
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ظَهيــراك التوكُّــل والمَضـاء
فَعُمْـرُ الكُفْـر آن لـه انْقِضاءُ
يــدُ الإيمَــانِ عَالِيَـةٌ عَليـه
كَمـا يَعْلو على الظُّلَم الضّياءُ
وبيــضُ الهِنْـد ظَـامِئَةٌ إليـهِ
ومِـن دَمِـه يسـوغُ لها ارْتِواءُ
أعُبَّـادَ المَسـيح دنـا رَدَاكُـمْ
وأَخْـرَسَ نَأْمـةَ الجَـرَس النِّداءُ
لِـمَ اسـتعجَلتُمُ حُمْـرَ المنايا
وأنتــم عــن تَقَحُّمِهـا بِطـاءُ
رَحـى الهَيْجـاءِ دائِرةٌ عليكُـم
بمــا يَنْهــدُّ خِيفَتَــه حِـراءُ
هُـو الزّمـنُ الذي كُنْتُمْ وُعِدتم
تجلّـى الحـقّ فـارتفع المراءُ
ومــا لا يُســتطاعُ لـه دفـاع
فليـــسَ وراءَه إلا الفنـــاءُ
رَمـى بِكُـمُ مِـنَ المنْجـاةِ يَأسٌ
ومـا لَكُـمُ بمـا خُنتـمْ رَجـاءُ
تَمـاطيتُم لِقَـاء الأُسـْد غُلْبـاً
وكيـفَ ومَوْعِـدُ البَيْـن اللِّقاءُ
وقُلْتُــمْ نحــن أكْفَـاءٌ وَأنَّـى
تُضــاهي نـارَ أخضـركم ضـُحاءُ
دَعـاوي البَـأْس عـادَتكُم ولكِنْ
بِحيــثُ يُمَــدُّ لِلْمَجْـرى الخَلاءُ
تَعَــالَوْا إنَّهــا أسـدٌ خِمَـاصٌ
بأيْــديها لَكُــمْ أسـلٌ ظِمـاءُ
حصــادُكُمُ علـى الأسـْيافِ دَيْـنٌ
ومِـنْ تلـك الأكـفِّ لَـهُ اقْتضاءُ
ستَصــْدِمكُم وَتصــْمِدُكُم خُيــولٌ
مِـنَ الأسـطُول ضـَمَّرها الجِـراءُ
كأمثــالِ المَــذَاكي سـابحاتٍ
لهـا عَـدْوٌ لِمَـنْ فيـهِ اعتِداءُ
مِـنَ الـدُّهْم السـوابق لا لغوب
يُثَبّـــطُ جَرْيَهُـــنّ ولا عَنــاءُ
صــحاحٌ تُشــْبِهُ الآجَـالَ جَرْيـاً
بِآيــةِ مـا يُجلّلُهـا الهنـاءُ
هِـيَ الغِرْبـانُ تَسـْمِيَةً وَمَعْنـىً
وَلَيْـس لهـا سـِوى مـاء هَـوَاءُ
نَــواعِبُ أوْ نــواعٍ لِلأعــادي
بِمــا عُقْبـاه قَتْـلٌ أو سـِبَاءُ
بَنــاتُ المـاء حاملـة كُمـاة
بِأَهْـلِ النـار سَطْوَتُها العياءُ
يُسـَرُّ بِهـا الهُـدى ويَقَرُّ عَيْناً
وَلكــنّ الضــّلال بِهــا يُسـاءُ
عَلـى سـِير الإمـارَة لم تَرِمْها
لَـدَيْها يَشـْفَعُ البَـأس الحياءُ
أولَئِك زُمْـرَةُ التَّوْحيـد يُنمـى
بهــا نَســَبٌ لطُهْرَتــه نَمـاءُ
خَضـِيب نصـولها يـأبى نُصـولاً
فتِلـك عَبيطَـة فيهـا الـدّماءُ
فِــدَاءٌ للخليفَـة مَـنْ عَلَيْهـا
وقــلّ لَـهُ إذا كَثُـر الفِـداءُ
إمــامٌ نــوّر الـدُنيا هُـداهُ
وَقـد أعْيـا بظُلْمَتِهـا اهتِداءُ
لَه في المَجدِ والعَلْيا انْتِهَاءٌ
ومِنْـهُ فـي انتِهائِهما ابتِداءُ
غِنــىً فــي راحَتَيْـه لِلأمـاني
وللإيمـــانِ مِلْؤهمــا غَنَــاءُ
فلا تجـــزعْ لداهِيَــة بِنَــادٍ
أمـــا نــاديه للجُلّــى جَلاءُ
إذا الأهــوال حَلَّـتْ ثـم جلّـت
فَيَحْيـى المُرْتَضـَى مِنهـا وِقاءُ
هُو الهادي إلَى الخَيْراتِ يُهْدى
لـه المَـدْحُ المُحَبّـر والثّنَاءُ
وهَــلْ تُعْيــي مُعَالجَـةٌ لخطـبٍ
ومــا تُمْضــي إرادَتُـه شـِفاءُ
هَنِيئاً عــامُ إقْبــال جديــدٌ
بِيُمْــنِ طُلــوعِه عَـمّ الهَنـاءُ
وَإعـدادٌ لِغَـزْو الشـّرْك تَزْكـو
بِنِيّتــه المَثُوبَــةُ والجَـزاءُ
جَــوارٍ مُنْشــَآتٌ فــي تَبَــارٍ
إلـى الفَوْزِ العظيمِ بما تَشاءُ
وجُـــرْدٌ مُقْرَبَـــاتٌ أيّــدَتْها
علـى مَنْ غُلْتَ في الأرضِ السماءُ
تــدمّرُهُم رِياحـاً ليـسَ مِنهـا
وَقــد هبّــت بإعصــافٍ رُخـاءُ
كَتــائبُ لا يُحيـطُ بهـا كِتـابٌ
يضـيقُ برَحْبـه عنهـا الفَضـاءُ
إذا نَزَلَــتْ بِسـاحات الأعـادي
صـَباحاً لـم يُلَبّثُهـا الضـُّحاءُ
فَلِلتّثْليـــثِ وهْــنٌ واتّضــاعٌ
وللتّوحيــد أيــد وارتِقــاءُ
محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي أبو عبد الله.من أعيان المؤرخين أديب من أهل بلنسية بالأندلس ومولده بها، رحل عنها لما احتلها الإفرنج، واستقر بتونس.فقربه صاحب تونس السلطان أبو زكريا، وولاه كتابة (علامته) في صدور الرسائل مدة ثم صرفه عنها، وأعاده.ومات أبو زكريا وخلفه ابنه المستنصر فرفع هذا مكانته، ثم علم المستنصر أن ابن الأبار كان يزري عليه في مجالسه، وعزيت إليه أبيات في هجائه.فأمر به فقتل قصعاً بالرماح في تونس.وله شعر رقيق.من كتبه (التكملة لكتاب الصلة -ط) في تراجم علماء الأندلس، و(المعجم -ط) في التراجم، و (الحلة السيراء - ط) في تاريخ آراء المغرب وغيرها الكثير.