
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حسـْبِي رِضـاكَ مـن الدهرِ الَّذِي عَتَبا
وجُـودُ كَفَّيْـكَ للحَـظِّ الَّـذِي انْقَلَبـا
يـا مالِكـاً أَصـبحَتْ كَفِّـي وَمَا مَلَكَتْ
ومُهْجَتِــي وحَيـاتِي بَعْـضَ مَـا وَهَبـا
مـا أَقْلَـعَ الغيـثُ إِلّا رَيْثَمـا خَفَقَتْ
مَجَـادِحُ الجـودِ مـن يُمْناكَ فَانْسَكَبا
ولا نَــأَى الســَّعْدُ إِلّا وَهْـوَ تَجـذِبُهُ
شـوافِعُ المجـدِ عـن عَلْيَاكِ فاقْتَرَبا
أَنـتَ ارْتَجَعْـتَ المنـى غُـرّاً مُحَجَّلَـةً
نحـوِي وَقَـدْ أَعجَزَتْنِـي دُهْمُهـا هَرَبا
لَئِنْ دَهَتْنِــي شــَمالاً حَرْجَفـاً عَصـَفَتْ
بمـاءِ وَجْهِـي لقـد أَنشـأْتَها سـُحُبا
لَئِنْ تُنُوســِيَ تحرِيــمُ المُحَـرَّمِ لـي
سـَعْياً لعَجْلانَ مَـا أَمَّنـت لـي رَجَبـا
أَنَّســْتَنِي بِســَنا الإِصـباحِ منبلِجـاً
فِـي حِيـنِ أَوْحَشَنِي البدرُ الَّذِي غَرَبَا
وصـــَبَّحَتْنِي غَــوادٍ منــكَ مُغْدِقَــةٌ
عـن بـارِقٍ لِـيَ فِـي جُنْحِ الظَّلامِ خَبا
لَئِنْ تــوهَّمَهُ الأَعــداءُ لــي نُكَبـاً
أَنْحَــتْ علــيَّ لقـد عُوِّضـْتُها رُتَبـا
لَئِنْ فُجِعْــتُ بِهَــا بيضـاءَ مـن وَرَقٍ
تبــأَى عَلـيَّ لقـد أُخْلِفْتُهـا ذَهَبـا
فَمَـنْ يبـاري جـوادَ الشُّكْرِ فيكَ وَقَدْ
نـاوَلْتَنِي يَـدَكَ العليـاءَ يـومَ كبَا
وكنـتَ ملجـأَهُ فِـي النائِبـاتِ وَقَـدْ
سـالَ الزمـانُ عَلَيْـهِ أَسـهُماً وظُـبى
وذَبَّ عـــدلُكَ دونَ الحــقِّ منتقِمــاً
ورَدَّ نصــرُكَ ظُلْــمَ العِلْـمِ مُحْتَسـِبا
حَتَّـى تلافَيْـتَ فـي ضـَنْكِ المقـامِ لَهُ
حَظّـاً غَـدَا بَيْنَ أَيدي الظُّلْمِ مُنْتَهَبَا
أَبـى لَـكَ اللـهُ إِلّا أَن تفـوزَ بِهَـا
خيـراً ثوابـاً وخيـراً عنـدَهُ عُقُبـا
أَيادِيــاً إِنْ أَكُـنْ مخصـوصَ نُصـْرَتِها
فقــد عَمَمْـتَ بِهِـنَّ العِلْـمَ والأَدَبـا
وأَنْعُمــاً أَكْســَبَتْنِي عــزَّ مَفْخَرِهـا
وغـادَرَتْ كاشـِحِي رَهْنـاً بِمـا كَسـَبا
فـإِنْ يَقَـعْ جُهْـدُ شـكري دونَهُـنَّ فقد
أَوْجَبْـنَ مـن حُسـْنِ ظَنِّي فَوْقَ مَا وَجَبا
مـن بعـدِ مَـا أَضرم الواشُونَ جَاحِمَةً
كَـانَتْ ضـلوعي وأَحشـائِي لَهَـا حَطَبا
ودَسَّســُوا لِـيَ فِـي مَثْنـى حبـائِلِهِمْ
شــنعاءَ بِــتُّ بِهَـا حَـرَّانَ مُكْتَئِبـا
حَتَّـى هُـزِزْتُ فَلا زَنْـدُ القريـضِ كَبَـا
فيمـا لَـدَيَّ ولا سـيفُ البـدِيهِ نَبـا
وأَشـرقتْ شـاهِداتُ الحَـقِّ تَنْشـُرُ لـي
نُـوراً غَـدَتْ فِيهِ أَقوالُ الوُشاةِ هَبا
هيهـاتَ أَعْجَـزَ أَهْـلَ الأَرضِ أن يجِدُوا
لِلـدُّرِّ غَيْـرَ عُبـابِ البحـرِ مُنْتَسـَبا
وحـاشَ لِلْـوَرْدِ أَن يُعـزى إِلَـى رَمَـضٍ
وأَن يكـونَ لَـهُ غيـرُ الربيـعِ أَبـا
لِمَـنْ سـَنا الشـَّمْسِ إِن أَضـْحَتْ مُشكَّلَةً
فِيـهِ لِمَـنْ نَفَحَـاتُ المِسـْكِ إِن كُذِبا
ومَــنْ يُكَــذِّبُ فِــي آثــارِ مَـوْقِعِهِ
مُهَنَّــداً خَــذِماً أَوْ عــامِلاً ذَرِبــا
وكيــفَ يَصـْدُقُني منـكَ الرَّجَـاءُ وَلا
أجْـزِي ثَنـاءَكَ إِلّا المَيْـنَ والكَـذِبا
ودُونَ مَـا أَنـا مـن نُعْمـاكَ مُحتمِـلٌ
مَا أَنْطَقَ الصخر أَوْ مَا أَنْبطَ القُلُبا
حاشـى لقـدرِكَ أَن أُزْجِـي الثَّناءَ لَهُ
دَعْـوىً وأُهْـدِي إِلَيْـهِ الـدُّرَّ مُغْتَصَبا
لكنَّهـــا هِمَــمٌ أَنْشــَأْتَها نِعَمــاً
تَشــاكَها بنفيـسِ القَـدْرِ فاصـْطَحَبا
ولســتُ أَوَّلَ مــن أَعْيَــتْ بــدائِعُهُ
فاسـْتَدْعَتِ القَـوْلَ مِمَّـنْ ظَنَّ أَوْ حَسِبا
إِنَّ امْـرَأَ القَيْـسِ فِـي بَعْـضٍ لَمُتَّهَـمٌ
وَفِـي يَـدَيْهِ لِـوَاءُ الشـِّعْرِ إِنْ رَكِبا
والشــِّعْرُ قَـدْ أَسـَرَ الأَعشـى وقَيَّـدَهُ
خُبْـراً وَقَـدْ قِيـلَ والأَعْشى إِذَا شَرِبا
وكيــفَ أَظْمـا وبحـرِي زَاخِـرٌ فطنـاً
إِلَـى خيـالٍ مـن الضَّحْضـَاحِ قَدْ نَضَبا
فَـإِنْ نأَى الشَّكُّ عنِّي أَوْ فها أَنا ذا
مُهَيَّـــأً لِجَلــيِّ الخُبْــرِ مُرْتَقِبــا
عَبْـدٌ لِنُعمـاكَ فِـي كَفَّيْـهِ نَجْـمُ هُدىً
سـارٍ بِمَـدْحِكَ يَجْلُـو الشـَّكَّ والرِّيَبا
إِن شـِئْتَ أَمْلى بَدِيعَ الشِّعْرِ أَوْ كَتَبا
أَوْ شـئتَ خـاطَبَ بـالمنثورِ أَوْ خَطَبا
كَرَوْضـَةِ الحَـزْنِ أَهْدى الوشْيَ مَنْظَرُها
والمـاءَ والزَّهْـرَ والأَنوارَ والعُشُبا
أَوْ سـابَقَ الخيلَ أَعْطى الحُضْرَ مُتَّئِداً
والشـَّدَّ والكَـرَّ والتَّقْرِيـبَ والخَببَا
ســَبَكْتُهُ عــامِريَّ الســِّنْخِ مُنْقَطِعـاً
إِلَيْــكَ مـن سـائِرِ الآمـالِ مُنْقَضـِبا
فَحَــقَّ للعلـمِ أَن يُزْهـى بِـهِ فَرَحـاً
وحــقَّ للشـعرِ أن يَشـْدُو بِـهِ طَرَبـا
فـأَحْجَمَ الـدهرُ مِنِّـي عـن فَـتى أَدَبٍ
قَـدْ حـالَفَ العِـزَّ والأَملاكَ والعَرَبـا
وبَلَّغَتْــهُ المُنــى مـن حِمْيَـرٍ أَمَلاً
وأَعلَقَتْــهُ العُلا مــن عـامِرٍ سـَبَبَا
فأَضـْحَتِ المُنْيَـةُ الغَـرَّاءُ لـي وَطَناً
وأَضـْحَتِ الـدعوةُ العَلْيـاءُ لي نَسَبا
وذُلِّلَــتْ لــيَ أرضٌ أَيْنَعَــتْ ثَمَــراً
وظلَّلَتْنِـــي ســـماءٌ مُلِّئَتْ شـــُهُبا
وَقَــدْ وَجَــدْتُ عيـاذَ اللـهِ أَمَّنَنـي
فِـي ذِمَّـةِ المَلِـكِ المنصورِ مَا حَزَبا
مـن شـَرِّ تَشـْغِيبِ حُسـَّادِي إِذَا حَسَدُوا
وشــَرِّ غاســِقِ أَيَّــامِي إِذَا وَقَبــا
وفَــلَّ عَنِّــيَ أَحــزابَ العِـدى مَلِـكٌ
مُعَــوَّدٌ أن يَفُــلَّ الجحفـلَ اللجِبـا
ويَتْــركَ المَلِــكَ الجَبَّـارَ مُخْتَلَعـاً
عنــهُ رِداء العُلا والعِــزِّ مُسـْتَلَبا
مُجـــدَّلاً بِجُنُـــوبِ الأَرْضِ مُنْعَفِـــراً
ومُشــْعَراً بِنَجِيــعِ الجَـوْفِ مُخْتَضـَبا
وقـائِدُ الخيـلِ عَـمَّ الجـوَّ عِثْيَرُهـا
ومــادَتِ الأَرْضُ مـن أَهوالِهـا رُعُبـا
وصــفوةُ اللـهِ مِـنْ أَنصـارِ دَعْـوَتِهِ
ومـن تَنْقَّـى لنصـرِ الـدِّينِ وانْتَخَبا
مُـوفٍ عَلَـى الرُّتَبِ القُصْوى مدىً فَمدىً
ووارِثُ المُلْـكِ قحطانـاً أَبـاً فَأَبـا
حَيْـثُ اعْتَـزَى فَخْرُ إِسماعِيلَ فِي سَلَفَيْ
هُــودٍ وحيــثُ تلاقَــتْ خِنْـدِفٌ وسـَبا
مـن كُـلِّ قَـرْمٍ غَـدا بالمجدِ مُشْتَمِلاً
ومُســْتَقِلّاً بتــاجِ المُلْــكِ مُعْتَصـِبا
أَلقَـتْ إِلَـى يـدِهِ الـدُّنيا أَزِمَّتَهـا
فــأَحرزَ الأَرْضَ مُلْكــاً والعُلا حَسـَبا
مُســْتَحْقِرٌ لِعُبَـابِ البَحْـرِ إِنْ وَهَبَـا
ومُســْتَكِنٌّ بِرُكْــنِ الحِلْـمِ إِنْ غَضـِبا
كَــأَنَّهُ والمُنــى تَسـعى إِلَـى يَـدِهِ
صـَبٌّ تَنَسـَّمَ مـن نَحْـوِ الحـبيبِ صـَبا
فَلْيَشـْكُرِ اللـهَ يَـا مَنْصورُ مِنكَ يَداً
كَشـَفْتَ عَنِّـي بِهَـا الأَحـزانَ والكُرَبا
وطالَمَــا لاذَتِ الـدُّنيا بِحِقْـوِكِ مِـنْ
خَطْــبٍ أَلَـمَّ فَكُنْـتَ المَعْقِـلَ الأَشـِبا
وكيـفَ يُخلِـفُ مِنـكَ الظَّـنُّ مَـا رَغِبا
أَوْ يُعْـوِزُ المَجْـدَ فِي كَفَّيْكَ مَا طَلَبَا
وَقَــدْ غَــدَوْتَ لآمـالِ الـوَرى أَمَـداً
وَقَـــدْ غَـــدَوْتَ لأَفلاكِ العُلا قُطُبــا
وأَنْـتَ بَحْـرُ الندى لَمْ يَأْلُ أَنْ عَذُبا
وأَنـتَ حِـزْبُ الهُدى لَمْ يَعْدُ أَنْ غَلَبا
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.