
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نُفـوسُ العـالَمينَ لـك الفِداءُ
فكيــف ألَـمّ يُؤْلِمُـك اشـتِكاء
وكيـفَ خَطـا إلـى ناديكَ يُفضي
وبــالخَطّي قـد شـَرِق الفَضـاء
وللجُــرْد المُطَهّمَــة ارْتِكـاضٌ
وللبِيــض المُهَنَّــدَة انْتِضـاء
فِــداؤك حاضــِرٌ مِنهـم وبـادٍ
لأنَّــك مـا بَقِيـتَ لَهُـم وقـاء
دَعَوا لك بالخُلودِ وَقد أجيبوا
ولا رَدٌّ إذا خَلُـــصَ الـــدُّعاء
هُـم اقْتَرحـوا بَقَاءك لِلْمَعالي
لِيَهْنِئَهــم بِــدَوْلَتِك البَقـاء
وأمّـا الـدّين والدُّنيا فَلولا
شـِفاؤك لـم يُتَـحْ لَهمـا شِفاء
فـإن عُـوفِيت عـوفِيت البَرايا
وَقـد نـاجى مَعَالِمَهـا العَفاء
ولــولا أنْ أفقـت لمـا تجلّـت
بــأفْقٍ فــي أشــعتِها ذُكـاء
ولا ضــَحِكتْ بُــروقٌ فـي سـحاب
لَهـا مـن عـارض الشّكْوى بُكاء
نضـا عنـك الضـّنى بُـرْءٌ سعيدٌ
كمَـا رَوّتْ صـَدى الأرْضِ السـّماء
وَجَلّــلَ وَجْهَــكَ الوَضـّاحَ نُـورٌ
إلـى الإصـْباح يُنْميـهِ النّماء
كَـذاك الشـمسُ إن كُسِيتْ شُحوباً
جَلاه النــور عَنهـا والضـياء
حَيـاةُ النّـاسِ في تَخْليدِ يَحْيى
وَهـل فـي أبْلَـجِ الحقّ امْتِراء
إمـامُ هُـدى بِـهِ اتّصَل اعْتِدَالٌ
مِـنَ الأيّـامِ وانْفَصـَلَ اعْتِـدَاء
لِغُرّتِــه النــواظِرُ ســامِيات
كمـا شَاءَ السّنى وشَأى السّنَاء
ومــا سـحّت يَـداهُ نَـداه إلا
تَبَيّـن فـي الحَيا مِنْهُ الحَياء
أمَــوْلايَ أنــادي مِــنْ بَعيـدٍ
ليُظْفرَنــي بإدنـائي النّـداء
ولَـوْ أنّ الهـوى بالقصـدِ وافٍ
لَطـار إليـكَ بـالقلبِ الهواء
وأوشــِك أن لاقِــيَ كـلّ حُسـنى
وإحْســان مـتى سـَنَح اللقـاء
أقِــمْ لِسـَعادةٍ يَهْفـو ويَضـْفو
علَيـكَ علـى الـوَلاء لها لِواء
وَأهـلُ السّهْلِ والجَبل انقياداً
وإذعانــاً عَبيــدٌ أو إمــاء
فلا بــأس وأنــت لنـا غيـاثٌ
ولا يَــأسٌ وأنــتَ لنـا رَجَـاء
ودونَــك مِدْحَـةً أوْجَـزْتُ فيهـا
وكُنـتُ أطِيلُهـا لـولا الجَفـاء
ومـن شـرطِ العيـادات اخْتِصار
وهـذا الأصـْلُ يُطْـردُه الهنـاء
لعَـــلَّ عُلاك تُوســِعُني بحُبّــي
قَبُــولاً إنّــه نِعْــمَ الحِبَـاءُ
محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي أبو عبد الله.من أعيان المؤرخين أديب من أهل بلنسية بالأندلس ومولده بها، رحل عنها لما احتلها الإفرنج، واستقر بتونس.فقربه صاحب تونس السلطان أبو زكريا، وولاه كتابة (علامته) في صدور الرسائل مدة ثم صرفه عنها، وأعاده.ومات أبو زكريا وخلفه ابنه المستنصر فرفع هذا مكانته، ثم علم المستنصر أن ابن الأبار كان يزري عليه في مجالسه، وعزيت إليه أبيات في هجائه.فأمر به فقتل قصعاً بالرماح في تونس.وله شعر رقيق.من كتبه (التكملة لكتاب الصلة -ط) في تراجم علماء الأندلس، و(المعجم -ط) في التراجم، و (الحلة السيراء - ط) في تاريخ آراء المغرب وغيرها الكثير.