
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَئِنْ سـَرَّتِ الـدُّنْيا فـأَنت سـُرُورُهَا
وإِنْ ســَطَعَت نُـوراً فوجْهُـكَ نورُهَـا
سـلامٌ عَلَـى الأَيَّـامِ مَـا شِمْتَ لِلعُلا
أَهِلَّتَهَـــا واســتقبلتْكَ بُــدُورُهَا
وبُـورِكَتِ الأَزْمـانُ مَـا أَشـرَقَتْ لَنَا
بوجْهـــكَ هَيْجَاوَاتُهَــا وقُصــُورُهَا
فَلا أَوْحَشــَتْ مـن عِـزِّ ذكـرِكَ دَولَـةٌ
إِليـكَ انتهـى مأْمُورُهَـا وَأَمِيرُهَـا
فَمــا راقَ إِلّا فـي جبينِـك تاجُهَـا
ولا قَـــرَّ إلا إِذ حــواك ســريرُها
فلا راعهــا خَطْــبٌ وسـيفُكَ أُنْسـُهَا
ولا رامهــا ضــيمٌ وأَنـتَ مُجيرُهَـا
ومَـنْ ذا يُناوِيهَـا وأَنـت أَميرُهـا
ومـن نسْلِكَ الزاكي الكريمِ وزيرُها
فــتىً طـالَعَتْهُ بالسـعود نجومُهـا
وطـارت لَـهُ بـاليُمْنِ فينا طيورُها
أَذَلَّ لَــهُ عَبْــدُ المليـكِ ملوكَهَـا
وَأَنْجَبَــهُ المنصـورُ فَهْـوَ نصـيرُها
بِحَــارٌ أَمَــرَّتْ للأَعــادي طُعومُهـا
كَمَـا طـاب فينـا شـُرْبُهَا وطَهُورُها
وأَربــابُ مُلْــكٍ فِـي رياسـةِ أُمَّـةٍ
لهـم فِـي المعالي عِيرُها ونفيرُها
ومــا يتســاوى موتُهـا وحياتُهـا
ولا يَتَكـــافَى ظِلُّهَـــا وَحَرُورُهَــا
وأَنـت الَّـذِي أَوْرَدْتَ لُونَـةَ قـاهِراً
خيـولاً سـماءُ الأَرْضِ فيهـا نُحُورُهـا
وقـد لاح بالنصـر العزيـز لواؤها
وأَعْلَـنَ بالفتـحِ المـبين بَشـِيرُهَا
وَحلَّـتْ حُلُـولَ اللَّيـلِ فِـي كلِّ بلدةٍ
ســَوَاءٌ بِهَــا إِدْلاجُهــا وَبُكُورُهـا
وقـد فَتَـأَتْ سـُمْرُ القنـا بِدِمائِهَا
وَغَـالَتْ صـُدُورَ الـدارعين صـُدُورُها
صـَلِيتَ وَقَـدْ أَذْكَـى الطِّعَانُ وَقُودَهَا
وَفَــارَ بِنِيـرانِ السـُّيُوفِ سـَعِيرُهَا
وَخَضـْتَ وَقَـدْ أَعْيَـتْ نجـاةُ غَرِيقِهَـا
وهـالَتْ بـأمواجِ المنايـا بُحُورُها
وقد ضربت خدراً عَلَى الشمس وانجلت
بِهَـا عـن شـموس الغانيات خدورُها
عَقَــائِلَ أَبكــاراً غَـدَوْنَ نواكحـاً
وَمَـا أَصـْبَحَتْ إِلّا السـيوفَ مُهُورُهـا
فَلا مُحِيَــتْ أَفْخَاذُهَـا مِـنْ سـِمَاتِكُمْ
ولا عَرِيــت مـن ناصـِرِيكُمْ ظُهُورُهـا
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.