
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـُكْراً لمـن أعطـاك مَـا أعطاكـا
رَبٌّ أَذَلَّ لِمُلْكِـــــكَ الأَملاكـــــا
فَشـَفَى الأَمـانِي مـن يمينكَ مِثلَما
رَوّى ســيوفَكَ مــن دمـاءِ عِـداكا
شــِيَمٌ بِعَـدْلِ اللـهِ فيـك تقسـَّمَتْ
فِــي العَـالَمِينَ معايشـاً وهلاكـا
واللــه أَشـْقَى جَـدَّ مـن عاداكـا
صــُنْعاً وأَســْعَدَ جَـدَّ مَـنْ والاكـا
يـا حَيْـنَ مختـارٍ لسـُخْطِكَ بعـدما
ضـاءَتْ لَـهُ الـدنيا بنجـمِ رِضاكا
جَـــدَّتْ مســاعِيهِ ليَحْفِــرَ هُــوَّةً
فهــوَى إليهـا مـن سـماء عُلاكـا
لَفَحَتْـهُ نـارٌ بـاتَ يقـدحُ زَنْـدَها
فِــي روضــةٍ ممطــورةٍ بِنَــداكا
أَمسـى وأَصـبحَ بَيْـنَ ثَـوْبَيْ غَـدْرَةٍ
سـَلَبَتْهُ مـا ألبسـتَ مـن نُعْماكـا
أَوَ مَـا رأى المُغتَرُّ عُقْبَى مَنْ سَعى
فِـي كُفْـر مَـا أَسـْدَتْ لَـهُ يُمْنَاكا
أَوَ مَا رآك قَد اسْتَعَنْتَ بذي العلا
فأعـــانَ واســْتَكْفَيْتَهُ فكَفاكــا
أَوَ مَــا رأى أَحكــامَهُ وقضــاءَهُ
يَجْــرِي بمَهْلِـكِ مَـنْ يشـُقُّ عَصـاكا
أَوَ مَا رأى إِشراقَ تاجِكَ فِي الورى
والمكْرُمَــاتِ الزُّهْـرَ بعـضَ حُلاكـا
أَوَ مَـا رأى مفتاحَ بابِ اليُمْنِ فِي
يُمْنَــاكَ والميسـورَ فِـي يُسـْراكا
ومـــتى رأى دَاءً جهِلْـــتَ دواءَهُ
أَوْ خطــبَ دهــرٍ قبْلــهُ أَعْياكـا
مَـا كَـانَ أَبْيَـنَ فِـي شواهِدِ عِلْمِهِ
أَنَّ الرياســة لا تُريــدُ ســِوَاكا
حـتى هَـوَتْ قَـدَماهُ فِي ظُلَمِ الرَّدى
لمـا اهْتَـدى فِيهَـا بِغَيْـرِ هُدَاكا
وأراك فِيــهِ اللـهُ مـنْ نِقْمَـاتِهِ
عــاداتِه فِـي حَتْـفِ مَـن عاداكـا
قُــلْ للمُصـَرَّعِ لا لَعـاً مـن صـَرْعَةٍ
وافَيْتَهــا بغيــاً عَلَــى مَوْلاكـا
تبّــاً لســَعيِكَ إِذ تَسـُلُّ مُعانِـداً
لِخِلافِــهِ الســيف الَّــذِي حلّاكــا
وسـقاك كأسـاً للحتـوف وَكَـمْ وَكَمْ
مِـنْ قَبْلِهـا كـأْسَ الحيـاةِ سقاكا
لا تَفْلُــلِ الأَيَّــامُ سـيفاً ماضـياً
فـــضَّ الإِلــهُ بشــفرتيه فاكــا
حَيِيَــتْ لموتــكَ أَنْفُــسٌ مظلومَـةٌ
كــانت منايــاهُنَّ فِــي مَحْياكـا
فـانْهَضْ بخِزْي الدينِ والدنيا بما
قَـدْ قَـدَّمَتْ فِـي المُسـلِمِينَ يَدَاكا
هـذا جـزاءُ الغَـدْرِ لا عَدِمَ الهُدى
مـولىً بسـعيكَ فِـي النفاق جزاكا
يا أَيُّهَا المولى الَّذِي نَصَرَ الهُدى
وحَمــى الثغـورَ وَذَلَّـلَ الإِشـرَاكا
لا يُبْعِـــدِ الرحمـــنُ إِلّا مُهْجَــةً
ضــلَّتْ وَفِـي يـدها سـِرَاجُ هُـدَاكا
تَعْسـاً لِمَـنْ نـاواك بـل ذُلّاً لِمـنْ
ســاماك بَـلْ خِزْيـاً لمـن جـاراك
فـابلُغْ مُنَـاكَ فـإِنَّ غاياتِ المنى
للمســلمين بــأَنْ تنـالَ مُنَاكـا
حـتى تـرى النَّجْلَ المُبارَكَ رافِعاً
عَلَــمَ السـيادة جَاريـاً لمـداكا
ويُريـكَ فِـي شِبْلِ المكارِم والهُدى
والبِـرِّ أَفضـَلَ مَـا أَرَيْـتَ أَباكـا
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.