
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أجِــدَّك مـا يَصـحو الفـؤادُ المعـذَّبُ
علـى النـأي لا ينفـكُ يصـبُو ويطـربُ
وهـل فـاجعٌ بـالبْين والنـأي راجـعٌ
وهـل مغضـبٌ بالصـدق والهجـر معتـبُ
وهــل هـيَ إلا زَفـرة القلـب تغتلـي
بحـر الهَـوى أو عبْـرة العيـن تُسكبُ
أمُغــرىً بــأنواع الهــوى متعلّقـاً
بأســـباب لهـــوٍ قلمَّـــا يتقضــَّبُ
أمـا طرفـك المسـتَطرف الحُـبّ مُقصـرُ
ولا مُســــتقِر قلبُــــكَ المتقلّـــبُ
نصــدَّ وأنــت الوامِـق الصـَّب تـارةً
وتشــكو وأنــتَ المُعــرضُ المتجنِّـبُ
علــى كــل حـالٍ لا إِعـتزاز لعاشـقٍ
يليـــن لأمـــر الحــبّ أو يتصــعَّبُ
وللشـوق سـلطانٌ علـى الصبر والهوى
يجـــدَّ باســرارِ النفــوسِ ويلعــبُ
ألــم ترهــا مفقــودةً شـفَّ قلبهـا
لظــىً بيــنَ أحشـاء الحَشـى يتلهَّـبُ
وأعجلهـا فـرْطُ الهـوى عـن بقائهـا
إلــى ان يــؤوبَ النَّـازحُ المتغـرّبُ
أَبـا العَـرَب السامي لكَ اللهُ محسناً
عـزاءَ ومـا عمَّـا قضـى اللـهُ مهـربُ
ولمَّـا أَتـى الأمـرُ الـذي لـو شَهدتَّه
لظــلّ الأسـى مـن حسـنِ صـبركَ يعجـبُ
جزعنـا ونُبنـا عنـك بالحزنِ والبكا
وفعلُــك فــي أمـرِ المصـيبةِ أعجَـبُ
أبِـنْ لـي ألـم تُنـبئكَ عنهـا بوارحٌ
مـن الطَّيـرِ تنعَى أو من الوحش تندُبُ
وهــل طــافت الأحلام نحــوك ليلــةً
بمـا أحـدثَ المقـدورُ عنـكَ المغيَّـبُ
فلا يؤتمْنــك اللـهُ فـي عـزمِ فرقـةٍ
تَعمـدَّتها إذ كنـتَ فـي الفضـل ترغبُ
عَجِلــتَ بوشــكِ الـبينِ قبـل أوانِـه
فَــوا عَجبــا حــتى كأنــكَ مــذنبُ
وعــدتَ لتعجيــلِ القضــاءِ مُبـادراً
بســيركَ يُفنـي فـي الطريـق وتنصـَبُ
تظنـــك تــدنو مــن حــبيبٍ وداره
وأنــتَ إلـى مسـتأنَفِ البعـدِ تقـربُ
لتنجــحَ مــن وَجْهَـيْ طريقـكَ حـائزاً
ثوابــاً واجــراً عنــد ربـك يُكتـبُ
أتيـتَ علـى الحـج الـذي قـد قضيتَه
وأنــتَ علــى هــذا المُصـابِ مثـوبُ
ومثلـــكَ ميمـــونٌ ســعيدٌ مبــارك
مُلقَــىًّ صــلاحاً حيــثُ تنـوي وتـذهبُ
هنيئاً لــك الأجــرُ الــذي تسـتتمُّه
بعاقبــةِ الصــَّبر الـذي هـو أوجَـبُ
وأهلاً بــك اســنتقذتنا مــن بلابـلٍ
تَعثَّـــرُ فيهـــنَّ القلــوبُ وتُنكــبُ
بـدا عـارضُ الجـود المُلـثُ الذي له
علـى كـل قُطـرٍ مـن حيـا القَطْر صَيّبُ
وأوفَـت سـماء العُـرفِ وامتـدَّ ظِلُّهـا
فلا غيمُهــا خِلْــب ولا الــبرْق خلَّـبُ
فَعالـــكَ محمـــود وخيمــكَ صــالح
وفرعـــكَ ميمـــون وأَصـــلك طيــبُ
إذا عُـــدَّ أخلاقُ الكــرام وفضــلُهم
فــأنت الجــوادُ الأريحــيُّ المهـذَّبُ
وإن ذكـرَ الإِقـدامُ والبأسُ في الوغى
فــأنت الشــُّجاعُ الشــَّمريُّ المجـرَّبُ
وإنْ قيـل مَـنْ خَيـرُ الملـوك فإنمـا
زنـــادكَ أوْرَى أو شـــهابك أثقــبُ
غدا الدهرُ يُبدي حسن سَعيك في الورى
ويُعْــرب أنْ خيــر البريــة يَعْــربُ
قصــدْتَ لحــج الــبيتِ أكْـرمَ وافـدٍ
أُنيــل المنـى فيـه مِنـىً والمحَصـَّبُ
وزرْتَ رســـول اللـــهِ اكــرمَ زائرٍ
زهَــتْ بمســاعيه الجميلــةِ يَــثربُ
وأنـــتَ فشـــرَّفت البلادَ وزنْتَهـــا
وأنــت إلــى كــل القلــوب محبَّـبُ
فلا كـــان للاحـــداثِ نحــو مــذهبُ
ولا فــات عــن أقصـى مَرامِـك مَطلـب
نِعْـمَ الشـَّرابُ المصطفَّى من دَم العنب
ليـس المعـذَّب بالحـامي مـن اللَّهـبِ
وحَبَّــذا المجلــسُ المـأنوسُ يحضـُرهُ
علــى المُدامَـةِ أَهـلُ الحُكـمِ والأدبِ
هنـــاك تســـمعُ ألفاظــاً مهذبــةً
فيهــا بــديعُ معـانٍ ليـس بالكـذبِ
فـإن أحلـى الأغـاني مـا اتـاك بـه
شـعرُ السـتاليِّ مـدحاً في أبي العربِ
يُطـري أبـا العَرب العالي عُلىً وندىً
علـى ملـوك الـورى بالسـَّبْقِ والغَلَبِ
مهـــذب مُزجـــت بــالجودِ شــيمتُه
كمــا مزجـتَ لُجيـنَ الصـِّرف بالـذهبِ
وإِن ســما يعــرُب بــالأزدِ مفتخـراً
يومـاً فمـا شـئتَ مـن مجـدٍ ومن حسبِ
أولئك الســـادة الأملاكُ مــن يمــنٍ
أهــلُ الأســرَّةِ والتيجــان والرُّتـبِ
غُـــرٌّ محاســنُهم ســارت فضــائلهم
بيــن المحافــل بالأشـعارِ والخُطـبِ
لا يقــدر النـاسُ إِلا الاعـترافَ لهـم
بفضـلهم فـي الرضى منهم وفي الغضبِ
وأنــتَ يَعْـربُ فـي عليـا بنـي عُمَـرٍ
إذا نســبناك خيــرُ ابـنٍ لخيـرِ ابِ
بقيـتَ مُعْطـىً مـدى الدنيا عُلىً وغنىً
مُـؤتى الأمـانيِّ فيهـا مُـدرك الطَّلـبِ
أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي.شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم والأدب الكثير. نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الدين ومبادئ العربية، حتى لمع نجمه وشاعت براعته في الشعر وتشوق الناس إلى لقائه.عندها انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال العلم والأدب ولا سيما ( سمد ) التي فتحت أبوابها لطلاب العلم والأدب في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني.يمتاز شعره بالجودة ، والنباغة وقوة الألفاظ والمعاني.( له ديوان - ط )