
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رُنُــوُّ ذاكَ الغَــزالُ أَو غَيــدُه
مولِـعُ ذي الوَجـدِ بِالَّـذي يَجِـدُه
عِنــدَكَ عَقــلُ المُحِـبِّ إِن فَتَكَـت
بِــهِ عُيــونُ الظِبـاءِ أَو قَـوَدُه
دَمــعٌ إِذا قُلــتُ كَــفَّ هــامِلُهُ
أَجـراهُ هَجـرُ الحَـبيبُ أَو بُعُـدُه
وَلا يُــؤَدّي إِلــى الحِسـانِ هَـوىً
مَــن لا تَــرى أَنَّ غَيَّــهُ رَشــَدُه
أُخَــيَّ إِنَّ الصــِبا اِســتَمَرَّ بِـهِ
ســَيرُ اللَيـالي فَـأَنهَجَت بُـرُدُه
تَصــُدُّ عَنّــي الحَســناءُ مُبعِـدَةً
إِذ أَنـــا لا قُربُــهُ وَلا صــَدَدُه
شــَيبٌ عَلــى المَفرِقَيـنِ بارِضـُهُ
يَكثُرُنـــي أَن أَبينَـــهُ عَــدَدُه
تَطلُــبُ عِنــدي الشـَبابَ ظالِمَـةٌ
بُعَيــدَ خَمســينَ حَيــثُ لا تَجِـدُه
لا عَجَـــبٌ إِن مَلِلـــتِ خُلَّتَنـــا
فَاِفتَقَــدَ الوَصـلِ مِنـكِ مُفتَقِـدُه
مَـن يَتَجـاوَز عَـن مُطاوَلَـةِ العَي
شِ تَقَعقَـــع مِــن مَلَّــةٍ عَمَــدُه
عــادَ بِحُسـنِ الـدُنيا وَبَهجَتِهـا
خَليفَــةُ اللَــهِ مُرتَجــي صـَفَدُه
مُنخَــرِقُ الكَــفِّ بِالعَطـاءِ مَكـي
ثُ الســَطوِ دونَ الجـانينَ مُتَّئِدُه
فَخــمٌ إِذا حَطَّــتِ الوُفـودُ إِلـى
فِنــائِهِ لَــم يَضـِق بِهـا بَلَـدُه
رِدءُ لِأَهــلِ الإِســلامِ أَيـنَ عَنَـوا
مُتَّصـــِلٌ مِــن وَرائِهِــم مَــدَدُه
تَكلَــؤُهُم عَينُــهُ وَتَرجُــفُ مِــن
نَقيصـــَةٍ أَن تَنـــالَهُم كَبِــدُه
كَـــأَنَّهُ والِـــدٌ يَـــرِفُّ بِـــهِ
مُفــرِطُ إِشــفاقِهِ وَهُــم وَلَــدُه
قَــد خَصــَمَ الـدَهرُ مِـن مِقِلِّهِـم
بِــالجودِ وَالــدَهرُ بَيِّـنٌ لِـدَدُه
مُعتَمِـدٌ فيهِـمِ عَلـى اللَـهِ تَنقا
دُ إِلــــى ســـَيبِهِ فَتَعتَمِـــدُه
لا تَقرَبَـــن ســُخطُهُ فَــإِنَّ لَــهُ
مُســتَنقَعاً يَجتَــويهِ مَـن يَـرِدُه
مُظَفَّـرٌ مـا تَكـادُ تَسـري مِنَ الآ
فــــاقِ إِلّا بِمُفــــرِحٍ بُـــرُدُه
أَرســالُ خَيــلٍ إِذا أَطَــلَّ بِهـا
عَلــى أَقاصـي دَهـرٍ دَنـا أَمَـدُه
إِن رُفِعَـــت لِلعِــدى قَســاطِلُها
أَنجَـزَ صـَرفُ الزَمـانِ مـا يَعِـدُه
واقَعــنَ جَمــعَ الشـُراةِ مُحتَفِلاً
بِــالزابِ وَالصـُبحُ سـاطِعٌ وَقَـدُه
غَــداةَ يَــومٍ أَعيـا عَلـى عُصـَبٍ
مِــنَ المُحِلّيــنَ أَن يُكَــرَّ غَـدُه
أَيــنَ نَجَــوا هـارِبينَ عارَضـَهُم
بــاغٍ مِـنَ المَـوتِ مُشـرِفُ رَصـَدُه
بــاتوا وَبــاتَ الخَطِّــيُّ آوِنَـةً
مُنشــَبَةً فــي صــُدورِهِم قِصــَدُه
يَختَلِــطُ الــزابُ فــي دِمـائِهِمِ
حَتّـى غَـدا الـزابُ مُشـرَباً زَبَدُه
أَرضى المَوالي نُصحٌ يَظَلُّ عُبَيدُ ال
لَــهِ يَغلــو فيهِــم وَيَجتَهِــدُه
يَجـري عَلـى مَـذهَبِ الإِمـامِ لَهُـم
وَيَحتَـــذي رَأيَـــهُ فَيَعتَقِـــدُه
وَيَغتَـــدي فــي صــَلاحِ شــَأنِهِمِ
لِســانُهُ المُكتَفــى بِــهِ وَيَـدُه
يَســتَثقِلُ النــائِمونَ مِـن وَسـَنٍ
وَهُــوَ طَويـلٌ فـي شـَأنِهِم سـُهدُه
تَرَفُّقـــاً فـــي اِطِّلابِ مـــالِهِمِ
وَجَمعِـــهِ أَو يَعُمُّهُـــم بَـــدَدُه
تَرَفُّــقَ المَــرءِ فــي ذَخيرَتِــهِ
آذاهُ ضــيقُ الزَمــانِ أَو صـَلَدُه
وَزيـــرُ مُلــكٍ تَمَّــت كِفــايَتُهُ
فَلَــم يَهِــن حَزمُــهُ وَلا جَلَــدُه
مَــــأخوذَةٌ لِلأُمـــورِ أُهبَتُـــهُ
تَســبِقُها قَبــلَ وَقتِهــا عُـدَدُه
لا تَهضــِمُ الــراحُ حَــدَّهُ أُصـُلاً
وَلا تَـــبيتُ الأَوتــارُ تَضــطَهِدُه
لا يَصــِلُ الصــاحِبُ الأَخَــصُّ إِلـى
مَطـــوِيِّ ســـِرٍّ أَجَنَّـــهُ خَلَــدُه
إِن غَلَّــسَ المُــدهِنونَ فـي خَمَـرٍ
أَضـحى عَلـى الحَـقِّ ظـاهِراً جَدَدُه
أَو عالَــجَ الأَمــرَ وَهُـوَ مُمتَنِـعٌ
تَيَســــَّرَت لِاِنحِلالِــــهِ عُقَـــدُه
قَــوَّمَ مَيــلَ الزَمــانِ فَاِطَّـأَدَت
لَنــا أَواخيــهِ وَاِســتَوى أَوَدُه
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.