
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَعالِمَــةٍ وَقَـد جَهِلَـت دَوائي
بِلا جَهـلٍ وَقَـد عَلِمَـت بِـدائي
يَمـوتُ بِهـا المُتَيَّـمُ كُلَّ يَومٍ
عَلـى فَـوتِ المَواعِدِ وَاللِقاءِ
لَهــا ثَغــرٌ وَمُبتَسـِمٌ وَريـقٌ
يَنــوبُ عَـنِ المُعَتَّقَـةِ الطِلاءِ
وَطَــرفٌ ســاحِرٌ غَنِــجٌ كَحيـلٌ
وَوَجــهٌ لَيـسَ يُنكَـرُ لِلضـِياءِ
فَبوؤسـى لِلكَئيبِ بِها إِذا ما
بَـدَت تَختـالُ في حُسنِ الرُواءِ
كَـأَنَّ لَهـا عَلـى قَلبي رَقيباً
مِـنَ الصـَدِّ المُبَـرِّحِ وَالجَفاءِ
وَلَوعـاتُ الهَـوى هُنَّ اللَواتي
دَعَونَــكَ لِلبُلابِــلِ وَالغِنـاءِ
وَطَيـفٍ طـافَ بـي سَحَراً فَأَذكى
حَـرارَةَ لَوعَـتي وَجَـوى حَشائي
وَفي طَيفِ الخَيالِ شِفا المُعَنّى
وَرِيُّ الصـادِياتِ مِـنَ الظَمـاءِ
وَلَكِنّـــي أَشـــَدُّهُمُ غَرامــاً
وَأَكثَرُهُـــم أَصــانيفَ البَلاءِ
يَقـولُ لِيَ العَذولُ وَلَيسَ يَدري
بِـأَنَّ اللَـومَ مِن شِيَعِ الخَناءِ
أَجِــدَّكَ كَـم تُغَـرِّرُكَ الأَمـاني
وَتَطرَحُـكَ المَطـامِعُ بِـالعَراءِ
وَأَنـتَ مُشـَرِّقٌ فـي غَيـرِ عَـزمٍ
وَأَنــتَ مُغَـرِّبٌ عَـن غَيـرِ راءِ
فَقُلـتُ الـدَهرُ يَطلِبُنـي بِثَأرٍ
وَأَيّــامُ الحَـوادِثِ بِالـدِماءِ
وَمـا لِلحُـرِّ فـي بَلَـدٍ مُقـامٌ
إِذا قـامَ الأَديـبُ مَعَ العَياءِ
وَهَــل جُــرحٌ يُـرَبُّ بِغَيـرِ آسٍ
وَهَـل غَـرسٌ يَطـولُ بِغَيـرِ ماءِ
غَريــتُ بِــأَربَعٍ بيـدٍ وَعَنـسٍ
وَلَيــلٍ دامِــسٍ وَرَحيـلِ نـاءِ
وَلَــولا أَحمَــدٌ وَنَـدى يَـدَيهِ
لَبـاتَ المُعتَفونَ عَلى الطَواءِ
أَبـو بَكـرٍ فَكَـم آسـى جَريحاً
وَكَــم عَــمَّ الأَعِلّا بِالشــِفاءِ
فَـتىً فـي كَفِّـهِ أَبَـداً فُـراتٌ
يَفيضُ عَلى الرِجالِ مَعَ النِساءِ
فَــتىً نـاديهِ مَكرُمَـةٌ وَفَخـرٌ
لِأَربـــابِ المَفــاخِرِ وَالعَلاءِ
رَأى حَـوزَ الثَنـاءِ أَجَلَّ كَسباً
وَحَسـبُ المَـرءِ مَكسَبَةُ الثَناءِ
وَلَـم يَـكُ واعِداً وَعداً كَذوباً
وَلا قُــوَلٌ يَقــولُ بِلا وَفــاءِ
هُـوَ الخِـلُّ الـوَدودُ لِكُـلِّ خِلٍّ
يَـدومُ عَلـى المَـوَدَّةِ وَالإِخاءِ
هُـوَ البَحـرُ الَّـذي حُدِّثتَ عَنهُ
هُوَ الغَيثُ المُغيثُ مِنَ السَماءِ
لَــهُ الأَخلاقُ أَخلاقُ المَعــالي
وَآيــاتُ المُـروءَةِ وَالسـَخاءِ
أَبـا بَكـرٍ بَنَيـتَ بِنـاءَ طَولٍ
مِـنَ الإِحسـانِ لَيسَ مِنَ البِناءِ
فَلا زالَــت نُجومُــكَ طالِعـاتٍ
عَلـى رَغـمِ الحَواسِدِ وَالعِداءِ
فَتَبلُـغُ فيـهِ أَقصـى كُـلِّ حالٍ
تُقَــدِّرُ نَيلَـهُ فـي الإِنتِهـاءِ
وَكَـم عـانَيتُ قَبلَـكَ مِن جَميلٍ
قَبيـحِ الفِعـلِ عِنـدَ الإِجتِداءِ
مَعاشــِرُ مـالَهُم خُلُـقٌ وَلَكِـن
لَهُـم نِعَـمٌ تَـدُلُّ عَلى الرَخاءِ
تَعـودُ وُجـوهُهُم سوداً إِذا ما
نَزَلـتُ بِهِـم لِمَـدحٍ أَو جَـداءِ
فِـداؤُكَ مِنهُـمُ مَـن لَيسَ يَدري
وَيَعلَـمُ كَيـفَ مَدحي مِن هِجائي
فَعِــش بِسـَلامَةٍ وَاِنعَـم هَنيئاً
بِطـولِ العُمـرِ في عِزِّ البَقاءِ
وَلا زالَـت سـِنوكَ عَلَيـكَ تَجري
بِإِنعــامٍ يَتِــمُّ بِلا اِنقِضـاءِ
وَإِنَّ وَســيلَتي وَأَجَــلَّ مَتّــي
إِلَيــكَ بِحَـقِّ أَصـحابِ الإِسـاءِ
وَأَنــتَ فَعـارِفٌ سـَلَفي وَجَـدّي
فَقيـهُ الأَرضِ فـي حَشـدِ المُلاءِ
وَأَعمـامي فَقَـد عُـدُوا قَديماً
مِــنَ العُظَمـاءِ أَهـلِ الإِعتِلاءِ
وُجــودُكَ كُلُّــهُ حَســَنُ وَلَكِـن
أَجَـلُّ الجـودِ حُسـنُ الإِبتِـداءِ
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.