
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـالتْ وقـد سـَمِعتْ أنـي نسـبتُ بها
فـي بعـض مـا قلتُه ما أحسنَ الأدبا
أليـس يَسـْمَعُ مـا طـارَ الوُشاةُ بنا
مـن الأحـاديث إنْ صـِدقاً وإنْ كَـذِبَا
هبـوهُ لـم يخـشَ عَتْبِـي حيـن عرَّضني
لقالــةٍ شــعَّبوها بينهــم شــُعَبَا
أمــا يخـافُ بنـي عـمٍّ لنْـا غُيُـراً
يحمـون بالقُضـُبِ الهنديـةِِ الحَسـَبَا
فســكَّنتْها فتــاةٌ مــن قرائِنهــا
بِرُقيـةٍ مـن رُقاهَـا تُطفِيـءُ الغضَبَا
قـالت لهـا أنصـتي ثم اسمعي نتفاً
مـن قـوله فهـو ممـا يعجب العربا
وأنشــدتها أُبَيَّاتــاً عبثــت بهـا
تكـاد تبعـث فـي قلـب الصفا طربا
بـاللّهِ يـا معشـرَ العُـذَّالِ ما لكُمُ
تَلحَـوْنَ مـن هـاجَهُ ريحُ الصَّبَا فَصبَا
فيــمَ التعجُّـبُ مـن قلـبي وصـبوتِه
كـأنكم لـم تَـروْا مـن قبلِـه عجَبَا
ذوقوا الهَوى ثم لوموا ما بَدا لكمُ
أو لا فخلُّـوا ملامي واربحوا التَّعَبا
عــذلتمونيَ فيمــن لـو بَـدا لكـمُ
وراءَ حُجْــبٍ خرقتـمْ نحَـوهُ الحُجُبَـا
وهبـــتُ للجِــدِّ أيــامي فعلَّمَنِــي
تلاعـبُ الـدهرِ بـي أن أُوثرَ اللَّعِبَا
وقــد بُليــتُ بقلــبٍ لا يُطــاوعنِي
إِذا بــذلتُ لـه نُصـْحاً أبـى ونَبَـا
يـرى عـذابَ الهَـوى عَـذْباً مـذاقتُهُ
فهــل سـمعتم عـذاباً قبلَـهُ عَـذُبَا
أرسـلتُ صـبري علـى وجـدي ليُزعِجَـهُ
عـن الحَشـا فأقامـا فيـه واحترَبَا
إنْ يغلُـبِ الصـبرُ فـالعقبَى لمصطبِرٍ
أو يغلُـبِ الوجدُ فالدنيا لمن غَلَبَا
فــأعجبَتْ ثــم قـالتْ وهـي ضـاحكةٌ
بمثلِ ذا السحرِ نالَ المرءُ ما طلبَا
نَفْـثٌ مـن السـِحْرِ قـد حُلَّـتْ به عُقَدٌ
ممــا وجـدتُ ولمَّـا يُطْفِـئِ اللَّهبَـا
الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي. شاعر ، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ، ولد بأصبهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته. ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه، لما كان الطغرائي مشهوراً به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك ، فاتخذ السطان محمود حجة فقتله. ونسبة الطغرائي إلى كتابة الطغراء. وللمؤرخين ثناء عليه كثير. له (ديوان شعر - ط)، وأشهر شعره (لامية العجم) ومطلعها . أصالة الرأي صانتني من الخطل . وله كتب منها (الإرشاد للأولاد - خ)، مختصرة في الإكسير.