
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَلَّلانـي علـى اْعتـدال المشـيب
بحـديث الصـَّبِي وذكـرِ الحَـبيبِ
انْ تكلَّفــت غَــضَّ طــرفٍ جمـوح
كيــف أَسـطيع كـفَّ قلـبٍ طَـروبِ
فـي غَرامـي تشـوُّقٌ في التمادي
واعتصــامي بصــبريَ المغلـوبِ
حبَّــذا عهـدنا وجـدُ الغَـواني
واَلمغـاني بين الِّلوي والكثيبِ
وتعلاتُنــــا بعيــــشٍ فَـــتيٍّ
ومَحلاتُنــــا برَبْـــع قَشـــيبِ
حيـثُ طـار الصـّبي بكّـل ظريـف
واســتَّقر الهَــوى لكـلِّ ربيـبِ
مـن ظبـآءِ الخبـآءِ قُـدر فيـه
وَضـَح البـدر واعتـدال القَضيبِ
شــكِلات بعْــنَ فــي كــلِّ فــنٍ
بالتـذاذِ العيـون هَّـم القُلوبِ
مــن جبــاهٍ غُـرٍّ ولُعـس شـفاهٍ
وثنايـــا موشــَّرات الغــروبِ
كـم جنينـاً بهّـن مـن طيب عيشِ
بيـن لَفظ الواشي وعين الرقيبِ
قـد بلونـا الزمان طِفلاً وكهلاً
ومُشــاماً بالــذوق والتجريـبِ
لـم تكـن خفّـة الشـَّبيبة أْحلى
عنـدنا اليوم من وقار المشيبِ
لا يظـنَّ الفتيـان أن يَسـبقوني
بشــبابِ أخــذت منــه نَصـيبي
فــالغَواني صـرمتُها والملاهِـي
قد كَفاني منها اكتسابُ الذّنوبِ
وَجَيــت توبــةُ المُسـيءِ وأَنّـى
لـكِ عـذرٌ يا نفسُ إِنْ لم تتوبِي
أيُّهـا المُتْرَفـون إنّ الليّـالي
زاهيـــاتٌ لكـــلِ لاهٍ لَعـــوبِ
كــلُّ يَــومِ وأن تطــاوَلَ عُمـر
يَتَقَضـــَّى بكّــل حُســْنِ وطيــبِ
فـارْتَعُوا مـا رتَعتُـمُ لا هناكُمْ
رغـدُ العَيـش بَيـن عَـارٍ وحُـوبِ
وَتَرجُّـوا أن تَنـدَموا والمُعافَى
مَــنْ تَلافَـي نَدامـةَ مـن قريـبِ
والمُعَنَّــى فــي غَيّــه مُسـْتَلذٌّ
بغـــرُورِ كلَـــذّةِ المجْـــروبِ
فاسـْتمِدّوا مـن الحَيـاةِ بـزادٍ
وأَعِـــدَو مَضـــاجِعاً للجُنُــوبِ
أَنـا مِمَّـن أهْـدَى الملامَ إِليـهِ
واعظــاتُ التَّرغيـب والتَّرهيـبِ
لَسـْتُ بالمـدَّعىِ وقـاراً وحِلمـاً
وأرانـــي أحـــقَّ بالتــأديبِ
قــد تحَمَّلْـتُ أَو تعّلمـت رشـداً
من أبي القاسم الحليم اللَّبيبِ
مــن علــيً الــذِّي عَلا بثَبـات
وهبـــاتٍ ومَكرُمـــاتٍ ضـــروبِ
أعجبتْنــا جلالــةٌ مــن كريـمٍ
ليــسَ إِعجابهــا لنـا بعجيـبِ
وهـــو أهــل للمكرمــات وربٌ
لمحّـــلِ الفَضــَائِلِ المطلــوبِ
مـن انـاسٍ تَوارثـوا كـلَّ فَضـْلٍ
ونمَــاهم للمجــد كــلُّ نجَيـبِ
عَتَكيُّــون أثَّــر المجـدُ فيهـمْ
بيـتُ عـزّ بيـن الرُبى والدُّروبِ
حُلَمَـآء النُّهـى كـرامُ المسَاعي
وحسـان الوجُـوهِ بيـضُ الجُيُـوبِ
فهـمُ المُفْعمـونَ سـودُ المَقاري
وهـمُ المُطعمـون عـامَ الجـدُوبِ
وإِذا اسـتُمطِروا غيـوثُ الأيادي
وإذا استُنْصـِروا ليـوثُ الحُروبِ
صـُبُرٌ فـي اللّقـآءِ غُلـبٌ شـدادٌ
بيــن مْــردٍ مُجَّربيــن وشــيبِ
ركبـوا الخَيـل مُقْرَبَـاتٍ عتاقاً
تتَبـارى فـي الشـدِ والتَّقريـبِ
مـن بنـاتِ الـوَجيهِ جُـردٌ عتاقٌ
كـــل نَهـــد مُطَهــمٍ ســُرحوبِ
مُجْفَـــر الجنــب لاحــقٌ أيْطَلاهُ
مُشـْرِفُ الحـاركين ضافي السَّبيبِ
وبأيـــديهم الأســـنَّة زُرقــاً
ورقــاق الظُّبـا وصـُمُّ الكُعـوبِ
وهُــمُ ملجــأُ اللّهيـف ومَـأوى
كــلِّ عــانٍ وعصــمةُ المكـروبِ
لِعلـــيَّ يـــدٌ علــت بايــادٍ
مــن جَــوادٍ للمكرمـات سـكوبِ
وَرثـت مـن أبـي المعمّـر طُولاً
وانبســاطاً بفضـل بـاعٍ رَحيـبِ
وفنُــونٌ مــن الصـنَّائع قـامتْ
فـي النـواحي لَه مقامَ الخطيبِ
وهـي تُثنـي علـى عـوائدِ حُسنىَ
وطبــاعٍ محــض ومجــدٍ حســيبِ
أَصـبح المجـدُ والمكـارم قِسْماً
لأبـي القاسـم الجـواد الوَهوبِ
كــلَّ يـوم يـاتي بحُسـنٍ بـديع
مــن ســَجيَّاته وفضــلٍ غريــبِ
وثـــوابٍ للاوليـــآء مصـــيبٍ
وعــذابٍ علــى العِـدَى مصـبوبِ
والعفــاةُ المجــاورونَ لـديه
أبــداً مُنـه فـي زمـانٍ خصـيبِ
بيــن روَضٍ مـن الجمـال أنيـق
تحـتَ غيـث مـن السـَّماحِ سـَكوبِ
أيّهــا السـَّيدُ المشـارُ إليـه
في التماسِ الغِنى ودَفع الخطوبِ
يـا أبـا القاسِم المُقَسّم جَدْوى
راحـتيهِ في النآس قَسْم الوجُوبِ
خَصـَّكَ اللـهُ بالكَمـالِ المـذُكَّى
حيـنَ نقَّـاكَ مـن جميـعِ العيوبِ
فــابْقَ فـي سـُؤدَد وظِـل نعيـمٍ
مُســـتَقيمٍ بــذيلهِ المســْحوبِ
أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي.شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم والأدب الكثير. نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الدين ومبادئ العربية، حتى لمع نجمه وشاعت براعته في الشعر وتشوق الناس إلى لقائه.عندها انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال العلم والأدب ولا سيما ( سمد ) التي فتحت أبوابها لطلاب العلم والأدب في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني.يمتاز شعره بالجودة ، والنباغة وقوة الألفاظ والمعاني.( له ديوان - ط )