
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلــى أيِّ ذكــرٍ غيــرِ ذكـرِكَ أرتـاحُ
ومــن أيّ بحــرٍ بعــد بحـرِكَ أمتـاحُ
إليـكَ انتهـى الـرِّيُّ الَّـذِي بكَ ينتهي
ولاحَ لــيَ الــرأيُ الَّـذِي بـكَ يَلتَـاحُ
وفـي مـاِئكَ الإغـداقُ والصـَّفوُ والرَّوى
وَفِـي ظلِّـكَ الريحـانُ والـرَّوحُ والرَّاحُ
وكـــلٌّ بأثمـــارِ الحيـــاةِ مُهَــدَّلٌ
وبــالعطفِ مَيَّــاسٌ وبــالعُرفِ مَيَّــاحُ
فأغـــدَقَ للظمـــآنِ مَحْيــاً ومَشــرَبٌ
وأفْصـــَحَ بالضـــَّاحِي غُصــُونٌ وأدواحُ
تُغَنِّــي طيــورُ الأمــنِ فِيهَـا كأنَّمـا
بِعَلْيَــاكَ تشــدو أو بــذكرِكَ ترتـاحُ
فألحانُهـا فِـي سـَمْع مـن أنـتَ حِزْبُـهُ
أغــانٍ وَفِــي أسـماعِ شـانِيكَ أنْـواحُ
وكــم قُـدْتَ للأَعـداءِ مـن حُـزْنِ ليلـةٍ
ضــُحاها لمــن والاكَ غُنْــمٌ وأفــراحُ
ســموتَ لَهَــا باســمٍ وفعــلٍ كِلاهُمـا
بِســَيْفِكَ فِــي الهيجـاءِ أزْهَـرُ وَضـَّاحُ
جِهــادٌ وَفَــتْ آيــاتُ فِعلِــكَ باسـمِهِ
كَمَــا شــَرَحَ المعنـى بيـانٌ وإيضـاحُ
وكــالجَيشِ إذ أعلقْتــهُ مِنــكَ نِسـبَةً
بِعِزَّتهــا تعلُــو الجيــوشُ وتجتــاحُ
أبُــــوَّةُ آبـــاءٍ لأبنـــاءِ مُلْكِـــهِ
مَشـــابِهُ يحـــدوهنَّ صــِدقٌ وإفصــاحُ
فمـــا ظَلَموهــا قــائمينَ بشــِبهِها
إذا غَــوَّروا تحـتَ السـَّنَوَّرِ أو لاحـوا
ســوابِغُ لَــمْ تُخْلِــلْ بِصـِبغِ جُسـومِهم
إذا مَا غَدَوا فِي لبسِ نُعماكَ أو راحوا
ولا أســـهَكَتهُمْ فِــي ســبيلِك لِبســةٌ
بإسـهاكِها طـابوا ومـن رِيحها فاحوا
وكــم مـن فَـتىً أعْـدَيتَهُ منـكَ شـِيمَةً
يَشــُمُّ بِهَــا ريــحَ العُـداةِ فَيَرتـاحُ
ويُزْجِــي مــنَ الخَطِّــي أشـطانَ ماتِـحٍ
إلــى قُلُــبٍ وَســْطَ القلـوبِ فَيَمتَـاحُ
وبَـدْرٍ إذا مَـا غُـمَّ فِـي رَهَـجِ الـوغى
تَجلَّــى بِــهِ قَـرنٌ مـن الشـمس لَمَّـاحُ
وقــرمٍ لِشـَولِ الحـق إن حـالَ وَسـْقُها
تَجلَّلهَـــا منـــه ضـــِرابٌ وإلقــاحُ
جَعلــتَ عَلَيْــهِ البَـرَّ والبحـرَ إسـْوَةً
ففـي الـبرِّ طيَّـارٌ وَفِـي البحـرِ سَبَّاحُ
وأقبَســتَهُ مــن نـورِ هَـديِكَ فاهتَـدى
إلـــى حيــثُ لا يُهــدْى شــِراعٌ وَمَلّاحُ
بفلـــكٍ كــأفلاكِ الســَّماءِ نُجُومُهــا
كَمِــــيٌّ ونَبَّـــالٌ وشـــاكٍ ورَمَّـــاحُ
وغُــرٌّ إلــى الغابــاتِ هِيـمٌ نـوازِعٌ
تهيـم بِهَـا فِـي لُجَّـةِ البحـرِ أشـباحُ
قَرَعــتَ بِهَــا أمــواجَ بَحــرٍ تركتَـهُ
وأمــــواجُهُ تحـــتَ الكلاكِـــلِ أطلاحُ
مفاتيـحُ أقفـالِ الفتـوحِ الَّتِـي نـأَتْ
وأنــتَ بِهَـا فـي طاعَـةِ اللـهِ فتّـاحُ
وصــــابحَةٍ للمســــلمين بغــــارَةٍ
غنـــائمُهُمْ فِيهَــا تَمــورُ وتَنســاحُ
حَكَمــتَ بِــرَدِّ الحــقِ عنهـا فأسـمَحَتْ
ولـولا ظُبَـاكَ الحُمـرُ مَـا كَـانَ إسماحُ
غــداةَ طَمَســتَ الغَــيَّ منهـم بوقعَـةٍ
وَمَــا قَــدرُ مصــباحٍ إذا لاح إصـْباحُ
مــآثِرُ لَــمْ يَعطَـل بِهَـا قَـرنُ ناطِـحٍ
وكيــفَ وقَــرنُ الحــقِّ عَنهُــنَّ نَطَّـاحُ
قـد اكتُتِبَـتْ فِـي اللَّـوحِ فخراً مؤيَّداً
صــُدورُ الـدُّنا منهـا سـطورٌ وألـواحُ
وآمالنـــا فِيهَـــا بضــائِعُ مَتجَــرٍ
ســـجاياكَ أمـــوالٌ لهُــنَّ وأربــاحُ
مســـاعِيَ أبقيــنَ الــدهورَ كأَنَّهــا
جُســـومٌ لَهَــا منــه نفــوسٌ وأرواحُ
محاســِنَ تتلوهــا الليــالي كأنَّهـا
علـــومٌ إليهـــا تَســتَهلُّ وترتــاحُ
فلــو أُعطِيـتْ غِيـدُ الكـواعبِ سـُولَها
لَصــِيغَ لَهَــا منهــا عُقـودٌ وأوْضـاحُ
وبــأسٌ لَـوِ اسـتعطى الكمـاةُ فُضـُولَهُ
لقُــدَّ لهُــم منــه ســيوفٌ وأرمــاحُ
إليهـــا حَــدَتني حادِثــاتٌ كأَنَّهــا
بَـــوارِحُ يَحـــدُوهُنَّ بَــرحٌ وأبــرَاحُ
عَلــى غَــولِ بحـرٍ مـن هُمـومٍ عُبـابُهُ
بِرَحلــي إلــى غَـول المتـالفِ طـوَّاح
إذا رام تغريقـــي فَلُـــجٌّ وغَمـــرةٌ
وإن مُــدَّ فِــي ظِمئي فــآلٌ وضَحضــَاحُ
وحَســبيَ منـه فِـي الهـواجِرِ والسـُّرى
جَنــاحٌ لَــهُ مـن حُسـنِ ظَنِّـي وإنجـاحُ
وشـَأوُ مَـدىً فِـي مـورِدِ النُجـحِ شـارِعٌ
وزنـدُ هـدىً فِـي فحمـةِ الليـلِ قَـدَّاحُ
إذا مَــدَّ إظلامُ الأســى ظُلَــمَ الـدُّجى
تَمَثَّــلَ لــي مـن نـورِ وجهِـكَ مِصـباحُ
وإن أبهَمَــتْ أقفَالَهــا عَنِّــيَ الفَلاَ
تَخَيَّــلَ لــي مــن بِشـرِ بـرِّكَ مِفتـاحُ
فمـا صـَدَّني عـن مُلتَقـى الغِيـلِ ضيغَمٌ
ولا راعَنـي فِـي مَـورِدِ المـاءِ تِمسـاحُ
ولا بَرَّحَتنـــي يَـــا مُوفَّـــقُ نشــوةٌ
ســجاياكَ لــي فِيهَـا كـؤوسٌ وأقـداحُ
فكـــلُّ فــؤادٍ مُخْلِــصٍ فيــكَ مُخلَــصٌ
وكـــلُّ لســـانِ صــادِقٍ لَــكَ مَــدَّاحُ
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.