
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَـذَكَّرَ مَحْزُونـاً وَأَنَّـى لَـهُ الذِّكْرى
وَفاضـَتْ بِغُزْرِ الدَّمْعِ مُقْلَتُهُ الْعَبْرى
فُـؤادٌ هُـوَ الْحَـرَّانُ مِنْ لاعِجِ الْجَوَى
إِلــى كَبِــدٍ جَـمٍّ تَبارِيحُهـا حَـرَّى
كَـرىً حـالَ سـَكْبُ الدَّمْعِ دُونَ خِتامِهِ
فَلا دَمْعَــةٌ تَرْقـى وَلا مُقْلَـةٌ تَكْـرَى
وَكُنْــتُ وَكــانَتْ وَالشــَّبابُ عُلالَـةٌ
كَسـَكْرانَ مِنْ خَمْرِ الصَّبابَةِ أَوْ سَكْرَى
أَشـارَتْ بِمِـدْراها فَأَصـْمَتْ وَلَمْ أَكُنْ
أُحـاذِرُ إِصـْماءَ الْإِشـارَةِ بِالْمِـدْرَى
سَرى الطَّيْفُ مِنْ ظَمْيَاءَ وَهْناً فَمَرْحَباً
وَأَهْلاً بِمَسـْرى طَيْـفِ ظَمْياءَ مِنْ مَسْرَى
أَلَـــمَّ بِســـَفْرٍ لاغِــبينَ وَأَيْنُــقٍ
ذَرَعْـنَ بِنـا مِـنْ أَذْرِعاتٍ إِلى بُصْرَى
لَقَـدْ كـانَ فِـي يَـوْمِ الثَنِيَّةِ مَنْظَرٌ
وَمُسـْتَمَعٌ يُنْبِـي عَنِ الْبَطْشَةِ الْكُبْرَى
وَعَطْـفُ أَبِـي الْجَيْـشِ الْجَـوادَ يَكُرُّهُ
مُدافَعَـةً عَـن دَيْـرِ مُـرَّانَ أَوْ مَقْرَى
فَكـائِنْ لَـهُ مِـنْ ضـَرْبَةٍ بَعْـدَ طَعْنَةٍ
وَقَتْلَـى إِلـى جَنْبِ الثَنِيَّةِ أَوْ أَسْرَى
فَــوارِسُ صـَرْعَى مِـنْ تُـؤامٍ وَفـارِدٍ
وَأَرْسـالُ خَيْـلٍ فِـي شَكائِمِها عَقْرَى
رَأَيْــتُ تَفــارِيقَ الْمَحاسـِنِ جُمِّعَـتْ
إِلى مُشْتَرٍ أَهْدَى إِلى الْقَمَرِ الشِّعْرى
مُحَمَّلَـــةً مـــا لَــوْ تَحَمَّــلَ آدَهُ
مِـنَ الصَّفَدِ المَنْقُولِ قَيْصَرُ أَوْ كِسْرَى
مُبارَكَـةً شـَدَّتْ قُـوُى السـِّلْمِ بَعْدَما
تَـوالَتْ خُطُـوبُ الْحَـرْبِ مُقْبِلَةً تَتْرَى
إِذا شــارَفَتْ أَرْضَ الْعِــراقِ فَـإِنَّهُ
سَيُسْنَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنينَ بِها الْبُشْرَى
مَتى نَعْتَرِضْ جَدْوَى أَبِي الْجَيْشِ نَعْتَرِفْ
مَـواهِبَ يُلْحِقْـنَ الْمُقِـلَّ بِمَـنْ أَثْرَى
وَلا نَقْـصَ فِـي الْغَيْـثِ الدِّراكِ يَغُضُّهُ
سـِوى أَنَّـهُ أَزْرَى بِـهِ مِنْهُ ما أَزْرَى
إِذا وَهَـبَ الْأُولى مِنَ النَّيْلِ لَمْ يَدَعْ
مُتابَعَـةَ الْإِفْضـالِ أَوْ يَهَـبَ الْأُخْـرى
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.