حَفِظـتَ الإِخاءَ
لِمُحِــــبٍّ وَلا رَعَيـــتَ الوَفـــاءَ
عَــذَلاً يَــترُكُ الحَنيــنَ أَنينــاً
فــي هَـوىً يَـترُكُ الـدُموعَ دِمـاءَ
لا تَلُمنــي عَلــى البُكـاءِ فَـإِنّي
نِضـوُ شـَجوٍ مـا لُمـتُ فيهِ البُكاءَ
كَيـفَ أَغـدو مِـنَ الصـَبابَةِ خِلـواً
بَعــدَ مــا راحَــتِ الـدِيارُ خَلاءَ
غِــبَّ عَيـشٍ بِهـا غَريـرٍ وَكـانَ ال
عَيــشُ فــي عَهــدِ تُبَّــعٍ أَفيـاءَ
قِــف بِهــا وَقفَــةً تَـرُدُّ عَلَيهـا
أَدمُعــاً رَدَّهــا الجَــوى أَنضـاءَ
إِنَّ لِلبَيـــنِ مِنَّــةً مــا تُــؤَدّى
وَيَـــداً فـــي تُماضــِرٍ بَيضــاءَ
حَجَبوهـــا حَتّــى بَــدَت لِفِــراقٍ
كـــــانَ داءً لِعاشـــــِقٍ وَدَواءَ
أَضــحَكَ البَيـنُ يَـومَ ذاكَ وَأَبكـى
كُـــلَّ ذي صـــَبوَةٍ وَســَرَّ وَســاءَ
فَجَعَلنــا الــوَداعَ فيــهِ سـَلاماً
وَجَعَلنــا الفِــراقَ فيــهِ لِقـاءَ
وَوَشـَت بـي إِلـى الوُشاةِ دُموعُ ال
عَيـــنِ حَتّــى حَســِبتُها أَعــداءَ
قُـل لِـداعي الغَمـامِ لَبَّيكَ وَاِحلُل
عُقَـلَ العيـسِ كَـي تُجيـبَ الـدُعاءَ
عــارِضٌ مِــن أَبـي سـَعيدٍ دَعانـا
بِســـَنا بَرقِــهِ غَــداةَ تَــراءى
كَيـفَ نُثنـي عَلـى اِبنِ يوسُفَ لا كَي
فَ ســَرى مَجــدُهُ فَفــاتَ الثَنـاءَ
جـادَ حَتّـى أَفنـى السـُؤالَ فَلَمّـا
بـادَ مِنّـا السـُؤالُ جـادَ اِبتِداءَ
صــامِتِيٌّ يَمُــدُّ فــي كَـرَمِ الفِـع
لِ يَــداً مِنــهُ تَخلُــفُ الأَنــواءَ
فَهــوَ يُعطـي جَـزلاً وَيُثنـى عَلَيـهِ
ثُــمَّ يُعطـي عَلـى الثَنـاءِ جَـزاءَ
نِعَــمٌ أَعطَــتِ العُفــاةَ رِضــاهُم
مِـــن لُهاهــا وَزادَتِ الشــُعَراءَ
وَكَــذاكَ الســَحابُ لَيـسَ يَعُـمُّ ال
أَرضَ وَبلاً حَتّـــى يَعُــمَّ الســَماءَ
جَـلَّ عَـن مَـذهَبِ المَديـحِ فَقَـد كا
دَ يَكــونُ المَديــحُ فيــهِ هِجـاءَ
وَجَــرى جــودُهُ رَســيلاً لِجـودِ ال
غَيــثِ مِــن غايَـةٍ فَجـاءا سـَواءَ
الهِزَبـرُ الَّـذي إِذا اِلتَفَّـتِ الحَر
بُ بِــهِ صــَرَّفَ الـرَدى كَيـفَ شـاءَ
تَتَــدانى الآجــالُ ضـَرباً وَطَعنـاً
حيــنَ يَــدنو فَيَشــهَدُ الهَيجـاءَ
سـَل بِـهِ إِن جَهِلـتَ قَـولي وَهَل يَج
هَـلُ ذو النـاظِرَينِ هَـذا الضـِياءَ
إِذ مَضـى مُجلِبـاً يُقَعقِـعُ في الدَر
بِ زَئيــراً أَنسـى الكِلابَ العُـواءَ
حيـنَ حاضـَت مِـن خَـوفِهِ رَبَّةُ الرو
مِ صـــَباحاً وَراســـَلَتهُ مَســـاءَ
وَصـُدورُ الجِيـادِ فـي جـانِبِ البَح
رِ فَلَــولا الخَليــجُ جُــزنَ ضـَحاءَ
ثُــمَّ أَلقــى صــَليبَهُ المَلسـَنيو
سُ وَوالـى خَلـفَ النَجـاءِ النَجـاءَ
لَــم تُقَصــِّر عُلاوَةُ الرُمــحِ عَنـهُ
قيــدَ رُمــحٍ وَلَــم تَضـَعهُ خَطـاءَ
أَحسـَنَ اللَـهُ فـي ثَوابِـكَ عَـن ثَغ
رٍ مُضـــاعٍ أَحســَنتَ فيــهِ البَلاءَ
كــانَ مُستَضــعَفاً فَعَــزَّ وَمَحــرو
مــاً فَأَجــدى وَمُظلِمــاً فَأَضــاءَ
لَتَــــوَلَّيتَهُ فَكُنــــتَ لِأَهلــــي
هِ غِنــىً مُقنِعــاً وَعَنهُــم غَنـاءَ
لَـم تَنَـم عَـن دُعائِهِم حينَ نادَوا
وَالقَنـا قَـد أَسـالَ فيهِـم قَنـاءَ
إِذ تَغَــدّى العُلـوجُ مِنهُـم غُـدُوّاً
فَتَعَشــــَّتهُمُ يَــــداكَ عِشــــاءَ
لَــم تُسـِغهُم بَـرودُ جَيحـانَ حَتّـى
قَلَسـوا فـي الرِمـاحِ ذاكَ المـاءَ
وَكَـــأَنَّ النَفيــرَ حَــطَّ عَلَيهِــم
مِنــكَ نَجمــاً أَو صــَخرَةً صــَمّاءَ
لَـم يَكُـن جَمعُهُـم عَلى المَوجِ إِلّا
زَبَــداً طــارَ عَــن قَنـاكَ جُفـاءَ
حيـنَ أَبـدَت إِلَيـكَ خَرشـَنَةُ العُـل
يــا مِــنَ الثَلـجِ هامَـةً شـَمطاءَ
مـا نَهـاكَ الشـِتاءُ عَنها وَفي صَد
رِكَ نــارٌ لِلحِقـدِ تُنهـي الشـِتاءَ
طالَعَتــكَ الأَبنـاءُ مِـن شـُرَفِ الأَب
راجِ زُرقـــاً إِذ تَذبَــحُ الآبــاءَ
بِتَّهـا وَالقُـرانُ يَصـدَعُ فيهـا ال
هَضــبَ حَتّــى كـادَت تَكـونُ حِـراءَ
وَأَقَمــتَ الصــَلاةَ فــي مَعشـَرٍ لا
يَعرِفـــونَ الصـــَلاةَ إِلّا مُكـــاءَ
في نَواحي بُرجانَ إِذ أَنكَروا التَك
بيـــرَ حَتّـــى تَوَهَّمــوهُ غِنــاءَ
حَيـثُ لَـم تـورِدِ السـُيوفَ عَلى خِم
سٍ وَلَــم تُصــدِرِ الرِمــاحَ ظِمـاءَ
يَتَعَثَّــرنَ فـي النُحـورِ وَفـي الأَو
جُــهِ سـُكراً لَمّـا شـَرِبنَ الـدِماءَ
وَأَزَرتَ الخُيـولَ قَـبرَ امـرِئِ القَي
سِ ســِراعاً فَعُــدنَ مِنــهُ بِطــاءَ
وَجَلَبــتَ الحِســانَ حُــوّاً وَحـوراً
آنِســاتٍ حَتّــى أَغَــرتَ النِســاءَ
لَـم تَـدَعكَ المَهـا الَّتي شَغَلَت جَي
شــَكَ بِالســَوقِ أَن تَسـوقَ الشـاءَ
عَلِــمَ الـرومُ أَنَّ غَـزوَكَ مـا كـا
نَ عِقابــاً لَهُــم وَلَكِــن فَنــاءَ
بِســِباءٍ ســَقاهُمُ البَيــنَ صـِرفاً
وَبِقَتــلٍ نَســَوا لَــدَيهِ السـِباءَ
يَــومَ فَرَّقــتَ مِــن كَتــائِبِ آرا
ئِكَ جُنـــداً لا يَأخُـــذونَ عَطــاءَ
بَيــنَ ضـَربٍ يُفلِّـقُ الهـامَ أَنصـا
فـــاً وَطَعـــنٍ يُفَــرِّجُ الغَمّــاءَ
وَبِــوُدِّ العَـدُوِّ لَـو تُضـعِفُ الجَـي
شَ عَلَيهِـــــم وَتَصـــــرِفُ الآراءَ
خَلَــقَ اللَــهُ يــا مُحَمَّــدُ أَخلا
قَــكَ مَجــداً فــي طَيِّــئٍ وَسـَناءَ
فَــإِذا مــا رِيــاحُ جـودِكَ هَبَّـت
صـارَ قَـولُ العُـذّالِ فيهـا هَبـاءَ
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.