
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَبْـرتُ والبِيـضُ واللَّـذاتُ مِـن أرَبـي
حتَّــى كــأنِّي لـمْ أَكْبَـرْ وَلَـمْ أَشـِبِ
لـو لا التُّقـى وجميلُ الصَّبرِ ما وَجَدتْ
منَّـا الأوانـسُ غيـرَ اللَّهـو واللَّعـبِ
إذا لأرضــيتُ أســبابَ الهَـوى لصـبىَ
تجـري بنـا وبهـا فـي حَلْبّـة الطّربِ
حتَّــى يُقــالُ بطــالات فَتَــنَّ فَــتىً
قــد اسـتَحَّلَّ أو اسـْتحَلى دمَ العنـبِ
حيـثُ الكـؤوس مـن الصـَّهبآء يَصْحبها
وردُ الخـدودِ ومـآءُ الظَّلـم والشـَّنَبِ
إزآء كــلِ أنــاة الخَطْــوِ بَهْكَنــة
غِـــدٌ مفاصــِلها مَمكــورة القَصــَبِ
تســـقي ببَــرد ثَناياهــا مَلاثمَــهُ
مــا أودعتنـا حُمياهـا مـن اللَّهَـبِ
طـابِ الهوى بالرِضِّى من قلب ذاك وذَا
لـولاَ اتفَّـاقُ هـوى الإِلْفيـن لَم يطلبِ
ومَــا المشــيبُ وإِنْ راعَتـكَ صـِيغتُهُ
بمــانعٍ مــن وِصــال الأُنَّـس العُـرُبِ
فــي صــاحبِ الشــَّيبِ أخلاقٌ مُهذَّبــةٌ
مـــن المــروءَة والتجريــبِ والأدَبِ
وذُو المشيبِ تَراه في تقى ونُهىً لآخِرةٍ
أرض ولـو عـاش بيـن الضـعف والوصب
لــولا الــتزود مــن دنيـا الآخـرة
مـا كـانَ فـي عَيشـها لِلحُـرَّ مِن أَرَبِ
ومـا اصـْطحابُ بنـي هذا الزَّمانِ على
غِـــش الضـــَّمائر الاَّ شــرُّ مُصــْطَحَبِ
ولا يـزَالُ الفـتى الأَتْقـىَ يُقـال لـهُ
مـال علـى الظّلـم أو عرض من الكذبِ
ولا يـــزال كريــم القــوم محتملاً
دَمــاً ولا ذنــب أو شــيئاً بلا سـببِ
وقــد يَـرى الحـرّ مـن نـذل بليَّتـه
كمــا تكـون كسـوف الشـمس بالـذنبِ
والعيْــشُ أطيبــهُ مــا صـحَّ مـذهبُهُ
أو كــان مطلبُــه مــنِ حـلٍّ مكتَسـبِ
مالــذةُ المتمــادي فــي بطــالتهِ
وإن تنعَّــــم إلاَّ لــــذُّة الجـــربِ
ومُتَّقــي اللــهِ مســروراً بســيرتهِ
فـي شـدة العيـش يرجـو حسـن منقلبِ
ويـا مُريـدَ الغنَـىَ شـمِّر إليـه فلا
اثـمٌ ولا عـار إِن اجملـت فـي الطَّلبِ
واحُلــل ذُرى آلَ نَبهــانٍ بنـي عُمَـرٍ
بنـي المعمَّـر واسـْترفِد أَبـا العَرَبِ
تَلْـقَ المـواهبَ والنعَّمـى تفيـض بها
يميــن يعـرب فيـضَ العـارض اللَّجـبِ
فـي رَبـع أمـنٍ لَـدىَ مْرعَـى رفاهيـةٍ
عليــه ظــلٌ وانــدآءٌ مــن السـّحُبِ
مــن جـودُ أَرْوَع تلقَـى فـي محاسـنهِ
لـــهُ مشــابهَ مــن جَــدٍ لــه وأبِ
علـــى الزهّــادة آتِ كــل مكرمــةٍ
وفــي التَّواضـُع نهَّـاض إلـى الرّتـبِ
وهــو الــذي إنْ دعـاه لْلمُلِـمِّ فلاَ
يُـؤذَى ومـن يَسـأَلِ المعـروف لَم يَخبِ
إذا أبــو العَـرَبِ اْسـتخبرت شـَيمَتهُ
وفـي الرَّضـى فعلـه أو سـآئِر الغَضَبِ
ألفيــتَ يَعــربَ مطبوعـاً علـى خُلُـق
أذكـى مـن المِسك أو أصفَى منَ الذهبِ
يُمسـي ويصـبُح فـي ثـوْبي حِجـىً ونَدى
مُوشـــَّحاً بصــَلاحِ الــدّين والحســَبِ
مَــنْ كــان أفعـالُه حُسـْنىَ وَمنطقُـهُ
عـــدلاً كيعــرب أدّى صــحَّة النَســَبِ
ومَــنْ يغــبْ وســعى فـي آلـه ولـدٌ
كسـعيه فـي العلـى والـدّين لم يغبِ
هــذا نجيــب بنــي نبهـان وارثـه
أبـو المعمـرّ طبـع السـَّادة النُّجُـبِ
وسـادة الازد فـي عيـصِ العَتيـك لـهُ
بيــت علــى غيــر أوتـادٍ بلا طَنَـبِ
بيـتٌ حمتـه العتـاقُ الجـردُ عاديـةً
بالــدَّارعينَ كأُسـْد الغابـة الغُلُـبِ
صـــيدٌ أشــدِّاء لا تــأبى نفوســُهمُ
ورْدَ الـردَّى بين أطراف القنا السُّلبِ
غُلْـبٌ مَسـاعيرُ فـي الهَيجـا لباسـُهم
مُلْـسُ السـَّوابغ تحـتَ البَيْـضِ واليلَبِ
إذا غَــدا لهــمُ جيـشٌ وقـد قصـَدُوا
قَومــاً تقــدَّمهمْ جيــشٌ مـن الرُّعُـبِ
فهـــذه صـــِفةُ الأزد الــذينَ هُــمُ
ملــوك قَحطـان أهـل العِـزّ والغَلَـبِ
مـن العتيـكِ اليمـانين الـذينَ بِهمْ
تبَّـوأ الأزدُ بيـتُ العـزِّ فـي العـربِ
والأوسُ والخـزرجُ الأنصـارُ قـد دَفعوا
عــن الرَّســولِ وآووْهُ لــدَيَ الهَـربِ
وجَاهــدوا معــهُ أهـلَ الضـَّلالِ معـاً
حتَّـى أجـابَ لـه مـن كـانَ لـم يُجِـبِ
فعَـزَّ فـي الأرضُ ديـن اللـهِ وانتَشرت
أعلامُــه وأتــى بــالمعجزِ العَجَــبِ
وكــــان فَخرهــــم للأزدِ قاطبـــةً
يَنْســاقُ مـن عقِـبٍ منهـمْ إِلـى عَقِـبِ
حتَّــى انْتهــي لبَنــي كهلانَ مجـدُهُم
وفخرُهــــم فهـــمُ للأزد كـــالقُطُبِ
يَهنيـــكَ يعـــربُ أخبــارٌ مُــؤثرةٌ
محفوظــةٌ لـك فـي الأَلْبـابِ والكُتـبِ
فيهـــنَّ أحســـنُ مــذكورٍ ومُســْتَمعٍ
بيـنَ المشـاهدِ مـن شـعْر ومـن خُطَـبِ
وابْلُـغْ أبـا العَـرَبِ المأمولَ شاملةً
لــك السـَّعادةُ بيـنَ الأهـلِ والنَسـَبِ
وعِــش طــويلاً مُلقــىً كــلَّ فــآئدةٍ
مــن الزَّمــانِ مُـوقَىًّ حـادثَ النُّـوبِ
وكــلَّ عـام يعـودُ العيـدُ فـي نِعـمٍ
منهـــا نصــيبُك موفــورٌ بلا نَصــَبِ
وابهَـجْ بهـا مـن عَـروسٍ فـي قلائِدها
وفــي مجاسـِدِها تَبقَـى مـدى الحُقُـبِ
أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي.شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم والأدب الكثير. نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الدين ومبادئ العربية، حتى لمع نجمه وشاعت براعته في الشعر وتشوق الناس إلى لقائه.عندها انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال العلم والأدب ولا سيما ( سمد ) التي فتحت أبوابها لطلاب العلم والأدب في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني.يمتاز شعره بالجودة ، والنباغة وقوة الألفاظ والمعاني.( له ديوان - ط )