
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الـم تعلـم بمـن تقـع الخُطـوب
وهـل تـدري النَّـوآئبُ مـن تنوب
بَلــى وكأنَّمــا الأَحْـداث تَغْشـىَ
أجلَتنـــا وافضـــَلَنا تصـــيبُ
خطـوبٌ فـي الضـّعِاف أشـدُّ نكـراً
وفــي الأشــرف موقعُهــا غَريـبُ
وفقْــدان العزيــز أعَـزَّ خطبـا
وَفــوتُ المُعْجبـات هـو العجيـبُ
تَعاظمْنـا المشـيَبَ ومُـذْ كبرنـا
وَددْنـا أن يـدومَ لنـا المَشـيبُ
وفارقنــا الأحبَّــة فاعْترفْنــا
يَــروحُ المـرءُ ليـس لـهُ حـبيبُ
وَعاينَّــا الخُطـوبَ كمـا سـمَعنا
فلا شــــكٌ ولا ظــــن كَــــذوبُ
ونحــنُ نُســرّ بالــدَّنيا كأنّـا
أمنَّــا مـا تُسـِرُّ لنـا الغُيـوبُ
عزيــزُ النَّـاسِ أكـبرهُم نَعيمـاً
واشقَى النَّاس في الدنيا اللَّبيبُ
مَراقبــةُ العُقــولِ نُهـىً وحلـمٌ
ويَصـفو الوصـلُ ماغَفَـل الرَّقيـبُ
وعيـــشٌ مُنْتهـــاهُ إلــى زوالٍ
وغـــايتُه الأذَى فَمَتَــى يطيــبُ
تَسـير بنـا إلـى الأجل اللَّيالي
ونحــن بنـا السـّآمة واللغـوبُ
وهـا أَنا في المُنى أجْري وادري
بـــأن الــدَّهرَ جَيّــآءٌ ذَهــوبُ
وفـي الأوقـات لـيَ مُلتـاث لهـوٍ
كــأنيَّ فــي تناولهــا مُريــبُ
ومــن يَتوقَّــعِ الحـدثانَ يـأمَنْ
رَوائعَ حيــنَ يفْجَــوءُه الوثُـوبُ
إِذا صــادفتَ احســانَ الليَّـالي
فهلاَّ تنتَهـــي ولهـــا ذنـــوبُ
وإن أبَـدَتْ لـكَ الـدَّنيا كَمـالاً
فســَوفَ يكــون عُقبـاهُ العُيـوبُ
الــم تـرَ يـوم داهيـةٍ شـَهْدِنا
لعمـــرك أنـــه يــومُ عصــيبُ
وحادثــــةٌ مُفجّعِـــة عليهـــا
تســاعدت المــدامعُ والقلــوبُ
فـــؤآدٌ حَشـــوهُ لــذعٌ أليــمٌ
وجفـــنٌ مِلـــؤه دمــعٌ ســَكوبُ
فُجِعنــا بالكريمــةِ فــي معـدٍّ
لهـا ولقومهـا الشـُرف الحسـيبُ
بســيّدة النســاءِ تُقـىً وحِلمـاً
وجــوداً مــا يُعـدُّ لهـا ضـريبُ
وَلَــمْ يُعــرفْ لهـا خُلـقٌ ذميـمٌ
ولــم يوجَــد لهـا سـعيٌ مَعيـبُ
مُجاوِرُهــا عزيــزٌ فــي ذراهـا
وســآئلُها المَثوبَــة لا يخيــبُ
ألا هــيَ مُزْنـةُ الجُـودِ اضـْمحلَّت
وشـمسُ المجـد واراهـا المغيـبُ
تَـــولَّتْ بالبشاشــةِ والأيــادي
وغــابَتْ بالســُّرور فمـا تغيـبُ
أيُسـكنُ بعـدَها البلـدُ المزكَّـي
وهــل يُسْتَحسـَنُ الزَّمـن الخصـيبُ
أفــادَ الكــلّ نائلُهـا فأْضـحى
لكـــلٍ مــن مُصــيبتها نصــيبُ
وقـالَ لهـا مـن البـاكي عَليها
حشــى يَنْقــدُّ أو كبــدٌ تــذوبُ
وعــزَّ علــى الأحبَّـةِ أن يرَوهـا
يُهــالُ علـى محاسـِنها الكـثيبُ
رَهينــة وحشــةٍ فـي بَطـن لحـدٍ
تمــرُّ بِهـا الشـَّمَائلُ والجنـوبِ
مفارقـــةٌ ومَلْقاهـــا يســـيرٌ
ونازحـــةٌ ومثواهـــا قريـــبُ
تُــزارَ فمــا تُحِــسُّ بزآئريهـا
ويَــدعوها المجيــبُ فلا يُجيــبُ
نُبكِّيهــــا وننـــدُبها وحـــقٌ
لنــا منهـا التَّأسـُّفُ والنَّحيـبُ
ونعلــم أنهــا إِحــدى ملــوك
مــن الســاداتِ غـالنهم شـَعوبُ
هُــمُ عَمَــروا البلادَ وأوطنوهـا
فأْمســتْ مـا بهـا مِنهـمْ غريـبُ
فكــم بيـتٍ لهـم مـن مـال عـزّ
حمتـه الخيـلُ والحَـرسُ المهيـبُ
تعــاطتهُ المنيــةُ مــن أشــمٍ
تحُــفُّ بــهِ المجـادلُ والـدروبُ
ومــا دفـع الأقـاربُ والمـوالي
ومــا نفـع العـوائد والطـبيبُ
كفــى حَزنـاً أنِ اختُرِمـتْ بمـوتٍ
فلا ثــأرٌ تُقــامُ بــه الحـروبُ
وقــد يــأبى ظُلامتهــا رجــالٌ
مـــن الحَيَّيــن شــُبَّانٌ وشــيبُ
نجيبــة ســادةٍ وأبــو ســَعيد
أبوهـا وابنُهـا النَّـدبُ النجيبُ
وأصــبح شــاهداً بـالبرّ عنهـا
أبــو عَبــد الألـه فمـا يغيـبُ
وفضــل محمــد بــنِ مُعمـرٍ عـن
فضــائِل خَيــر والــده ينــوبُ
كمــا شــَهِدت محاســنُه بحسـنى
أبــي عُمَــرِ ونــائلُه الرّحيـبُ
فـــتىً للمـــال مِتلافٌ بَـــذولُ
وللعليــــــاءِ طلاَّبٌ كســـــوبُ
رَبيــطُ الجــأشِ مقــدامٌ جريـءٌ
طويــلُ البــاعِ بســَّامٌ وهــوبُ
واوفــى مـن يُسـالمُ أو يعـادي
وأشــقى مــن يُعـاقِبُ أو يـثيبُ
فمـا فـي سـَعيهِ المشـهور عـارٌ
ولا فــي فعلــه الموجـودِ حُـوبُ
يُشــيدُ بفضــلهِ فــي كــل أرضٍ
لســانٌ بالثنــاءِ لــه غريــبُ
ويَشــهد منــه الفظــاً وفهمـاً
فيعلــمُ أنــه الفَطِـنُ الَّلـبيبُ
مــن الأزد الكـرامِ علـت عُلاهـم
وقـد طَهُـرت مـن الـدَّنسِ الجيوبُ
نّمــاهُ مــن الأبِ العَتكـيّ مجـدٌ
بمجــد الأمّ مــن مضــرِ مشــوبُ
لعــاً لمحمــدٍ ولقــد أســفْنا
بـــأنّ محمـــداً أســفٌ كئيــبُ
علــى أنَّ الفــتى جلــدٌ صـبورٌ
علــى البلـوى لـه عـودٌ صـليبُ
تُســـاوِرُهُ الهمــومُ فَلا عُبــوسٌ
لــديه علـى الجليـس ولا قُطـوبُ
وقــد يَهــتزُّ جـوداً وارتياحـاً
كمــا يهــتزُّ بـالوَرق القَضـيبُ
فَعــاشَ يشــيد مَجــدَيْ والـدَيهِ
ليُعلــم انــه نعــمَ النســيبُ
ولا تَبَعـــــدْ عزيزتُــــه ودُرَّتْ
عليهـــا كــلُّ غاديــة تصــوبُ
وكـــان محمــد خلقــاً زكيــاً
يكـون لـه علـى العلْيـا رُبـوبُ
أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي.شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم والأدب الكثير. نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الدين ومبادئ العربية، حتى لمع نجمه وشاعت براعته في الشعر وتشوق الناس إلى لقائه.عندها انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال العلم والأدب ولا سيما ( سمد ) التي فتحت أبوابها لطلاب العلم والأدب في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني.يمتاز شعره بالجودة ، والنباغة وقوة الألفاظ والمعاني.( له ديوان - ط )