
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مِنَــنٌ بِأَيْســَرِ شـُكْرِهَا أَعْيَيْتَنِـي
فمـتى أَقـومُ بشـكرِ مَـا أَوْليتَنِي
أَعطيتَنِــي ذُخْـرَ الزَّمَـانِ وَإِنَّمَـا
شــرفَ الحيـاةِ وَعِزَّهـا أَعطيتنـي
لَبَيْــكَ شـاكرَ نعمـةٍ أَنـت الَّـذِي
لمــا دعــوتُ غِياثَهــا لَبَّيْتَنِـي
فَقتلْــتَ هَمّــاً ذُقْـتُ حَـدَّ سـيوفِهِ
بسـيوفِ إِنعـامٍ بِهَـا اسـتحيَيتَنِي
وخَطَطْـتَ بـالكَفِّ الكريمـةِ مُلحَقِـي
والفخـرُ فخـري منـك إِذ سـمَّيْتَنِي
حَســْبِي فحيــن ذكرتَنِـي كَرَّمْتَنِـي
وكفـى فحيـن نطقـتَ بـي أَعييتَني
ذكــراك أعظــمُ نِعمـةٍ أَلبسـتني
ورضــاك أعلــى خُطَّــةٍ وَلَّيتَنــي
ففــداؤك الأَملاكُ يــومَ ســمعتَني
لهفـانَ فِـي أَسـرِ الأَسـى ففديتَني
وسـُقيتَ غيـثَ النصر حين بَصُرت بي
ظَمْــآنَ ملتهـبَ الحشـا فسـقيتَني
آواك ظِــلُّ اللــهِ فِــي سـلطانِهِ
ونعِيمِــهِ بجــزاءِ مَــا آويتَنـي
ورَعـى لَـكَ الرحمـن مَا اسْتَرْعاكَهُ
مـن دِينِـهِ أَجْـراً بمـا راعيتَنـي
وشـَفى سـُيُوفَكَ مـن عِدَاكَ وَقَدْ سَطَا
هَــمٌّ أَمــوتُ بِــدَائِهِ فَشــَفَيْتَنِي
وكُفيـتَ مَـا اسْتُكْفيتَ يومَ أَلَمَّ بِي
هَــمٌّ أَنــاخَ بكلكلــي فكفيتَنـي
فكأنما استيقَنْتَ مَا لَكَ فِي الحشا
مــن طاعــةٍ ونصــيحةٍ فجزيتَنـي
وعلمــتَ أَنِّـي فِـي وفـائك سـَابِقٌ
فَســَبَقْتَ بـالنعم الَّتِـي وَفَّيْتَنِـي
فلــوَ اَنَّ آمـالي بقربِـكَ أَسـْعَفَتْ
مَـا قُلـتُ بعـد بلوغها يَا ليتَني
حــتى أُقَبِّــلَ كُلَّمــا قابلتُهــا
كفّــاً بجــودِ عطائهـا أَحْيَيْتَنِـي
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.