
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَادَتْــكَ أنْــدَلُسٌ فَلَــبِّ نِـداءَها
واجْعـل طَـواغيتَ الصـّليبِ فِداءَها
صـَرَختْ بِـدَعوَتك العليّـة فاحْبُهـا
مـن عاطِفاتـك مـا يقـي حوْباءها
واشـدُدْ بِجلبـك جُـرْد خَيلك أزْرَها
تَــرْدُدْ علـى أعْقَابِهـا أرْزَاءهـا
هــيَ دَارُك القُصــوى أوَتْ لإِيالَـةٍ
ضـَمِنْتَ لهـا مـعَ نصـْرِها إيواءَها
وبَهـا عَبيـدُك لا بَقـاءَ لَهُـم سوى
سـُبُل الضـّراعة يَسـْلُكون سـَواءَها
خَلَعَــتْ قُلُــوبُهُمُ هُنـاك عزَاءَهـا
لمّــا رأتْ أبْصـارُهُم مَـا سـاءها
دُفِعـوا لأبكـارِ الخُطـوب وعُونهـا
فَهُـمُ الغَـداةَ يُصـابِرونَ عَنَاءَهـا
وَتَنَكّـرَتْ لَهُـم اللَّيـالي فَاقْتَضـَتْ
ســـَرَّاءَها وَقَضـــَتْهُمُ ضـــَرّاءَها
تِلـك الجَزيـرَةُ لا بقـاء لها إذا
لَـمْ يَضـْمن الفَتْحُ القريب بَقاءَها
رِشْ أيهـا المولى الرّحيمُ جناحَها
واعْقِـدْ بِأرْشـية النّجـاة رِشاءَها
أَشـفى علـى طـرفِ الحياةِ ذَماؤُها
فاسـتبْق للـدّين الحَنيـف ذماءَها
حاشـَاكَ أنْ تَفْنـى حُشاشـتُها وَقـدْ
قَصــَرتْ عليـك نـداءها ورَجَاءَهـا
طَــافَتْ بِطَائفَـة الهُـدى آمالُهَـا
تَرْجـو بِيَحيـى المُرْتَضـى إحْياءَها
واسْتَشـــرفَتْ أمْصــَارُها لإمَــارة
عَقَـدت لنَصـر المُسْتضـام لوَاءَهـا
يــا حَســْرَتِي لِعقــائِلٍ مَعْقولَـةٍ
سـَئم الهُـدى نحْـو الضّلالِ هِداءها
إيــهٍ بَلَنْسـيَةٌ وفـي ذكـراكِ مـا
يمـري الشـؤون دماءَهـا لا ماءَها
كيـف السـّبيلُ إلـى احتِلال معاهدٍ
شــبّ الأعــاجِم دُونهـا هيْجاءهـا
وإلـى رُبـىً وأباطِـحٍ لَـمْ تَعْرَ مِنْ
خلَـعِ الرّبيـع مصـيفَها وشـِتاءَها
طــابَ المُعـرّسُ وَالمَقيـلُ خِلالَهـا
وَتطلّعَــتْ غُـرَر المُنـى أثْناءهـا
بِــأبي مــدارسُ كـالطلول دَوارسٌ
نَسـختْ نـواقيسُ الصـّليب نِـداءَها
ومصــانعٌ كســَف الضـّلالُ صـَباحها
فيخـالُه الـرّائي إليْـه مَسـَاءَها
رَاحَـتْ بهـا الوَرْقاءُ تُسمعُ شدوَها
وغَــدت تُرجِّــعُ نَوْحَهـا وبكاءَهـا
عَجَبــاً لأهْـل النـار حلّـوا جَنّـةً
مِنْهَــا تمُــدُّ عَلَيْهِــم أفْيَاءَهـا
أمْلـتْ لهُـم فتعجّلـوا مـا أمّلوا
أيّـــامُهُم لا ســـُوِّغوا إملاءهــا
بُعْــداً لِنَفْــس أبْصــَرَتْ إسـْلامَهَا
فَتَــوكَّفَتْ عــنْ جزّهــا أســْلاءَها
أمّـا العُلـوجُ فَقَد أحالُوا حالها
فَمَــن المُطيـقُ علاجَهـا وشـِفَاءها
أهْــوى إليْهـا بالمكـاره جـارح
لِلكُفْــر كَــرّه ماءَهـا وهواءَهـا
وكفــى أســى أن الفواجـعَ جمّـة
فَمَــتى يُقـاوم أسـْوُها أسـْوَاءها
هَيهـات فـي نَظَـر الإمـارَة كفُّ ما
تخْشـاه ليْـت الشـُّكرَ كان كِفاءها
مَــولاي هَــاك معــادةً أنْباءَهـا
لِتُنيــلَ منْــك سـعادةً أبْناءَهـا
جَـرِّدْ ظُبـاك لمحـو آثـار العـدى
تَقْتــلْ ضـَراغِمَها وتَسـْبِ ظِباءَهـا
واسـْتدْع طائِفَـة الإمـام لِغَزْوهـا
تَسـْبِق إلـى أمثالِهـا استدْعاءَها
لا غَـرْو أن يُعْـزى الظهـور لملـة
لَـمْ يَبْرحُـوا دُون الوَرى ظُهَراءها
إنّ الأعـــاجِم للأعـــاربِ نُهْبَــة
مَهْمــا أمَـرْتَ بِغَزْوهـا أحْياءهَـا
تــالله لـو دَبّـت لهـا دَبّابُهـا
لَطَــوَتْ عَلَيهـا أرْضـَها وَسـَمَاءَها
وَلــو اسـْتَقَلَّت عَوْفُهـا لقتالهـا
لاســْتَقبلت بالمُقرَبــات عَفَاءَهـا
أرْســِل جَوارِحَهــا تَجئك بصـيدها
صــَيْداً ونـاد لِطَحْنِهـا أرْحَاءَهـا
هُبُّـوا لهـا يا مَعْشَرَ التَّوحِيدِ قَدْ
آن الهُبــوبُ وأحْـرِزوا عَلْياءهـا
إنّ الحَفــائِظَ مـن خلالِكُـمُ الـتي
لا يَرْهَــبُ الــداعي بِهِـنّ خَلاءهـا
هــي نُكتـةُ الـدّنيا فحيهلاً بهـا
تَجـدوا سـناها فـي غـدو سناءها
أوْلـوا الجَزيـرَةَ نُصْرَةً إن العدى
تَبْغِـي علـى أقطارهـا اسـْتيلاءَها
نُقِصـَتْ بِأهـل الشـّرك من أطرافها
فَاسـتحْفِظوا بـالمُؤْمنين بقاءَهـا
حاشــاكُم أنْ تُظْهــروا إلْقاءَهـا
فـي أزْمـةٍ أو تُضـْمروا إقْصـاءَها
خُوضـوا إليهـا بحْرهـا يُصبح لكمْ
رَهـواً وجوبـوا نحوَهـا بيـداءها
وافـى الصـَّريخ مُثوّبـا يدعو لها
مـن يصـْطفي قصـد الثّواب ثواءها
دَارُ الجِهــاد فلا تَفُتْكــمُ سـَاحَةً
ســاوَتْ بهـا أحياؤُهـا شـُهَدَاءها
هَــذي رســائِلُها تُنـاجي بِـالتي
وَقَفَــتْ عَلَيْهَـا رَيْثَهـا ونجَاءَهـا
ولَرُبّمَــا أنْهَــت سـَوالِبَ للنهـى
مــنْ كائِنــات حُمّلــت إنْهاءهـا
وفَـدَت على الدّار العَزيزة تَجْتَني
آلاءَهَـــا أوْ تَجْتَلِـــي آرَاءَهــا
مُسْتَســْقِياتٍ مِــنْ غُيـوث غياثهـا
مــا وَقْعُــه يَتَقَـدّمُ اسْتسـقَاءَها
قَـدْ أمّنَـتْ فـي سـُبْلها أهْوَالَهـا
إذْ ســَوَّغَت فــي ظِلِّهـا أهْواءهـا
وبِحَســْبِهَا أنّ الأميــر المُرْتَضـَى
مُتَرَقِّـــبٌ بِفُتوحهـــا أنْبَاءهــا
فـي اللـه ما يَنويه من إدراكها
بكلاءةٍ يفـــدي أبـــي كلاءهـــا
بُشـــْرى لأَنْــدلُسٍ تُحــبُّ لقَــاءه
ويُحِــبّ فــي ذات الإلَـه لِقاءَهَـا
صــَدَقَ الـرُّواةُ المُخْبِـرونَ بـأنّه
يَشـْفِي ضـَنَاهَا أوْ يُعيـدُ رُوَاءهـا
إنْ دَوَّخَ العُــرْب الصـّعابَ مَقَـادَةً
وأبـى عليهـا أن تُطيـع إبَاءهـا
فكـأن بِفيْلقـه العرمْـرَم فالقـاً
هَــامَ الأعـاجم نَاسـِفاً أرْجَاءَهـا
أنْـذرْهُمُ بِالبَطْشـَة الكُبْـرى فقـدْ
نـذَرت صـَوارمُه الرّقـاقُ دِماءَهـا
لا يَعــدَم الزّمـنُ انتصـارَ مؤيَّـدٍ
تَتَســوَّغُ الــدُّنيا بِــه سـَرّاءَها
ملِــكٌ أمَــدَّ النَيّــرات بِنُــوره
وأفادَهــــــا لألاؤُه لألاءَهـــــا
خَضــَعَتْ جَبَــابِرَة المُلـوكِ لِعـزه
ونَضــَتْ بِكَــفّ صــغارِها خُيَلاءَهـا
أبقــى أبُــو حَفْـصٍ إمَـارَتَه لـه
فَســَمَا إلَيهــا حـامِلاً أعْبَاءهَـا
ســَلْ دَعْـوَةَ المَهْـديّ عـن آثـاره
تُنْبِئْك أنّ ظُبــاه قُمْــنَ إزَاءَهـا
فَغَــزا عِـداها واسـْتَرَقَّ رقَابَهـا
وحمَــى حِمَاهـا واسـتَرَدّ بهَاءَهـا
قبضـت يـداه علـى البسيطة قَبْضَةً
قــادَتْ لــه فـي قـدّه أمراءَهَـا
فعلـى المَشـارق والمغـارب ميسَمٌ
لِهُــداه شــَرّفَ وَســْمُه أسـْماءَها
تَطْمــو بِتُونِســها بِحـارُ جُيوشـه
فيــزورُ زاخـر موْجهـا زَوْرَاءهـا
وَسـع الزمـانَ فضـاقَ عنْـه جَلالـةً
والأرضِ طُــرّا ضــَنكها وفَضــَاءَها
مـا أزْمَـع الإيغـال فـي أكْنَافِها
إلاّ تصـــَيّد عَزْمُـــهُ زُعَمَاءَهـــا
دانَـتْ لـه الـدُّنيا وشـُمُّ مُلوكِها
فاحْتَـلَّ مـنْ رُتَـب العُلـى شمّاءها
رَدّتْ ســـَعَادَتُه علــى أدْراجِهــا
غِيَـل الزّمـان ونَهْنهـت غُلَواءهـا
إن يغْتِـم الـدُّوَلَ العَزيـزَة بأسُه
فَلأنْ يُـــوالي جُــودُه إعطاءَهــا
تَقَــعُ الجَلائلُ وهْــو راسٍ راســخٌ
فيهــا يُوقّــعُ للســعودِ جلاءَهـا
كـالطَّوْد فـي عَصْف الرياح وقَصْفها
لا رَهْوَهــا يَخْشــى ولا هْوجاءهــا
سـامي الـذّوائب فـي أعـزّ ذُؤَابَةٍ
أعْلـت علـى خِيَـمِ النجوم بنَاءها
بَرَكَـــتْ بكُــلّ مَحَلّــةٍ بركــاتُه
شــَفْعاً يُبَـادرُ بـذلُها شـُفعاءها
كـالغَيْث صـَبّ علـى البَسيطة صَوْبَه
فَســَقى عَمائِرَهـا وجَـاد قَواءَهـا
يَنْميـه عَبْـد الواحِـد الأرْضى إلى
عُلْيــا تَجَنّــح بَأسـها وَسـَخَاءَها
فـي نَبْعَـةٍ كَرُمـتْ وطـابَتْ مَغْرِسـاً
وســَمَتْ وطــالتْ نضـْرَةً نُظراءهـا
ظهـرت بِمحتـدها السـّماء وجاوَزَتْ
بِســُرادقاتِ فخارهــا جوْزاءهــا
فئةٌ كــرامٌ لا تكُــفّ عـن الـوغى
حتّــى تُصــرِّعَ حوْلهــا أكفاءهـا
وتَكُـبُّ فـي نار القِرى فوْقَ الذُّرى
مــن عِــزّةٍ لُوّاتِهــا وكُبَاءَهــا
قــد خلقــوا الأيَّـامَ طيـبَ خَلائِق
فَثَنَــتْ إلَيهـمْ حَمْـدها وثَنَاءَهـا
يُنْضـُونَ فـي طَلَـب النّفائِس أنْفُساً
حَبَسـوا علـى إحرَازِهـا أنْضـَاءَها
وَإذا انْتَضَوْا يَوْمَ الكَريهَة بيضَهُمْ
أبْصــَرْت فيهـم قَطْعهـا وَمَضـاءَها
لا عُـذْر عنـد المكرُمـاتِ لهم متى
لــم تَسـْتَبن لعُفـاتِهم عـذْرَاءها
قَـوْمُ الأميـر فمـنْ يقُومُ بِما لهم
مــن صــالِحاتٍ أفحَمـتْ شـُعَرَاءَها
صـَفْحاً جَمِيلاً أَيُّهـا المَلـك الرّضي
عـنْ مُحكمـاتٍ لـم نُطـق إحْصـَاءها
تَقِــفُ القــوافي دُونَهـنّ حَسـيرةً
لا عِيّهـــا تُخْفــي ولا إعْيَاءهــا
فلعــل عَلْيَــاكمْ تُسـامح راجيـاً
إصـــْغاءها ومُـــؤمّلاً إغضــاءَها
محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي أبو عبد الله.من أعيان المؤرخين أديب من أهل بلنسية بالأندلس ومولده بها، رحل عنها لما احتلها الإفرنج، واستقر بتونس.فقربه صاحب تونس السلطان أبو زكريا، وولاه كتابة (علامته) في صدور الرسائل مدة ثم صرفه عنها، وأعاده.ومات أبو زكريا وخلفه ابنه المستنصر فرفع هذا مكانته، ثم علم المستنصر أن ابن الأبار كان يزري عليه في مجالسه، وعزيت إليه أبيات في هجائه.فأمر به فقتل قصعاً بالرماح في تونس.وله شعر رقيق.من كتبه (التكملة لكتاب الصلة -ط) في تراجم علماء الأندلس، و(المعجم -ط) في التراجم، و (الحلة السيراء - ط) في تاريخ آراء المغرب وغيرها الكثير.