
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَنْضـَيْتُ خَيْلِـي فِي الهوى وَرِكَابِي
وَعَمَـرْتُ كَـأْسَ صـِباً بِكَـأْسِ نِصـابِ
وَعُنيـتُ مُغْـرىً بالغواني وَالصِّبا
وَاللَّهْـوِ وَاللَـذَّاتُ قَـدْ تُغْرى بي
فِــي غَمـرَةٍ لا تنقضـي نَشـَواتُها
مـن صـَرْفِ كـأْسٍ أَوْ جُفـونِ كَعَـابِ
أَيَّـامَ لا تَرْتَـاعُ مـن صَرْفِ النَّوَى
أَمْنــاً ولا نُصــْغِي لِنَعْـبِ غُـرَابِ
أَيَّـامَ وَجْـهُ الـدهر نحـوي مُشْرِقٌ
وَمحاســِنُ الـدُّنيا بَغَيْـرِ نِقَـابِ
ولقد أَضاءَ الشَّيْبُ لي سنَنَ الهُدَى
فَثَنَـى سـِنِي دَدَنـي عَلَـى الأَعْقَابِ
ورأَيـتُ أَرْدِيَـةَ النُّهَـى منشـورةً
تســعى بِجَــدَّتها إِلَـى أَتْرَابِـي
وَرَأْيـتُ دارَ اللَّهـوِ أَقْوَى ربعُها
وَخَلَــتْ معاهِــدُها مـنَ الأَحبـابِ
وَخَلَـتْ بِـيَ النَّكَبَاتُ ترمِي ناظِري
وخـــواطري بنوافِــذِ النُّشــَابِ
وَلَكَـمْ أَصـابتْنِي الخطـوبُ بِشـَكَّةٍ
تُعْيِـي التجلُّـدَ واحْتَسـَبْتُ مُصابِي
حِفْظـاً لِعلـمٍ حـاز صـَدْرِي حفظـه
أَلَّا أَخِيـــــسَ بحُرْمَــــةِ الآدابِ
حَتَّـى تركـتُ الـدهر وَهْوَ لِمَا بِهِ
صـَبْراً وغـادرني السقامُ لِمَا بي
وصـرفتُ عـن صـرفِ الزمان ملامتي
وَكففـت عـن سـَعْيِ الحسودِ عتابي
علمـاً بـأَن الحِـرْصَ لَيْـسَ بزائدٍ
حَظّــاً وَأَنَّ الــدهرَ غيـرُ مُحَـابِ
هِمـمُ الفـتى نُكْـبٌ تُبَرِّح بالمُنى
أَبــداً إِذَا عَـمَّ القضـاءُ الآبـي
فقطعـتُ يَـا منصـورُ نحوَكَ نَازِعاً
خُــدَعَ المنــى وعلائقَ الأَســبابِ
فرِضــَاكَ تـأْميلي وقربُـكَ هِمَّتِـي
ونــداكَ مَحْيـائِي وحمـدُكَ دَابِـي
وقـد احتلَلْـتُ لـديكَ أَمْنَعَ مَعْقِلٍ
وَحَطَطْــتُ رحلـي فِـي أَعَـزِّ جَنَـابِ
فـي ذِمَّـةِ المَلِـكِ الَّـذِي آمالُنَا
مــن راحَتَيْـهِ تَحْـتَ صـَوْبِ سـحابِ
قَمَــرٌ توسـَّطَ مـن مناسـِبِ يَعْـرُبٍ
قِمَــمَ الســَّنَاءِ وَذِرْوَةَ الأَنْسـابِ
صـَدَقَتْ بِـهِ فِـي اللهِ عزمةُ مُخْلِصٍ
تركَـت ذَمَـاءَ الشـِّرْكِ رَهْـنَ ذَهَابِ
بِكَتَـائِبٍ عَـزَّتْ بِهَـا سـُبُلُ الهُدَى
ومَحَـتْ رُسـُومَ الكفـرِ مَحْـوَ كِتَابِ
غــادَرْنَ أَرْضــَهُمُ كَـأَنَّ فضـاءهَا
أَغــوالُ قَفْــرٍ أَوْ سـُهُوبُ يَبَـابِ
تَحْتَــثُّ ســالِكَها بغيـرِ هدايـةٍ
وتجيــبُ ســائلَها بغَيـرِ جَـوَابِ
يـا أَيُّهَـا المَلِـكُ الَّذِي عَزَمَاتهُ
فِـي الـدِّينِ أَعظَـمُ أَنْعُمِ الوَهَّابِ
وَصـَلَ الإلـهُ لـديكَ عُمْـراً يَقْتَضِي
أَمَــدَ الســنينَ وَمُـدَّةَ الأحقـابِ
ولــك السـرورُ مضـاعِفاً أَيَّـامَهُ
ولَــكَ النعيــمُ مُجـدَّدَ الأَثْـوابِ
وليَهْنِـكَ الأَضـحى الَّـذِي أَضحى بِهِ
صــُنْعُ الإِلــهِ مُفَتَّــحَ الأَبــوابِ
واسـْلَم لِسـِبْطَيْك اللَّـذِينِ تَمَلَّكَا
رِقَّ الســـناءِ تملُّــكَ الأَرْبَــابِ
السـابِقِيْنِ إِلَـى مَقَامَـاتِ العُلاَ
ذا فِي الحروبِ وذاك فِي المِحْرَابِ
الحـاجبُ الأَعلـى الَّـذِي زُهِيتْ بِهِ
رُتَــبُ العُلا ومفــاخرُ الأحســابِ
فَلَكَـمْ تَـدَانَى فِـي مَكَـرٍّ للـوغى
كالشـمس فِي كِسَفِ العَجَاجِ الهابي
وبِـرَأْيِ عَيْنِـي منـه يـومَ قُلُنْيَةٍ
منـــه شــهابٌ خــاطفٌ لشــهابِ
سـيفُ الإلـه وحزبُـهُ المُفْنِـي بِهِ
شــِيَعَ الضــَّلالِ وفِرْقَـةَ الأَحـزابِ
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.