
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَجَــرَ الحِسـانَ وهُـنَّ مـن آرابـهِ
وأرق لمَّـــا راقَ كــأس شــَبَابهِ
وعَفى الصبى ورأى النُّهى أزكى له
وقَلى الهوى ورَأى التُّقى أولى بهِ
مـا زالَ بـالقلب الْلجـوجِ يروضُهُ
حتَّـى ارْعَـوَى وأفـاقَ مـن أطلابـهِِ
والقلــبُ لا يُرضـيك فـي إغفـالِه
حتَّــى يكــونَ مُلازمــاً لعتــابهِ
فإذا اجْتهدت على صَواب الرأي في
عمـــلٍ رأيـــت حلاوةً بصـــوابهِ
والحسـنُ فـي الأمـر المزوَّرِ زائلٌ
كالشـيب ينصـلُ بعـد حُسـن خِضابهِ
ولا يُعجبنَّـــك لابـــسٌ لتواضـــعٍ
فعسـى النُّفـاق يكـونُ تحت ثيابهِ
إنَّ السـَّلامة فـي رغيـد العْيش ما
سـَلِم الفـتى مـن إثمـهِ ومَعَـابِهِ
وإذا امـرؤٌ رزقَ الغِنـى في طاعةٍ
للــه فهــو علـى سـبيل ثـوابهِ
مـن لم يكُد النَّفسَ في طلبِ العلى
قاسـى مـن الحرمـان غُصـةَ نـابهِ
إن لـم يكن في العَجْز منهُ قناعةٌ
لقــيَ الأذَى والــحَّ فــي تَطلابـهِ
والمـرء يُكـرَمُ في الرجال بمالهِ
لا علمِـــه فيهـــم ولا آدابـــهِ
وإِذا امـرؤٌ فـي الحق أتعبَ نفسَهُ
فالراحـةُ الكـبرى مَـدى أتعـابهِ
مـن نـاقشَ النَّفـسَ الحسابَ حياته
لـم يخـشَ يـوم البعث طولَ حسابهِ
والعبــدُ لا تحلــو عِبـادَةُ ربّـه
فــي نفســهِ إِلا بخــوفِ عِقــابهِ
يــا صــَاح كـلُّ محصـَّل مـن لـذةٍ
إِتيــــانُه متعلـــقٌ بـــذهابهِ
كيـف اغتُـرارُك بالزّمان وقد تَرى
قُــرب اتّصــال عمــاره بخرابـهِ
والمـرءُ مـا صـحِبَ الزمـانَ فإنهُ
مُتجــرَّع مــن شــُهدهِ أو صــابهِ
والمُنْتهَـى مـن بعد ذين إلى مَدى
يـوم يريـهِ القطْـع مـن أسـبابهِ
يــومَ يريـهِ الخـلَّ مـن أعـدائهِ
لـوْ لـم يسـؤه الفقد من أحبابهِ
لـو كـانَ يعقـلُ من طغى في نعمةٍ
للـــه كــدَّرها حــذارَ عــذابهِ
هَلاَّ تفكــــر مُـــوقنٌ بســـؤآله
يــوم القيامـة كيـف ردُّ جـوابهِ
الحمــد للــه الـذي هـو جاعـلٌ
للضـيق وسـعاً يبْتغـى مـن بـابهِ
يعيــا الفــتى بـذنوبه وكـأنَّهُ
لـم يـأتِ ذنبـاً قـطَّ عنـد متابهِ
يـا حبَّـذا مـن تـاب عنـد وجوده
عمـلَ المعاصـي وهـي مـن آرابـهِ
كمتـاب يعـرب عنـدَ أحسـنِ حـاله
مــن دهــرهِ ويســارهِ وَشــبابهِ
هـذا الطريـقُ المسـتقيمُ وزُيِّنـت
فـي نفسـهِ التَقـوى بحُسـنِ إيابهِ
أنســَت بــهِ ســَمَد ولازم أهلهَـا
فعــلُ الصــَّلاحِ لحّبــهِ ومَهــابهِ
بلـدٌ يكـونُ الـدينُ فـي أشـرافه
فــالخيرُ عنــد مُجّنِــبٍ لجنـابهِ
سـامى أبو العرب الكَواكبَ نافذاً
فــي كــل خطـبٍ رائضـاً لصـِعابهِ
المجـدُ يُعـربُ عـن معـاني يعـرُبٍ
فـي الحاضـرينَ بـهِ وفـي أغيابهِ
مُتوشـِح ثـوبَ الجمـال إذا اْحتبى
بهـر الملا فـي الحفـل المُتشابهِ
مـعَ علمِهـم أنَّ الرَّزانـةَ والتُقى
والجـودَ والمعـروفَ حشـوُ إهـابهِ
رُزق الجمـالَ فَلـو تطـاول مُعجباً
لـم تعجـب الأقـوامُ مـن إعجـابهِ
لكنــذَه رُزق التواضــُعَ والنهـى
والنســّكَ والأخلاصَ فــي محرابــهِ
وإذا أردتَ العلــمَ منــه فـإنَّه
مــن أهــل موضــِعه ومـن طلاَّبـهِ
طَــوراً نــراهُ مُــذكراً لجليسـه
حِكــمَ الملــوكِ وتـارةً لكتـابهِ
أهـلُ الحجـى والـدّينِ من قُرنائهٍ
وأولـو النُّهـي والحقّ من أصحابهِ
وإذا المؤمِّــــل زارَه لمُهمَّـــة
لــم يلقــهُ مُتواريــاً بحجـابه
وإِلى العتيك أبو المعالي ينتمي
وإلــى ذرى قحطـان مـن أسـبابه
وإِذا تفــاخرت الملــوكُ فــإِنَّهُ
يعُلـو ويسـمو فـي عَزيـزِ نصـابهِ
بــالأزْدِ أنصـارِ النَّـبي تفقَّهـوا
فـي دينـه وهُـدوا بنـورِ شـهابهٍ
بَــذلوا لـه أمـوالهَم ونفوسـَهم
حتَّـى اسـْتقرَّ الحـقَّ فـي أ ربابهِ
فهُـم الـرؤوس لـدى زمـانهم إِذا
عُـدُّوا وبـاقي النـاس من أذنابه
يا يعربُ ابنَ أبي المعمَّر يا أبا
العَـرب المُنيـف على عُلى أترابهِ
مـا أنـتَ إلا البـدُر عنـد تمامهِ
والبحــرُ يزخـرُ طاميـاً بعُبـابهِ
واللَّيـثُ يـزأر فـي عرينـةِ غابهِ
والغيـثُ يحـري مـن متـون سحابهِ
فبقيـتَ محروسـاً وعشـتَ مسلمَّاً بهِ
فـي الـدّهر مُغْتَبطـاً مدى أحقابهِ
والعيـد عـاد عليـكَ مسـرورَاً بهِ
فــي حُسـنِ حلْيتـهِ وفـي تَطيـابهِ
وإِليكهــا عــذراءً ذات بــدآئعٍ
كالــدُّرِ منظومــاً بِجيـد كعـابهِ
أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي.شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم والأدب الكثير. نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الدين ومبادئ العربية، حتى لمع نجمه وشاعت براعته في الشعر وتشوق الناس إلى لقائه.عندها انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال العلم والأدب ولا سيما ( سمد ) التي فتحت أبوابها لطلاب العلم والأدب في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني.يمتاز شعره بالجودة ، والنباغة وقوة الألفاظ والمعاني.( له ديوان - ط )